ندوة لـ” المستقبل “- الجنوب حول “اتفاق الطائف ” في ذكرى ميلاد عرابه

النوع: 

 

أكد الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولي البرفسور شفيق المصري ان الرئيس رفيق الحريري هو الذي فرض المناصفة بين المسلمين والمسيحيين لأنه اراد ان يقول للجانب المسيحي ارتاحوا نحن اليوم الغينا العدد لان التخوف كان أن يصبح المسلمون اكثرية وبالتالي يطالبون بالحصة الجديدة، فأتت المناصفة في هذا الاطار لكي تدخل الطمأنينة الى الجانب المسيحي الذي كان يخشى العدد .

وفي ندوة نظمها تيار المستقبل – منسقية صيدا والجنوب حول اتفاق الطائف بمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الحريري قال المصري ان الدستور اللبناني وليس الطائف وحده قابل للتعديل كما كل دساتير الارض ولكن المقدمة والباب الاول يشكلان اجماعا وطنيا لبنانيا ، وفي كل دول العالم هناك لأجل الاستقرار ما يقال له اجماع وطني ليس عرضة لاي خلاف .

حضر الندوة التي اقيمت في مقر التيار في عمارة المقاصد – صيدا : ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد نائبه الأب توفيق حوراني ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، وفاعليات من صيدا والجوار وممثلون عن عدد من الفصائل الفلسطينية واعضاء مكتب المنسقية ومختلف قطاعات ومكاتب ولجان التيار ..

د.ناصر حمود

تحدث منسق عام التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود ناقلا الى الحضور تحيات النائب بهية الحريري والامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري ، ومرحبا بالدكتور شفيق المصري . وقال حمود: هذا اللقاء الفكري والسياسي بمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الحريري يندرج في اطار التذكير بمسيرته الوطنية …مسيرة رجل الدولة الذي نذر نفسه وكرس حياته للبنان الرسالة ووضع صداقاته العربية والدولية في خدمة وطنه وعروبته وسيادته واستقلاله. ومن ابرز انجازات هذه المسيرة اقرار ” اتفاق الطائف ” الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية العبثية ووضع لبنان على طريق السلم الاهلي والنهوض الانمائي والعمراني. ومن بشائر هذا الاتفاق خروج لبنان من ظلمات الميليشيات اللبنانية التي فَكَكَتْ اوصال الدولة اللبنانية الى نور رحابة التاريخ الحضاري للبنان الدولة والوطن. فالكل يعلم ان لبنان رفيق الحريري هو موئل العيش المشترك والمساواة بين مواطنيه ووطن الانفتاح على العوالم الاخرى من دون التخلي عن اصالته اللبنانية وهويته العربية ولكن المجرمين القتلة اغتالوا رفيق الحريري لانهم ارادوا عرقلة بناء دولة المؤسسات ومنع لبنان من استعادة دوره الطليعي في مجالات الفكر والعلم والاقتصاد ولانهم كانوا وما زالوا ايضا اسرى التبعية لسلطة الوصاية البائدة واخواتها .

واضاف: لقد ساهم الرئيس رفيق الحريري الذي سمي عراب الطائف بشكل فعال بتقريب وجهات النظر بين النواب اللبنانيين الذين اجتمعوا في مدينة الطائف وهذه الجهود ادت الى اقرار وثيقة الوفاق الوطني التي تم التصديق عليها من قبل مجلس النواب في جلسة عقدت في مطار القليعات بتاريخ 5 تشرين الثاني 1989 مع العلم ان بعض موادها اصبحت مقدمة للدستور بموجب القانون الدستوري الصادر في 21 ايلول 1990 .

د. المصري

ثم تحدث البرفسور المصري متوجها بالتحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومشيرا الى ان الرئيس الشهيد لن يتكرر كسياسي وكشخص اعاد اعمار البلد وكراع للثقافة في لبنان تعهد بتعليم الآلاف من الشباب ايمانا منه بالاستثمار بالانسان ..وتناول المصري وثيقة الطائف من النواحي القانونية والحقوقية واقسام هذه الوثيقة والمواد التي تضمنتها ولا سيما تلك التي دخلت في الدستور واصبحت مادة دستورية ملزمة وكذلك الطبيعة القانونية والوطنية والسياسية للطائف ..

وتناول المصري الطبيعة القانونية للطائف فاعتبر ان الطائف ليس مجرد وثيقة سياسية وانما حظي بمصادقة محلية وعربية ومصادقة دولية واليوم اذا كان التعديل سيجري على الطائف فانه بحاجة الى موافقة هذه الهيئات العربية والدولية ..

وعن الطبيعة الوطنية والسياسية للطائف لفت المصري الى ان الطائف يشكل عبر تاريخ لبنان الحديث الميثاق الوطني الثاني بعد الميثاق الاول اي البيان الوزاري الاول في عهد استقلال لبنان سنة 1943 وبانه موضوعيا يقسم الى قسمين : القسم الاول يمكن تسميته القسم الاساسي الذي يبني دولة الاستقلال يسمى عادة بالقسم الميثاقي , هذا القسم اذا عدنا الى الدستور نراه متمثلا بمقدمة الدستور وفي الباب الاول منه , الباب الاول من الدستور لم يتعدل اطلاقا غير المقدمة التي اضيفت 1990 ولكن الباب الاول بفصليه الفصل الاول عن الدولة واقليمها اي الحدود التي ذكرت ومنع التنازل عن اي شبر منها والفصل الثاني عن الحريات هذا القسم قبلنا بتسميته القسم الميثاقي ..

وتابع المصري : الابواب الاخرى هي التي تتعلق بالسلطات وتشكيلها وصلاحياتها وامور اخرى نثرية مثل الشؤون المالية او تعديل الدستور , كل نظرة للدستور يجب ان تاخذ في الاعتبار هذين القسمين بمعنى ان المقدمة والباب الاول لا يجوز تعديلهما لان المقدمة وهي نتيجة المبادىء التي توصل اليها الطائف …فيما تبقى انا لا اعتبر ان السلطات وردت في كتاب مقدس ولكن بالاطار الدستوري نفسه هناك شروط واصول لتعديل الدستور ..

وعن مسالة المناصفة والمثالثة قال المصري : هذه كانت وانا اعتقد ان الرئيس الشهيد هو الذي فرض هذه المناصفة لانه اراد ان يقول للجانب المسيحي اللبناني ارتاحوا نحن اليوم الغينا العدد لان التخوف كان ان المسلمين سيصبحون اكثرية وبالتالي يطالبون بالحصة الجديدة فأتت المناصفة في هذا الاطار لكي تدخل الطمأنينة الى الجانب المسيحي الذي كان يخشى العدد , وهو قالها اكثر من مرة نحن ألغينا العدد من اجل الاستقرار ليس الحاضر فقط وانما الاستقرار المستقبلي ايضا .

وختم المصري بان الدستور اللبناني وليس الطائف وحده قابل للتعديل كما كل دساتير الارض ولكن المقدمة والباب الاول يشكلان اجماعا وطنيا لبنانيا , في كل دول العالم هناك للاستقرار ما يقال له اجماع وطني ليس عرضة لاي خلاف لذا هذا الموضوع هو باب الاستقرار في الدستور ومسألة صلاحية الطائف نتحدث هنا عن امرين : صلاحية الطائف كميثاق ثان للوحدة الوطنية والتآلف نعم لا تزال صلاحياته قائمة بكل بنوده حتى البند الذي لم يدخل في الدستور تعديلا للمادتين 9 وعشرة وهو صالح كاسأس لاستمرار بناء لبنان المستقل والا نعود اذا تعرض هذا الامر لتعديلات نعود الى مراجعة بناء الوطني وليس بناء الدولة ..

وفي الختام كانت مداخلات لعدد من الحاضرين ..

التاريخ: 
الأحد, نوفمبر 3, 2013
ملخص: 
هذا اللقاء الفكري والسياسي بمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس الحريري يندرج في اطار التذكير بمسيرته الوطنية …مسيرة رجل الدولة الذي نذر نفسه وكرس حياته للبنان الرسالة ووضع صداقاته العربية والدولية في خدمة وطنه وعروبته وسيادته واستقلاله. ومن ابرز انجازات هذه المسيرة