بري يتبرّأ من «المؤتمر التأسيسي» ويتمسك بـ«الطائف» وسليمان يستدعي أبادي: تخطيتم الحدود

النوع: 

 

جلسة الحوار الاخيرة قبل نهاية ولاية الرئيس سليمان تميزت بمواقف بارزة لرئيس الجمهورية ولعدد من الاقطاب المشاركين فيها وإن يكن عقد المشاركين فيها شهد تناقصا اضافيا مع تغيب العماد ميشال عون عنها لاسباب وصفت بانها شخصية. واذ شكل البيان الختامي للجلسة جردة بأهم ما اسفرت عنه كل جولات الحوار في عهد الرئيس سليمان ولا سيما منها "اعلان بعبدا" ومباشرة البحث في الاستراتيجية الدفاعية، برز تشديده على "تأكيد اهمية تطبيق اتفاق الطائف والحرص على المناصفة والعيش المشترك"، بما بدا رداً على ما اثير اخيرا من اتجاهات الى عقد مؤتمر تأسيسي جديد في ظل الفراغ المحتمل في رئاسة الجمهورية بعد 25 ايار الجاري. وقد اتخذ عدد من المشاركين في الجلسة مواقف حازمة من هذا الموضوع الذي وصفه الرئيس فؤاد السنيورة بانه "كلام تهويلي"، مشددا على "ان المسلمين لن يقبلوا اطلاقا بالخروج عن مبدأ المناصفة"، كما اكد الرئيس نجيب ميقاتي ان "الكلام عن مؤتمر تأسيسي مرفوض".

وعلمت "النهار" ان مداخلة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الاجتماع كانت لافتة وتوقف عندها المشاركون وخصوصا عندما قال انه يتكلم بأسم المسلمين شيعة وسنّة ودروزاً "ولو تعديّا" على من يمثلهم في الهيئة وأكد ان "لا رجعة عن مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في كل الظروف"، وذلك في رد على تحذير الرئيس سليمان من مؤتمر تأسيسي يطيح هذه المناصفة. وقال بري مخاطبا سليمان: "لقد سمعت كلامك بالامس وانا اؤكد لك اننا لن نقبل الا بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين". وأضاف ان "لا صحة لما يقوله البعض من انه لا يمكن قيام مجلس شيوخ قبل قيام مجلس وطني منتخب على اساس لاطائفي. على العكس هناك امكان لقيام مثل هذا المجلس على اساس اقتراح القانون الارثوذكسي في موازاة مجلس نواب وفق اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية. وفي المجلسين سيكون هناك التزام للمناصفة".

وسجل ايضا حرص رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على الاشادة بالرئيس سليمان "الذي نجح في ان يبقى رئيسا لجميع اللبنانيين دون انحياز". وقال: "سينصف التاريخ هذا الرجل لانجازاته ولرفضه اي مشروع تمديد وهذا يلتقي مع رئيس كبير هو الرئيس الراحل فؤاد شهاب".

الجميل وحرب

وعلمت "النهار" ان رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل، وفي اطار المبادرة السياسية التي اعلن عنها امس لانقاذ الاستحقاق الرئاسي سيقوم خلال 48 ساعة بجولة على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية انطلاقا من ان هناك وثيقة تجمع الاقطاب الموارنة الاربعة انبثقت من لقاءات بكركي. وفي هذا السياق شدد الرئيس الجميل امام هيئة الحوار في قصر بعبدا امس على "ضرورة احترام المهل الدستورية". من جهة اخرى تفيد معطيات ان الجلسة الانتخابية الثالثة غدا لن تكون مختلفة عن الجلستين اللتين سبقتاها وستمضي الامور على هذا النحو حتى نهاية المهلة الدستورية في 25 من الجاري ما لم تحدث مفاجأة.

وفي هذا السياق حذر الوزير بطرس حرب عقب لقائه امس رئيس حزب "القوات اللبنانية" من انه في حال خلو موقع الرئاسة "لن نقبل ان تنام الحكومة على حال الفراغ لممارسة صلاحيات الرئيس وتاليا ستكون ممارسة صلاحيات الرئيس في اضيق معانيها". واذ اكد التنسيق والتشاور بين قوى 14 آذار في موضوع الترشح للرئاسة، قال: "لا يحق لاحد الترشح بمعزل عن الجو العام لقوى 14 آذار والا سنكون محكومين بخسارة المعركة".

الجلسة الأخيرة للحوار بمن حضر غيّبت الاستراتيجية الدفاعية احترام الاستحقاقات والتمسّك بالطائف وإشادة بأداء سليمان

قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ودّع المتحاورون هيئة الحوار من دون فقدان الأمل بإمكان الالتئام مجدداً في العهد الرئاسي الجديد. وكانت الصورة الوداعية أمس مزيجاً من جردة حساب لحوار القصر الجمهوري والبرلمان وتمنيات متكررة باتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده وادراك مخاطر الفراغ وكل ما يصب في سياق تغيير الطائف واللجوء نحو مؤتمر تأسيسي.

أما الغائب الأكبر فكان موضوع جلسات الهيئة، والبند الأبرز والدائم في جدول أعمالها، أي الاستراتيجية الدفاعية.

ووصفت مصادر مواكبة لأعمال هيئة الحوار الجلسة أمس بالهادئة والممتازة، وأكدت أن المواضيع التي طرحت اتسمت بالتنوّع بعيداً عن الاستراتيجية الدفاعية، بعدما فضّل الرئيس تأجيل الموضوع في غياب مكونات أساسية عن هذه الجلسة.

وأوضحت أن معظم أقطاب الهيئة أيدوا مسألة اتمام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وبذل الجهود الممكنة لتحقيق ذلك، وبرزت في هذا السياق مداخلة لسليمان حذّر فيها من مخاطر الفراغ، متمنياً أن يسلم الرئيس الجديد السلطة في 25 أيار الجاري، ومركزاً على أهمية تأمين النصاب تعبيراً عن ممارسة الديموقراطية. كذلك كانت مداخلات لعدد من المشاركين ولا سيما الرئيس أمين الجميل الذي أيد كلام سليمان عن أن مؤسسة رئاسة الجمهورية هي مؤسسة جامعة للكل.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أطلع المشاركين على الجهود التي تبذل في موضوع الانتخابات الرئاسية ولا سيما دعوة النواب الى دورات متتالية بهدف العمل لإنجاز الاستحقاق في موعده، فتوقف عند أهمية وضع قانون انتخابي يسمح بإجراء الانتخابات النيابية ضمن المواعيد الدستورية.

وكانت ملاحظات أيضاً على مواصلة تطبيق الطائف والمحافظة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بعيداً عن الكلام على المثالثة والمؤتمر التأسيسي. وتحولت هذه النقطة موضوع نقاش، بحيث نفى بري باسم المسلمين أي رغبة في تغيير الطائف أو وجود نية لهم بإقامة أي مؤتمر تأسيسي. ومعلوم أن هذا الموضوع ورد في كلام رئيس الجمهورية أول من امس من خلال دعوته النواب الى عدم جر البلاد الى مؤتمر تأسيسي يساهم في تغيير وجه لبنان.

ولأن الحوار ضرورة وطنية، كان التوافق على أهمية استكماله في العهد الرئاسي المقبل، وهذا ما كانت عليه مواقف كل من سليمان والحاضرين الذين لم يفتهم التطرّق الى ادارة رئيس الجمهورية لجلسات الحوار والاشادة برفدها بأفكار ومبادرات.

السنيورة

وكان للسنيورة مداخلة في مستهل الجلسة أشاد فيها بدور رئيس الجمهورية ومواقفه. ومما قال: "سيذكر الشعب اللبناني للرئيس سليمان دوره الوفاقي الايجابي، فكان رأس الدولة المؤتمن على الدستور بشكل حقيقي، وقد حفر موقعه ودوره في هذا السجل الوطني، وهذا ما لا يمكن أحداً أن يتجاوزه أبداً".

وأشاد بانجازه "اعلان بعبدا" وتمسكه بالحوار وتقدمه بتصور للاستراتيجية الدفاعية. واعتبر أن "الشغور في سدة الرئاسة ليس مسألة بسيطة يمكن المرور عليها مرور الكرام، ويجب ألا نستسهل الوقوع فيها". وقال: "يبدو أن سلاح حزب الله الذي نجتمع لنناقش مصيره باتت له ادوار جديدة لا نقر بها ويتحدث عنها بعض المسؤولين في إيران، حيث أعلن أحدهم بالأمس أن خط دفاع ايران أصبح في جنوب لبنان وشواطئ المتوسط. ونحن نستغرب هذا الكلام استغراباً شديداً. ورفض "الكلام التهويلي الذي يثار بشأن الدعوة الى مجلس أو هيئة تأسيسية. لقد اتفق اللبنانيون في الطائف على تجديد ميثاقهم الوطني والذي أصبح دستورهم وهو القائم على العيش المشترك وعلى المناصفة. وأنا أشدد على أن المسلمين لن يقبلوا على الاطلاق الخروج عن مبدأ المناصفة أو عن العيش المشترك".

ورأى انه "اذا لم ننجح في ايجاد حل لموضوع سلاح حزب الله، لوضعه في اشراف المؤسسات الشرعية، فإن لبنان لن يعرف الاستقرار، والدليل ما نعيشه من تداعيات استخدام هذا السلاح في سوريا على العلاقات مع الشعب السوري وعلى العلاقات اللبنانية العربية وعلى لبنان حاضراً ومستقبلاً، خصوصاً أن حزب الله يضع نفسه في مواجهة أكثرية الشعب السوري، وهم جيران لنا وأشقاء".

واحتلّ الموضوع الأمني حيزاً من النقاش، وأشاد المشاركون بالخطوات الأمنية التي تنفّذ، ولا سيما بالنسبة الى بنود الخطة الامنية، واكدوا انها كانت ناجحة بنسبة تسعين في المئة.

وقد اعقب الحوار، لقاء بين رئيس الجمهورية وكل من الجميل والسنيورة وغاب عن جلسة الحوار كل من الرئيس سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزير محمد الصفدي، والنواب: ميشال عون، محمد رعد، سليمان فرنجيه، طلال ارسلان، اسعد حردان. كما غاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وفهم لاحقاً أن سليمان ابلغ المعنيين أن العماد عون اتصل به مساء اول من امس وابلغه انه لن يحضر لأسباب شخصية، وكان تردد ان عون غاب بسبب استيائه من كلام رئيس الجمهورية في منطقة جبيل.

البيان الختامي

وصدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: افتتح الرئيس سليمان الجلسة وعرض التطورات الاخيرة على الصعيدين الداخلي والاقليمي. وعرض ايضا ابرز ما حققه مؤتمر الحوار الوطني عام 2006 وهيئة الحوار الوطني بين ايلول 2008 وآذار 2014 ولا سيما:

"أ - ارساء نهج حوار واجواء عامة من الاستقرار والاعتدال.

ب - اصدار "ميثاق شرف" للتخاطب السياسي والاعلامي.

ج - مواكبة الانتخابات النيابية والبلدية عامي 2009 و2010 في اجواء من الشفافية والهدوء.

هـ - تجنيب لبنان تداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2009.

و - اصدار "اعلان بعبدا" الذي هدف بصورة اساسية الى تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمات الاقليمية.

ز - مباشرة البحث في تصور لاستراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان".

وتوقف رئيس الجمهورية "عند التصريحات المتكررة المنسوبة لبعض المصادر الايرانية والتي تتنافى مع منطق السيادة اللبنانية وحسن العلاقات بين الدول"، واعرب عن "عزمه على استيضاح الامر مع السلطات الايرانية".

وبنتيجة التداول، توافق المجتمعون على الآتي:

"1 - تأكيد أهمية استمرار عمل هيئة الحوار الوطني ايمانا من الهيئة بضرورة ترسيخ منطق الحوار والتلاقي بين اللبنانيين سبيلا وحيدا للتخاطب ولتلافي النزاعات في ما بينهم.

2 - استمرار السعي الى توفير الظروف الكفيلة تنفيذ مقررات مؤتمر وهيئة الحوار الوطني لتحقيق المزيد من الامن والاستقرار في لبنان وتجنيبه التداعيات السلبية للازمات الاقليمية.

3 - مواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، وخصوصا بالاستناد الى التصور الذي قدمه رئيس الجمهورية والذي اعتبرته الهيئة منطلقا للنقاش.

4 - تأكيد أهمية تطبيق اتفاق الطائف والحرص على المحافظة على المناصفة والعيش المشترك.

5 - التشجيع على متابعة العمل لضمان تطبيق خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان في مجال تعزيز الاستقرار ودعم المؤسسات وقدرات القوات المسلحة اللبنانية وركائز الاقتصاد الوطني والجهد اللازم لجبه مشكلة اللاجئين السوريين في لبنان.

6 - التشجيع على احترام الاستحقاقات الدستورية الرئاسية والنيابية وتجنب الفراغ في موقع الرئاسة الاولى من طريق توفير النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهل الدستورية المحددة واجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

7 - التنويه بما اضطلع به فخامة الرئيس من دور وما بذله من جهود لادارة عمل هيئة الحوار ورفدها بالأفكار والمبادرات التي طبعت أعمال الهيئة".

ميقاتي وجنبلاط

وقال ميقاتي بعد مشاركته في الجلسة: "أنا أشهد على الدور الوطني الذي أداه فخامة الرئيس وقد تمكنا معا من نسج علاقة وطنية ممتازة". واعتبر ان "الكلام على مؤتمر تأسيسي مرفوض، لأن الأصل هو تطبيق الطائف كاملا بكل مندرجاته".

وقال جنبلاط: "لقد قاد رئيس الجمهورية البلاد في أصعب الظروف ونجح في أن بقي رئيسا لجميع اللبنانيين من دون انحياز لأي فريق، ونجح في ان ادار هيئة الحوار التي بدأت ايام الرئيس نبيه بري، سينصف التاريخ هذا الرجل لانجازاته، وكم تحمل من غالبية الأفرقاء اللبنانيين من صعوبات ومضايقات، لكنه نجح بأعصابه الباردة وحكمته ووطنيته ولبنانيته، في اجتياز ادق المراحل وتجنيب البلاد تشنجات كبيرة والتأكيد ان لا مفر من الحوار".

حريق هائل جنوب بعبدا اجتاح أحراجاً وهدّد منازل وكشف عورات الدولة القاصرة عن صيانة 3 طوافات!

النهار..

انجلت عاصفة النار التي حاصرت أحراجاً وأودية ومرتفعات ومنازل في محور بطشية - وادي شحرور في جبل لبنان الجنوبي صباح أمس، إنطلاقاً من وادي الست، وامتدت الى دوحة عرمون واطراف بعبدا واليرزة، واستمرت طوال النهار، عن كارثة بيئية من شأنها دفع لبنان الأخضر نحو مزيد من التصحّر... والتفحّم.

منذ الصباح، تحوّلت منطقة الحريق شبه منكوبة، واقتربت النار من المنازل متسببة بحالات اغماء في صفوف سكانها الذين أخلوها تحسباً للأسوأ، فيما شارك جنود الجيش وعناصر إطفاء من الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت، بمؤازرة طوافات عسكرية، في مكافحة النار والعمل لمحاصرتها، في ظل رياح ساخنة سعّرت ألسنتها، وجعلت جهودهم مضنية.

وحاصر الحريق منطقة بعبدا بدءا من وادي شحرور، بطشية، خندق الرهبان، اليرزة وصولا الى القصر الجمهوري حيث التهمت النار مساحة واسعة من الثروة الحرجية، وهددت نحو مئة منزل أخليت من السكان، قبل أن تتمكن فرق الاطفاء من إبعادها. كذلك عمدت مدارس عدة في المنطقة المجاورة الى إجلاء طلابها خشية امتداد الحريق.

وبعد الظهر، أمكنت السيطرة على الحريق بين بطشية وبعبدا، فيما ركزت فرق الاطفاء جهودها على مكافحة النار في الأحراج بين بعبدا والجمهور، وواصلت عمليات تبريد الارض خوفا من تجدد الحريق.

وفي حين أثيرت تساؤلات عن سبب عدم استخدام طوافات "سيكورسكي" الخاصة بإطفاء الحرائق، تبين أنها داخل مخازن قيادة الجيش تنتظر قراراً حكومياً بإرصاد اعتمادات مالية لصيانتها. ونقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن الوزير السابق زياد بارود أنه اتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أبلغه أن الجيش تلقى هبة من شركة طيران الشرق الأوسط بقيمة 300 ألف دولار لصيانة هذه الطوافات، متوقعاً أن تعود الى التحليق في أقل من شهر.

 رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: "حزب الله" يغطي كل إسرائيل بـ"الصواريخ"

الجمهورية..

أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس، إلى أن "حزب الله" أصبح يغطي كل إسرائيل بالصواريخ، لافتاً إلى أنه "بعد انتهاء فترة المفاوضات التي انتهت مدتها الزمنية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في 29 الشهر المنصرم، يتدرب الجيش الاسرائيلي وفقا للتطورات الميدانية على كل الجبهات الجنوبية والشمالية مروراً بالضفة الغربية".

 وأوضح غانتس، خلال إشرافه على تدريبات لقوات إسرائيلية في تلال الضفة الغربية، "علينا أن نتدرب وفقاً للتطورات الميدانية فالفلسطينيين لن يبقوا هادئين إلى الأبد"، مشددا على أن "الجيش الاسرائيلي جاهز لأية ردود من أي دول عربية"، موضحاً أنه "ينظر بحذر تجاه ما يحدث في الدول العربية."

 بري يتبرّأ من «المؤتمر التأسيسي» ويتمسك بـ«الطائف» وسليمان يستدعي أبادي: تخطيتم الحدود

المستقبل..

بين ألسنة مناخية إمتد لهيبها إلى محيطه وأخرى سياسية سعت إلى محاصرته في نهاية العهد، بدا يوم الحوار الأخير قبل انقضاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان محاصراً أمس بين النيران التي اشتعلت في الأحراج المحيطة وبلغت موقف السيارات في القصر الجمهوري، والنيران السياسية التي فتحها «حزب الله» على الرئيس سليمان مقاطعاً جلسات هيئة الحوار الوطني برئاسته ومطالباً برئيس جديد «يتبنى خيار المقاومة« وفق تعبير النائب محمد رعد. إلا أنّ لا رياح نيران الأحراج ولا الإحراج جرت بما يشتهي الحزب ومن ركب ركبه في محاولة محاصرة سليمان وإفراغ الحوار الوطني من إنجازاته، بحيث أودعها سليمان العهد الجديد بعد استعراض موجز لها منذ العام 2006 بما يشمل «إعلان بعبدا» و»مباشرة بحث الاستراتيجية الوطنية للدفاع» التي أقر المجتمعون أمس ضرورة مواصلة البحث فيها «وخصوصاً بالاستناد الى التصور الذي قدمه رئيس الجمهورية». على أنّ جلسة الحوار الأخيرة برئاسة سليمان سجلت موقفاً حازماً منه تجاه تمادي طهران في استفزاز اللبنانيين بحيث أعلن رئيس الجمهورية عزمه استدعاء السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي لاستيضاح موقف بلاده من كلام مستشار المرشد الأعلى اللواء يحيى رحيمي صفوي حول تمدّد حدود إيران لتشمل جنوب لبنان. وأوضحت مصادر المشاركين في جلسة الأمس لـ»المستقبل» أنّ سليمان أعلمهم أنه بصدد تحميل أبادي رسالة إلى القيادة الإيرانية تطلب توضيح موقفها من كلام صفوي وما إذا كان ما صرح به لجهة تخطي الحدود يعبّر عن موقف إيران الرسمي.

إلى ذلك، حملت جلسة حوار الأمس «إنجازاً كبيراً ومهماً» على المستوى الوطني تمثل في إقرار رئيس مجلس النواب نبيه بري بتمسك «المسلمين في لبنان» بنهائية مرجعية اتفاق «الطائف» والمناصفة التي كرّسها بين المسلمين والمسيحيين، حسبما رأت أوساط بعبدا لـ»المستقبل» معتبرةً أنّ «هذا الإنجاز إستطاع الرئيس سليمان تكريسه على طاولة الحوار غداة كلامه التحذيري من مخاطر الفراغ الرئاسي والمؤتمر التأسيسي».

الحوار

إذاً، إلتأمت هيئة الحوار الوطني أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وبحضور معظم أعضائها في ما عدا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح« النائب ميشال عون ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع والنواب محمد رعد وسليمان فرنجية وطلال أرسلان ومحمد الصفدي وأسعد حردان. واستهل سليمان الجلسة باستعراض التطورات الداخلية والإقليمية وأبرز ما حققه الحوار الوطني منذ العام 2006 حتى آذار من العام الجاري. وكشفت مصادر المشاركين في الجلسة لـ»المستقبل» أنّه إثر انتهاء إستهلالية رئيس الجمهورية طلب الرئيس بري الكلام وقال في ما بدا رداً على الكلام الذي أطلقه الرئيس سليمان حول «المؤتمر التأسيسي» أمس الأول في جبيل: «نحن كمسلمين في لبنان، سنةً وشيعةً ودروزاً وعلويين، نتمسك باتفاق الطائف وبصلاحيات المسيحيين، ولا عودة عن الطائف»، مضيفاً: «البعض يعتبر أنّ الطائف نصّ على مجلسين الأول نيابي يُنتخب على أساس طائفي ثم ينتخب مجلس الشيوخ على أساس طائفي، وهذا غير صحيح. نحن نريد ونؤيد التزامن بين المجلسين وأن يكونا مناصفةً بين المسلمين والمسيحيين، ونؤكد على ذلك».

وتابعت المصادر نقلاً عن بري أنه أعرب خلال مداخلته عن تأييد «انتخاب مجلس الشيوخ على أساس «القانون الأورثوذكسي» (كل طائفة تنتخب ممثليها) بينما يصار إلى انتخاب مجلس النواب على أساس النظام النسبي ضمن دوائر كبرى مع الحفاظ على المناصفة، وسط تشديده على أن تكون صلاحيات الطوائف والأحوال الشخصية من اختصاص مجلس الشيوخ بما يشكل ضمانة للجميع»، وإذ أعرب رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة في مداخلته خلال الجلسة عن رفض «الكلام التهويلي الذي يثار بشأن الدعوة إلى مجلس أو هيئة تأسيسية»، وشدد على كون «المسلمين لن يقبلوا على الإطلاق الخروج على مبدأ المناصفة والعيش المشترك»، لفتت المصادر إلى أنّ رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أبدى كذلك تأييده كلام بري لجهة «تمسك جميع المسلمين باتفاق الطائف».

وعن إستخدام تعبير «مصادر إيرانية» بدل تحديد إسم اللواء صفوي في فقرة البيان الختامي الخاصة باستدعاء السفير الإيراني لاستيضاحه عن «التصريحات المتكررة والتي تتنافى مع منطق السيادة اللبنانية»، أوضحت المصادر أنّه عند إعداد البيان طالب سليمان بتوجيه إنتقاد واضح لكلام صفوي حول «تخطي الحدود» فتمنى بري عليه عدم ذكر الإسم متوجهاً إلى رئيس الجمهورية بالقول: «فلنبتعد عن التسمية طالما تقول إنك بصدد إستيضاح هذا الموقف»، فتم اعتماد التعبير الذي ورد في الفقرة ذات الصلة.

مقررات

وأوضح البيان الذي صدر في ختام جلسة الحوار أمس أنه بنتيجة التداول توافق المجتمعون على 7 بنود أكد أولها «أهمية استمرار عمل هيئة الحوار الوطني»، ثم جرى التشديد على «استمرار السعي إلى توفير الظروف الكفيلة تنفيذ مقررات مؤتمر وهيئة الحوار الوطني لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في لبنان وتجنبيه التداعيات السلبية للأزمات الاقليمية، ومواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان، وخصوصا بالاستناد الى التصور الذي قدمه رئيس الجمهورية والذي اعتبرته الهيئة منطلقا للنقاش».

كما جرى التأكيد على «أهمية تطبيق اتفاق الطائف والحرص على المحافظة على المناصفة والعيش المشترك، والتشجيع على متابعة العمل لضمان تطبيق خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان في مجال تعزيز الاستقرار ودعم المؤسسات وقدرات القوات المسلحة اللبنانية وركائز الاقتصاد الوطني والجهد اللازم لجبه مشكلة اللاجئين السوريين في لبنان، والتشجيع على احترام الاستحقاقات الدستورية الرئاسية والنيابية وتجنب الفراغ في موقع الرئاسة الأولى من طريق توفير النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهل الدستورية المحددة واجراء الانتخابات النيابية في موعدها»، بالإضافة إلى تسجيل المجتمعين «التنويه بما اضطلع به فخامة الرئيس من دور وما بذله من جهود لإدارة عمل هيئة الحوار ورفدها بالأفكار والمبادرات التي طبعت أعمال الهيئة».

مواقف

وكان الرئيس السنيورة قد أشاد في مداخلته في مستهل جلسة الحوار بدور ومواقف الرئيس سليمان خلال فترة ولايته الدستورية، معرباً عن ثقته بأنّ الشعب اللبناني سيذكر له «دوره الوفاقي الإيجابي فكان رأس الدولة المؤتمن على الدستور بشكل حقيقي وقد حفر موقعه ودوره في هذا السجل الوطني وهذا ما لا يمكن لأحد أن يتجاوزه ابداً»، منوّهاً في السياق عينه «بانجازه إعلان بعبدا وتمسكه بالحوار وتقدمه بتصور للاستراتيجية الدفاعية».

وإذ نبّه إلى أنّ «مسألة الشغور في سدة الرئاسة ليست مسألة بسيطة يمكن المرور عليها مرور الكرام ويجب السعي واستنفاد كل الفرص لتجنبها»، قال السنيورة: «يبدو أن سلاح «حزب الله» الذي نجتمع من أجل نقاش مصيره باتت له أدوار جديدة لا نقرّ بها ويتحدث عنها بعض المسؤولين في إيران حيث أعلن احدهم بالأمس أن خط دفاع إيران أصبح في جنوب لبنان وشواطئ المتوسط»، مبدياً «الإستغراب الشديد» لهذا الكلام.

بدوره، أثنى النائب جنبلاط بعد انتهاء جلسة الحوار على قيادة الرئيس سليمان للبلاد «في أصعب الظروف»، وأكد أنه «نجح في أن بقي رئيساً لجميع اللبنانيين دون تحيّز لأي فريق من الفرقاء، وفي إدارة هيئة الحوار»، مشدداً على أنّ «التاريخ سينصف هذا الرجل لإنجازاته»، وأضاف: «أقرينا معه إعلان بعبدا، ونعلم أنّ الظروف الإقليمية والدولية لا تساعد اليوم على تحقيق هذا الإعلان لكنه سيبقى مسجلاً نقطة بيضاء في تاريخ عهده الى جانب نقاط مفصلية أخرى»، وختم: «فقط أردت أن أقول هذه الكلمات من أجل إنصاف هذا الرجل الذي أيضاً رفض أي مشروع تمديد، وهذا يلتقي مع رئيس كبير من رؤساء لبنان الراحل فؤاد شهاب««.

لبنان: سليمان يودّع «الحوار» باعتراض على تصريحات إيرانية

بيروت - «الحياة»

أنهت هيئة الحوار الوطني في لبنان أعمالها في جلسة وداعية برئاسة الرئيس ميشال سليمان قبل 20 يوماً من انتهاء ولايته الدستورية، بجملة مواقف أبرزها نفي رئيس البرلمان نبيه بري باسم كل المذاهب الإسلامية السعي الى أي مؤتمر تأسيسي لإعادة النظر بالصيغة وتأكيد التزام اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، باسمه وباسم المذاهب الإسلامية كافة، التي أيده ممثلوها في الهيئة. وإذ ودّعت الهيئة الرئيس سليمان بالإشادة بما اضطلع به من دور وجهود في إدارة أعمالها، وامتدح عدد من أعضائها مواقفه مؤكدين أن التاريخ سينصفه، فإن سليمان مع بعض أعضاء الهيئة، توقفوا أمام التصريحات التي نسبت الى المستشار العسكري للمرشد الأعلى في إيران الفريق يحيى رحيم صفوي عن أن «حدود بلاده الحقيقية تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر جنوب لبنان»، معترضين عليها، ورأى سليمان وفق البيان الصادر عن هيئة الحوار الوطني، أنها تصريحات تتنافى مع منطق السيادة اللبنانية، وأشار الى أنه سيستوضح الأمر من السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي قريباً.

وتغيّب عن اجتماع الهيئة ممثل «حزب الله» النائب محمد رعد، وحلفاؤه النواب سليمان فرنجية، طلال أرسلان واسعد حردان، اعتراضاً على مواقف الرئيس اللبناني ضد تدخل الحزب في سورية وانتقاده معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، وانضم إليهم أمس زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون. وعرض سليمان في بداية الاجتماع أبرز ما حققته هيئة الحوار الوطني منذ عام 2006، مشدداً على نهج الحوار والاعتدال.

ووفق مصادر المجتمعين، طلب الرئيس بري الكلام بعد انتهاء سليمان من مداخلته، للتعليق على كلام قاله رئيس الجمهورية في خطاب له أول من أمس حذّر فيه من «استدراج البلاد الى مؤتمر تأسيسي يؤدي الى الإخلال بالميثاقية والمناصفة بدلاً من تطبيق اتفاق الطائف»، فقال بري: «أريد أن أتحدث باسم المسلمين والطوائف الإسلامية كافة، سنّة وشيعة ودروزاً وعلويين، بأنه ليس هناك من بحث أو سعي لمؤتمر تأسيسي، بخلاف ما يقال، بل اننا نتمسك بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين ونتمسك بحقوق الطوائف المسيحية، ونحن مع استكمال تطبيق اتفاق الطائف، لجهة قانون الانتخاب وانتخاب مجلس نيابي وطني لاطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ وتشكيل الهيئة الوطنية للتحضير لإلغاء الطائفية السياسية. وأوضح أحد المشاركين أن بري قال إن «البعض يعتقد أننا نعطي الأولوية للمجلس النيابي وهذا ليس صحيحاً ونحن مع التزامن (بين إلغاء التمثيل الطائفي في البرلمان وقيام مجلس شيوخ على أساس طائفي)، ولا أرى من ضرورة للفصل بينهما».

ولفت بري الى أن مجلس الشيوخ ينتخب على أساس طائفي وانطلاقاً من مشروع اللقاء الأرثوذكسي لقانون الانتخاب، الذي يعطي الحق لكل طائفة في انتخاب ممثليها الى هذا المجلس، على أن ينتخب المجلس النيابي على أساس اعتماد النظام النسبي وتقسيم لبنان الى دوائر انتخابية كبرى شرط التمسك بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وأي كلام خارج ما أقوله الآن مرفوض». وكان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اقترح قيام هيئة تأسيسية للبحث في الصيغة، وكذلك العماد عون.

وأثناء النقاش حول البيان الختامي لاجتماع الهيئة تدّخل بري لدى تلاوة الفقرة المتعلقة بالتصريحات المتكررة المنسوبة لصفوي كما وردت في مسودة البيان قبل أن يذاع رسمياً، وطلب حذف كلمة «المسؤولين الإيرانيين» واستبدالها بكلمة أخرى، بذريعة أن لا شيء رسمياً صدر عن طهران و «بالتالي لا نستطيع أن نقول إن هذا الكلام لمسؤولين إيرانيين»، فتدخل رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط واقترح أن يتم استبدال هذه الكلمة والاستعاضة عنها بـ «المصادر الإيرانية».

وأوضحت مصادر هيئة الحوار أن رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس السنيورة تحدث بعد بري مؤيداً كلامه عن التزام الطائف واستكمال تطبيقه ورفض المؤتمر التأسيسي. وكذلك فعل قادة آخرون. وأشاد السنيورة في مداخلة مطولة بمواقف سليمان. وقال: «سيسجل التاريخ له أنه دافع عن استقلال لبنان وأنجز إعلان بعبدا لتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية»، مؤكداً أنه «لا يمكن أحداً أن يتجاوز دوره وموقعه». كما أثار السنيورة تصريحات صفوي عن حدود إيران في جنوب لبنان. وشدد البيان الختامي للاجتماع على أهمية استمرار عمل الهيئة وتوفير ظروف تنفيذ مقررات الحوار الوطني ومواصلة البحث بالاستراتيجية الدفاعية بالاستناد الى تصور رئيس الجمهورية «الذي اعتبرته الهيئة منطلقاً للنقاش». كما دعا البيان الختامي الى احترام الاستحقاقات الدستورية الرئاسية وتجنب الفراغ في الرئاسة الأولى وتوفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس الجمهورية.

وبعد انتهاء الاجتماع قال جنبلاط إن «التاريخ سينصف سليمان لإنجازاته وكم تحمل من غالبية الفرقاء اللبنانيين من مضايقات»، ورأى أن «إعلان بعبدا سيبقى نقطة بيضاء في تاريخ عهده»، مشيراً الى «رفضه أي مشروع تمديد (لعهده) وهذا يلتقي مع رئيس كبير من رؤساء لبنان، الراحل فؤاد شهاب».

وأعلن رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل أن شعاره إنقاذ الجمهورية ولا لرهن الاستحقاق الرئاسي لسياسات المحاور والدول، ودعا الى تجاوز الاصطفافات». وعن ترشحه للرئاسة قال إن الحزب سيتخذ القرار في الوقت المناسب.

وفي هذا السياق اجتمع الوزير بطرس حرب مساء أمس مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع المستمر في ترشحه لجلسة الغد المخصصة لانتخاب الرئيس. وقال إنه «من حق الرئيس الجميل وجعجع الترشح لكن لا يحق لأحد الترشح بمعزل عن الجو العام لقوى «14 آذار» وإلا سنكون محكومين بخسارة المعركة».

«حزب الله»: منطقة في الشرق الأوسط ايران أمها وأبوها وسورية قلبها ولبنان سيفها

بيروت - «الحياة»

اثارت التصريحات التي ادلى بها القائد السابق لـ«الحرس الثوري» الإيراني المستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى رحيم صفوي من ان «قوة ايران الاستراتيجية الرادعة وصلت الى البحر المتوسط والى عمق الكيان الصهيوني وأن حدودنا الدفاعية وصلت حتى جنوب لبنان مع اسرائيل»، ردود فعل لبنانية مستنكرة، في وقت تجاهل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد الموقف الايراني وركز على مواصفات رئيس الجمهورية العتيد وعلاقته بالمقاومة، بينما مضى رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» السيد إبراهيم امين السيد الى القول «إن بفضل بشار الأسد وجيش سورية والمقاومة الإسلامية، ستشهدون منطقة في الشرق الأوسط إيران أمها وأبوها وسورية قلبها ولبنان سيفها إن شاء الله».

وكان رحيمي اعتبر في تصريح وزّعته وكالة «مهر» الايرانية ان «استراتيجية اميركا والسعودية وتركيا وقطر والدول الاوروبية لإطاحة نظام بشار الأسد آلت الى الفشل وهو استراتيجي وقدرة نفوذ ايران تجاوزت محور ايران والعراق وسورية ووصلت الى البحر المتوسط، وهذه المرة الثالثة التي تتمدد فيها قدرة نفوذ ايران الى البحر المتوسط، فخط دفاعنا لم يعد في شلمجه (على الحدود العراقية)».

ورأى عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابية نعمة الله أبي نصر في بيان ان تصريحات رحيمي «تشكل استفزازاً وانتهاكاً للسيادة اللبنانية. ولبنان المتمسك باستقلاله وحرية قراره وسيادته على أرضه، منفتح على أفضل علاقات التعاون مع إيران ومع سواها من الدول العربية، لكنه لا يقبل، لا شكلاً ولا مضموناً الكلام عن أن أرضه في الجنوب أو بيروت هي حدود دفاعية لإيران أو لسواها. وهذا ما كنا نشكو منه في علاقاتنا مع سورية». ودعا الى «الرجوع عن هذا الكلام».

ودق عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد كبارة «ناقوس الخطر الوطني» في تصريح من المجلس النيابي قال فيه: «إيران أعلنت نيتها توسيع نفوذها الى حدود لبنان لجهة الجنوب، والهيمنة على الدولة والكيان. الخطر يهدد لبنان في كيانه ووجوده، ويهدد بإشعال منطقة حوض البحر الابيض المتوسط بكاملها».

وأضاف قائلاً: «كم حذرنا ولفتنا الى خطورة المشروع الفارسي على لبنان، وكم كان كل أهل القرار يتجاهلون تحذيراتنا، حتى خلعت ايران قناعها بنفسها، وأظهرت وجه غطرستها. الآن لم يعد الوضع يحتمل. البلد يقع تحت خطر الاحتلال الفارسي. ومن واجبنا الوطني ان نطلب من حكومتنا طرح الموضوع كبند وحيد على جدول اعمال مجلس الوزراء قبل ان تفلت الامور من عقالها، واستدعاء السفير الايراني وإبلاغه رفض لبنان الكلي تصريحات صفوي. وارسال مذكرة الى مجلس الامن وجامعة الدول العربية تعلن فيها رفض لبنان الاعلان الايراني».

وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد تجاهل تصريح رحيمي وقال في حفل تأبيني: «اننا لا نريد رئيساً للجمهورية يساوم ويمارس حفظه للسيادة وفق البورصة الدولية والاقليمية، نريد رئيساً يحمي المقاومة ويتبنى خيارها، لأن خيار المقاومة وحده يحفظ السيادة الوطنية ويدافع عن الوطن، وبالمقاومة عبر تنسيقها مع الجيش اللبناني وعبر احتضان الشعب لهما يستطيع لبنان ان يحفظ وجوده وسط هذه الغابة التي يسودها وحوش مفترسون».

ومن بعلبك، قارب رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» السيد إبراهيم امين السيد الموضوع السوري ومحاربة «حزب الله» الى جانب النظام بقوله إن «حرب تموز غيرت وجه المنطقة، لكن القصير والقلمون ستثبتان الوجه الحقيقي المقاوم لهذه المنطقة. وسورية بالنسبة الينا خط الدفاع الأول عن فلسطين والأمة وعن المقاومة والشعب وعن كرامتنا وأعراضنا وشرفنا، ووجودنا في سورية من أجل حماية فلسطين والذي يريد أن يحرر فلسطين فليحارب في سورية ضد المتآمرين، والذي يصعب عليه القيام بعمليات في فلسطين فليأتِ إلى سورية ويقوم بعمليات ضد هؤلاء الظالمين المجرمين القتلة».

ورأى ان «أزمة سورية قاربت على نهايتها بفضل الله وأصدقاء سورية وحلفائها». وخاطب «اللبنانيين المسلمين والمسيحيين» بالقول: «بدل أن تجلسوا في المقاهي وتوجهوا الانتقادات لوجود «حزب الله» في سورية، أدعوكم إلى أن تحملوا سلاحاً وتذهبوا معه إلى سورية».

التاريخ: 
الثلاثاء, مايو 7, 2019
ملخص: 
لقد اتفق اللبنانيون في الطائف على تجديد ميثاقهم الوطني والذي أصبح دستورهم وهو القائم على العيش المشترك وعلى المناصفة. وأنا أشدد على أن المسلمين لن يقبلوا على الاطلاق الخروج عن مبدأ المناصفة أو عن العيش المشترك".