هل حقا، يريد حزب الله تعطيل اتفاق الطائف لكنه لا يريد حرباً أهلية في لبنان؟
في مقابلة له بثتها إذاعة “النور” الموالية لحزب الله اللبناني، الثلاثاء26 أيار/ مايو، بمناسبة الذكرى العشرين لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، كشف حسن نصر الله عن مواقف الحزب من قضايا كثيرة تشهده الساحة اللبنانية، ومن أبرزها:
صواريخ دقيقة
في استذكاره حادثة إسقاط المسيرة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل “حزب الله” في أغسطس/آب 2019، شدد نصر الله على ضرورة أن يكون لدى “المقاومة هدف من نوع تحويل كلّ صواريخها إلى دقيقة”.
قواعد اشتباك جديدة
بخصوص استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية في إبريل/نيسان الماضي لسيارة تابعة لـ”حزب الله” عند الجانب السوري من الحدود مع لبنان من دون أن تسفر عن سقوط قتلى، كشف نصرالله أن “الإسرائيلي لم يخطئ في الضربة الأخيرة، وهو لم يكن يهدف إلى قتل شبابنا لذلك أرسل انذاراً قبل أن يضرب وهذا جزء من قواعد الاشتباك”.
كما أكد على أن هناك “مستوى عال من التوازن الذي من دونه لوجدنا إسرائيل تشنّ حرباً على لبنان الآن، وداخلياً لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته والحضور الأميركي المباشر إلى المنطقة هو دليل ضعف حلفائها ومؤشر قوة لمحور المقاومة”.
وقال نصر الله، “إسرائيل تعلم أن المقاومة ازدادت قوة بأضعافٍ مضاعفة، حيث إنّ المقاومة والعدو يملكان القدرة على المبادرة، لكن نتيجة التوازن بينهما يحسبان كل الحسابات، وعندما أرادت إسرائيل الكشف عن الأنفاق عند الحدود الجنوبية توجهت الحكومة اللبنانية عبر ثلاث قنواتٍ برسالة تفيد بأنها تريد فقط كشف الأنفاق لا أكثر، وذلك يعني أنها تدرك حساسية الموضوع، وهذا الأمر ما زال قائماً حتى اليوم، والعدو يدرك أنه ليس أمام طرف يستهان به”.
الفساد
عن الفساد الذي تسبب في تراجع شعبية الحزب ، كما يرى خبراء في الوضع اللبناني، قال نصر الله “إن التجويع والوضع الاقتصادي كان ولا يزال من أدوات تأليب البيئة الحاضنة على المقاومة ونحن دخلنا الحكومة وبدأنا في ملف مكافحة الفساد لكن البعض لا يزال يسأل لماذا نريد أن نكافح الفساد عبر القضاء، علماً أن وزراءنا ونوابنا والموظفين المحسوبين علينا يذهبون إلى القضاء للمحاسبة إذا جرى اتهامهم ونحن نقول اسمحوا لنا كـ”حزب الله” أن نحارب الفساد على طريقتنا وأن نسير في الإصلاح على طريقتنا فالبلد يحتاج إلى قضاة استشهاديين لإصلاحه من الفساد. أما أدوات التغيير في الداخل اللبناني فيجب ان تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة فيه”.
اتفاق الطائف
في رد غير مباشر على اتهامات الحزب بتعطيل وتفريغ اتفاق الطائف من أبعاده، قال نصر الله: “لا نريد حرباً أهلية في لبنان ولا نريد أن نحكم البلد والانتخابات النيابية محطة ليحاسب الناس الفاسدين، والحديث عن الفيدرالية والتقسيم من المفترض ان نكون قد انتهينا منه والنظام اللبناني بالطبع يحتاج إلى تطوير وإصلاح لكن ليس على قاعدة نسفه حيث إنه يمكن الجلوس والبحث في تطوير اتفاق الطائف”.
وأضاف إن “لم تتوفر إرادة لدى أبناء الطوائف اللبنانية بإصلاح النظام فلن يحصل أي تغيير، إذ بإمكاننا تخطي المأزق الاقتصادي وهناك بدائل وأفكار وتصورات تحتاج إلى إرادة سياسية، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة من المعالجة ويجب التعاطي معه على نحو طارئ”.
صندوق النقد الدولي
حول ما تخوضه الحكومة اللبنانية من محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية تخرج لبنان من أزمته المالية والاقتصادية الحادة، كان رأي نصر الله أنه من الخطأ التوجه إلى الصندوق وكأن لا حلّ للأزمة الاقتصادية إلا عبره فالعراق جاهز لاتفاقات مع لبنان حول تصريف الإنتاج والأسواق موجودة، مجدداً التأكيد على ضرورة إعادة العلاقات مع سورية.
دور الحزب في خلاف الحلفاء
في سياق توتر العلاقات بين الحزب والتيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية، وبين التيار الوطني الحر و”تيار المردة” الذي يرأسه سليمان فرنجية ، على خلفيات ملفات الفساد ، من مثل الفيول المغشوش وغيرها ، قال نصر الله: “نحن نعالج المشاكل بين حلفائنا ونعالج مشاكلنا مع الحلفاء من خلال إطفاء المشاكل، علماً أننا وحلفاءنا لسنا نسخة طبق الأصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف”، مؤكداً أن “باسيل لم يفتح معنا موضوع رئاسة الجمهورية وهناك من يريد لعلاقتنا مع التيار الوطني الحر أن تسوء لكن مصلحة البلد تقتضي أن تبقى العلاقة قوية”.
المظاهرات
عن مظاهرات واحتجاجات 17 أكتوبر، أشار نصر الله إلى أنّ بعض من كان يقف خلف الحراك لم يكن مخلصاً لأهداف الحراك ولو تواصلت التظاهرات من دون الاستهداف السياسي لكانت الحكومة التي كنا ضد استقالتها لتأخذ مجموعة من الإجراءات الإصلاحية لصالح الشارع اللبناني.
نزع سلاح الحزب
على صعيد الملف الأكثر حساسية، خاطب نصر الله المستعجلين إلى نزع سلاح “حزب الله”: “عليهم أن يقرؤوا التاريخ والإنجاز اللبناني بعد التحرير هو الحماية والردع وهذا الأمر موجود باعتراف العدو”.