نصرالله في "حوار العام".. لم نطالب بالمثالثة و لا نريد تغيير اتفاق الطائف

النوع: 

 

أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، أنه لا يعاني من أيّ مشكلة صحية، معلناً خلال إطلالته، في حوار العام مع قناة "الميادين"، أنّ "كل ما قيل عن الوضع الصحي أكاذيب، صحتي بخير، وقد دخلت في عمر الستين والله أنعم عليّ بالصحة الجيدة”. وأوضح أنّه ليس كثير الكلام، ولكن هناك بعض المناسبات التي يكون معنياً بالكلام فيها.

وتابع نصرالله: "كان يمكنني ان أتكلم بعد حدث "درع الشمال"  لكننا قررنا الا نساعد الاسرائيليين في عمليتهم الإعلامية الضخمة وقررنا الا نعلق على العملية حتى انتهائها"، مضيفاً: "الإسرائيليون أعلنوا عن انتهائها وهي لم تنتهِ حتى الآن".

وشدد على أنّه يختار توقيت خطاباته ولا يسمح للاسرائيليين ان يستدرجونه الى الاعلام.

وفي ما يتعلق بالأنفاق قال "لست ملزماً أن أقول أنّي و"حزب الله" من حفرنا الانفاق على الحدود، بغض النظر عن ذلك، هناك انفاق تمّ اكتشافها، وهي أنفاق حُفرت خلال حرب تموز أو بعدها وبعد سنوات طويلة اكتشفها الإسرائيلي"، مضيفاً "هناك انفاق قبل الـ1701، وهذا ما يؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية وأحد الانفاق المكتشفة حديثاً يعود عمره الى 13 أو 14 عاماً".

وتابع نصرالله: "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم لنا خدمة جميلة جداً، وكلامه عن عملية "الجليل" التي قلت اننا قد ننفذها يدل إلى ان إسرائيل تأخذ هذه العملية على محمل الجد". وأشار إلى أنّ "كل ما نراه اليوم من تشييد للجدران سببه الحقيقي هو الخشية الاسرائيلية من عملية الجليل المحتملة، والمناورات الاسرائيلية الضخمة حصلت تحسباً لعملية الجليل المحتملة"، موضحاً أنّ "الجنرالات الذين يفهمون عند العدو قالوا أنّ "حزب الله" إذا أراد الدخول الى الجليل لا يحتاج إلى أنفاق".

وأضاف مؤكداً "ندخل إلى الجليل في حال حصول حرب على لبنان، ولن يعلم الصهاينة من أين سندخل".

فنحن منذ سنوات نملك القدرة على تنفيذ عملية دخول الجليل وأصبح الامر أسهل بعد تجربتنا في سوريا، وجزء من خطتنا في الحرب المقبلة وجهّزنا لها هو الدخول الى الجليل، ونقرر ذلك وفق مجريات الحرب".

وأضاف "نحن نعتبر أنفسنا معنيين بالدفاع عن بلدنا ومن حقنا أن نلجأ إلى كل عناصر القوة"، مشدداً على "إننا لن نسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك علينا ووصلنا الى مستوى من الردع يجب أن نعمل على تعزيزه". ولفت إلى أنّ "محور المقاومة سيقدم على كل ما يستلزمه الصمود والانتصاربعقل وحكمة وشجاعة"، موضحاً أنّ "المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود اللبنانية"، وأنّ هذا من شأن الدولة". وأشار إلى أنّ أيّ عملية واسعة للعدو، سيعتبرها الحزب إعلان حرب، وكل خيارات محور المقاومة مفتوحة. وشدد  على الوقوف خلف الدولة والجيش في موضوع الجدار، قائلاً "علينا أن ننتظر تصرفها ليبنى على الشيء مقتضاه".

وأكّد أنّ "أي اعتداء إسرائيلي حرباً أو اغتيالاً لعناصر الحزب في لبنان وحتى سوريا سنرد عليه وأحذر الإسرائيليين بضرورة الانتباه إلى أن نتنياهو قد يرتكب الأخطاء نتيجة طموحاته"، مؤكدا أنّ "المقاومة وكل محور المقاومة جاهزون للرد في حال حصول أيّ عدوان".

وفيما استبعد نصرالله أن "يقدم الاسرائيلي على شن حرب على لبنان"، توقع بالتالي أنّ العدو إذا أراد أن يشن عملية واسعة فستكون في سوريا وغزة، لافتاً إلى أنّهم سيتعاملون مع ذكل على أنّه حرب.

وعن الملف السوري أكّد أنّ "الوضع اليوم في سوريا أفضل حال على الإطلاق مقارنة بالعام 2011، لكن لا يمكن الحديث عن إنجاز شامل والمأزق الآن هو مأزق كردي تركي أميركي فيما يتعلق بشرق الفرات"، مشيراً إلى أنّ "الجيش السوري وحلفاؤه قادرون على حسم المعركة في شمال سوريا".

وكشف نصرالله أنّ "الفصائل الكردية المدعومة أميركياً في شرق الفرات هي ممولة خليجياً"، لافتاً إلى أنّ "إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن اتفاق أضنة يشير إلى أنه يجب التسليم بأن الحل الوحيد الذي يجب اعتماده هو انتشار الجيش السوري"، مؤكدا أنّه "عند الإنتهاء من داعش في شرق الفرات فإن الجيش السوري وحلفاؤه سيرتاحون".

وأوضح  أنّ "خطوط التفاوض مفتوحة بين الجيش السوري والقوات الكردية"، مشيراً إلى أنّ "الحرب في سوريا تتجه إلى الانتصار، وصارت في المرحلة الأخيرة، ولكن الملف لم يغلق بسبب إدلب وشرق الفرات".

وفيما اعتبر نصرالله أنّ المأزق تركي وكردي وأميركي في شرق الفرات وفي إدلب، أكّد بالتالي أنّ "الجيش السوري قادر على حسم المعركة في شمال سوريا"، وأنّه "في الفترة القريبة سيتم الانتهاء من وجود داعش في شرق الفرات، على يد الوحدات الكردية، لكن الأولوية في إدلب ما تزال للحل السياسي".

وفي تعليق له حول الإنسحاب الأميركي من سوريا قال: "برأيي، إن ترامب في قراراته، جاد وصادق مع نفسه، وواحدة من وعوده الانتخابية كانت مسألة وجود قوات أميركية في الخارج، والكلفة التي يدفعها من أجلها، وقرار ترامب بالانسحاب في سوريا وما رافقها من اتصالات مع الروس، تتعلق بأن الأميركي يعرض عليهم الانسحاب الكامل من سوريا شرط انسحاب إيران في المقابل"، مضيفاً: "لقد أبلغني الرئيس روحاني بهذا الأمر بعد إبلاغه اياه من الروس، ولكن كان رأيي أن الأميركي سيخرج لحفظ ماء وجهه، وأنه لذلك يريد تحقيق إنجاز بأن الإيراني انسحب، لكن الإيراني رفض الخروج من سوريا".ولفت  إلى أنّ "الروسي لم يمارس ضغطا في هذا الأمر".

واعتبر  أنّ "زيارة الرئيس السوداني البشير إلى سوريا، حصلت بضوء أخضر سعودي، وهناك معلومات تفيد بأن قرار ترامب بالانسحاب واستقالة ماتيس، سببا خوفاً لدى السعودية والإمارات، فعقدا على الإثر جلسة تقييم في أبو ظبي على مستوى عال حول سوريا، وتمّ التوصل فيها إلى أن الخطر في سوريا ليس الإيراني بل التركي، وأن الروس أقل خطرا"، مشيراً إلى أنّ "محور السعودية والإمارات يخشى تقدم المحور التركي- القطري- الاخوان المسلمين، من هنا كان انفتاحهم على دمشق".

ورأى  أنّ "القمة الاقتصادية التي عقدت في بيروت من حيث المجموع كانت مقبولة لا سيما في الجانب السياسي والمواقف التي أطلقت في ملف القدس والإمام موسى الصدر وعودة سوريا إلى الجامعة العربية"، مؤكدا أنّ "العلاقة مع فخامة رئيس الجمهورية هي على ما هي عليه من من المودة والتوافق والثقة".

وأوضح  أنّ "ما عزز الصداقة مع شخص العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل هي حرب تموز ووثائق ويكيليكس، حيث أن الموقف العلني كان نفسه الموقف الخفاء". وشدد على أنّ "التحالف مع التيار الوطني الحر لا يزال قائما وصامداً"، مشيراً إلى أنّ "مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل قال في احدى الجلسات خلال زيارته الأخيرة للبنان أنه ينبغي ايجاد شرخ بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر".

وتابع مؤكداً "نحن الشيعة لم نطالب بالمثالثة أبدًا في أي مكان ولم نطرحها ولم نتحدث عنها بالمطلق، ونحن لا نريد تغيير اتفاق الطائف".

وعن تشكيل الحكومة، شدد نصرالله على اننا "مصرون على تشكيل حكومة، فمصلحة الشعب اللبناني ان تُشكل حكومة في أسرع وقت ممكن وقدّمنا كل التسهيلات منذ اليوم الأول".

وتابع: "أحسنّا الظن ولم نتوقع ان يتم التعاطي مع حلفائنا بهذه الطريقة وأؤكد ألّا علاقة لإيران بتشكيل الحكومة وكذلك سوريا، بالنسبة الى فريقنا لا مؤثر خارجيا".

ولفت الى ان "هناك عقدتين تواجهان عملية تشكيل الحكومة تتعلق باللقاء التشاوري وتوزيع الحقائب ولكن هناك محاولة لإيجاد حلول".

وعن الحلول لمواجهة الفساد، أردف: "الخطوة الأولى في مواجهة الفساد هي سد باب هذا الفساد عبر تشريعات وقوانين وآليات".

وختم قائلا: "الرئيس الحريري يحاول تدوير الزوايا مع كل القوى السياسية في لبنان وحريصون على الانفتاح والتعاون مع الحريري رغم مهاجمتنا من قبل تيار المستقبل".

رسالة إلى دمشق

وفي تعليق له على القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في بيروت، كشف نصرالله أنّه "تم نقل رسالة لدمشق بأن تطلب بنفسها العودة إلى جامعة الدول العربية ودمشق أبلغتهم بأن من أخرجها عليه بنفسه إعادتها".

ولفت إلى أنّ "جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المنطقة كان لطمأنة دولها بعد احباطها من قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، موضحاً ان الأميركيين لن يستطيعوا أن يفعلوا أكثر مما فعلوا وهم سيغادرون سوريا والمنطقة.

وأشار نصرالله إلى أنّ "هناك مسؤولون عرب كبار بينهم أمنيون زاروا سوريا لا يمكنني الكشف عن هويتهم".

زيارة البشير إلى دمشق

وأكّد نصرالله أنّ زيارة الرئيس السوداني لدمشق حصلت بضوء أخضر سعودي والانفتاح الأخير باتجاه سوريا سببه قرار ترامب بالانسحاب وذلك بعد جلسة تقييم في أبو ظبي".

وأشار إلى أنّ "قرارات ترامب أخافت السعودية والإمارات اللتين اعتبرتا أن تركيا هي الخطر الأكبر وليس إيران".

وكشف  أنّ هناك جهات أميركية طلبت من ترامب مهلة لسحب القوات من سوريا وقد أمهل لذلك 6 أشهر، مضيفاً: "الأميركيون أبلغوا الروس أنهم مستعدون للخروج بالكامل من سوريا مقابل خروج الإيرانيين".

وأشار إلى أنّ "بوتين أبلغ روحاني بالمطلب الأميركي والروس أبلغوا السوريين أيضاً، وقد رفض الإيرانيون الطلب الأميركي لأنهم موجودون في سوريا بناء على طلب دمشق".

المصدر: 
التاريخ: 
السبت, يناير 26, 2019
ملخص: 
نحن الشيعة لم نطالب بالمثالثة أبدًا في أي مكان ولم نطرحها ولم نتحدث عنها بالمطلق، ونحن لا نريد تغيير اتفاق الطائف".