القبس تنشر أوراقا من مذكرات البطريـــرك صفير (1992 – 1998).. حول لبنان(11)
شكوى من استئثار الـحريري بالقرار واعتقاده بأن السلام قريب القبس 3 ديسمبر، 2005 0 المشاهدات: 175 8 دقائق تأليف: انطـــوان سعد بحلول تشرين الأول 1992، أي مع انتهاء العمليات الانتخابية، تحولت بكركي الى مرجعية وطنية مساوية للمرجعيات الدستورية الثلاث مجتمعة التي باتت تمثل فقط مواقع نفوذ سورية تنفذ سياسة دمشق في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. فيما استمرت بكركي المعقل اللبناني الحر الأخير الرافض للأمر الواقع الذي نظّر له كثيرون، واستقوى به آخرون، ودعا فريق ثالث البطريرك الى الالتحاق به على قاعدة تحالف الأقليات الدينية لتعزيز وضع المسيحيين واعطائهم أكثر مما هو مقدّر لهم في الدستور. وبين تأمين مصلحة اللبنانيين، وتأمين مصلحة المسيحيين، اختار البطريرك أن يدافع عن لبنان لثقته بأن ما هو خير للبنان هو خير للمسيحيين. يغطي الجزء الثاني من السيرة البطريركية الأحداث الواقعة بين العامين 1992 و 1998 وموقف البطريركية المارونية منها، في فترة صعبة للغاية، كان على البطريرك الماروني السادس والسبعين أن يوازن خلالها ويوفق بين أمرين: أن يدافع عن شعبه المستهدف بشكل مبرمج، والثاني أن يحافظ على الخط الوطني للبطريركية المارونية التي طالما تميزت بالدفاع عن الكيان اللبناني ومقوماته ككل. لقد كان أسهل على سيد بكركي في المرحلة السابقة أن يقصر مقاربته للشأن العام على مواقف وطنية تطال الخير العام للّبنانيين تاركاً للقوى السياسية المسيحية مسؤولية التفاهم مع القوى السياسية الاسلامية على الشؤون التفصيلية وحقوق كل طائفة. بيد أنه وجد نفسه مضطراً الى أن يتولى مهمة الدفاع عن المسيحيين الذين تعرضوا لحملات مركزة من قمع وسجن ونفي واعتقال وتعذيب. قلق من مشاريع الـحريري الضخمة فيما الـخزينة فارغة والدين يزداد وأعلن سيد بكركي في رسالة الفصح عن مبادرة البطريركية المارونية الى وضع مبلغ نصف مليون دولار أميركي في تصرف رابطة كاريتاس لبنان لتنفق كمساعدات تمكّن المهجرين من اصلاح مساكنهم، ومبلغ مليون دولار في تصرف الصندوق الاجتماعي الماروني من أجل بناء مساكن على أراضي البطريركية للشبان المتزوجين حديثاً من ذوي الدخل المحدود. ازدياد الديون وفي الفترة التي شهدت فورة الاعمار، أقلقت البطريرك صفير والأساقفة الموارنة المشاريع الكبرى التي كانت حكومة الرئيس رفيق الحريري الأولى تباشر تنفيذها، فيما الخزينة اللبنانية فارغة وعاجزة عن تمويلها. وكان، من اللحظة الأولى، يخشى اللجوء الى الاستدانة مخافة أن يصبح البلد مرتهناً لدائنيه فيفقد حريته في اتخاذ خياراته ويصبح عرضة لمخاطر التوطين والتبعية للجهات التي أمدته بالمال. وعبّر عن قلقه، في الحادي والثلاثين من مارس 1993، مع الأساقفة الموارنة، من أن توقع المشاريع «البلاد تحت أعباء ديون لا سبيل الى ايفائها، ما دامت المزاحمة غير اللبنانية تحد من نشاط اللبناني في مجمل الميادين، وتقفل في وجهه أبواب تصدير منتجاته، فعلام المعول لايفاء هذه الديون؟». ارتفاع وتيرة الانتقاد في الخطاب البطريركي، دفع برفيق الحريري الى بذل المزيد من الجهود للتقرب من البطريرك الماروني. فاتصل به، في السابع عشر من ابريل 1993، عشية سفره الى الفاتيكان يسأله عما اذا كان لدى سيد بكركي ما يقوله له قبل جولته، واعداً بزيارته بعد العودة من رحلته التي ستشمل أيضاً فرنسا. جولة الحريري في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، غداة عودته، حضر الى بكركي وبمعيته الوزير باسم السبع ومستشاراه داود الصايغ ونهاد المشنوق. وفور وصول الحريري، وبعد أخذ الصور من جانب مندوبي وسائل الاعلام، دخل الحبر الماروني والحريري الى جناح البطريرك الخاص حيث عقدا خلوة ابتدأها رئيس الحكومة بالقول: «في الفاتيكان استقبلت كرئيس دولة. زيارة باريس كانت جيدة، التقيت خلالها جاك شيراك، المرشح لرئاسة الجمهورية، ثلاث مرات في غضون أربع وعشرين ساعة، وزارني وزير الخارجية آلان جوبيه في منزلي، واستضافني رئيس الوزراء ادوار بالادور الى مائدته، أما زيارتي الى الفاتيكان فكانت ممتازة. واجتمعت بقداسة البابا نصف ساعة فيما كان ملحوظاً لها ربع ساعة. جلست الى قداسته، كما نحن جالسان الآن، بكل بساطة. وبدا مرحاً وشعرت أنه لا يُعلّق أي أهمية على الزعامات التقليدية التي فشلت، انما من يهمه هم الشباب الذين يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم. وقداسة البابا، كما تعرف، يؤمن ايماناً عميقاً بالعيش المشترك. تحادثنا بالانكليزية وقلت له: المسلمون والمسيحيون أصبحوا الآن سواء في الدولة اللبنانية، ونحن نعوّل على قداستكم لمساعدة لبنان. فأجابني قداسة البابا: «سنساعدكم. ولفتني أن قداسته مُلم بالوضع اللبناني، ويعرف أسماء المسؤولين السياسيين في لبنان. كذلك كان انطباعي بعد اجتماعاتي مع الكاردينال أنجلو سودانو والمونسنيور جان لوي توران والمونسنيور لويجي غاتي». دور المسيحيين استمع البطريرك صفير بكل غبطة الى ما يقوله الحريري فهو كجميع المسؤولين الكنسيين، في الكرسي الرسولي والكنائس الأخرى، على اختلافها، يسر في كل مرة يتحقق فيها تواصل ايجابي مع شخصيات اسلامية. وانتقل رئيس الحكومة الى الوضع الداخلي وعدّد الملفات التي تعمل الحكومة عليها خصوصاً في مجالات الخدمات. وأكد على الاستمرار في مشروعه الرامي الى نهوض لبنان من كبوته الاقتصادية. وتوجه الى سيد بكركي بالقول: «لغبطتكم دور أساسي، في هذا الشأن، من الضروري أن تقنعوا المسيحيين بالعودة الى توظيف أموالهم في لبنان والمشاركة في الحياة السياسية، في الانتخابات في شكل خاص. السوريون سيذهبون ان لم يكن غداً فبعد ثلاث سنوات. «النق» لا يجدي، والمسيحية تعلم الصبر والرجاء والتحمل. واذا ظل المسيحيون يحجمون عن التوظيف والاعمار فسيتفوق عليهم المسلمون. أنا مسلم، وأقول لكم هذا الكلام، ومن مصلحتي أن يتفوق المسلمون، لكنني أنشد مصلحة لبنان. نحن كمسلمين عندنا الهواجس نفسها: لماذا نحن نبني ونعمّر والمسيحيون يحجمون؟ اذا تناقص عدد المسيحيين فلا يعود يرضى المسلمون بالمناصفة. واذا بقي مئة ألف مسيحي في لبنان فهل تبقى غبطتكم فيه أم تتبعون أبناءكم؟ نحن نشجع الأغنياء المقيمين على الاشتراك في الشركة العقارية التي ستتولى اعادة وسط بيروت. ونحن نريد أن يشارك المسيحيون فيها أيضاً. صفير: ان ما يظهره المسيحيون من قلة ثقة يعود الى أسباب عديدة منها غياب القرار الوطني الذي لم يعد للبنانيين. الحريري: (مقاطعاً) هذا غير صحيح، انه لنا. صفير: (متابعاً) وسيادتنا مجتزأة واستقلالنا ناقص وهذا لا يطمئن. نحن نحاول أن نبعث الثقة في قلوب المسيحيين لكنهم غير مقتنعين. وأقول لك بصراحة علينا أن نذكر ذاتنا دائماً بأن الوضع غير عادي لئلا ننسى معنى السيادة. واضافة الى الوضع العام غير المريح، ثمة أمر يقلق المسيحيين من دولتك شخصياً، اذ يقال انكم تشترون أراضي المسيحيين. – هذا غير صحيح، ليقال لي أين اشتريت؟ – قرب البلمند. – ان لم أشتر أنا، اشترى الأرض سواي من الشيعة. الأغنياء هم الذين يبيعون أراضيهم. كنت عائداً في الطائرة مع شخص من آل صوما فطلب مني شراء عقار يريد بيعه لأنه يريد أن يزوج ابنه ويقدم على مشروع آخر. – سمعنا أيضاً أنكم اشتريتم مدرسة للراهبات على مسافة غير بعيدة من محلة اليونيسكو. – صحيح، وتركت الراهبات فيها مدة سنتين في انتظار أن يبنين مدرسة في مكان آخر. وقلنا لهن تُعلمن العلوم واللغات لا الدين، لأن مدارسنا محايدة لا تعلم الدين. وأثار سيد بكركي جملة مسائل متعلقة بالوضع المعيشي وتأثيره في ذوي الدخل المحدود. ولفت الى أن الضرائب مصدر شكوى للمواطنين. وسأل رئيس الحكومة: لماذا لا يُخصص بعض موازنة وزارة التربية لمساعدة أولياء الطلاب على اختيار مدرسة تريحهم؟ دور المقاومة كما تطرق البطريرك صفير الى موضوع المقاومة المسلحة في الجنوب متسائلاً عن جدواها. فأجابه الحريري: «كانت المقاومة من قبل أن نأتي. وبعد، نحن قضينا عليها في الضاحية الجنوبية من بيروت. اذ دخل الجيش اللبناني الى هذه المنطقة ووضعها تحت سيطرته. ونحن نطلب له السلاح لتقويته وتمكينه من القيام بكل مهامه الأمنية. وقد تكونون سمعتم كم تهجموا عليّ في وسائل الاعلام من جراء هذا التدبير». وفي اطار التنسيق مع البطريرك أيضا، أوفد الحريري، الى بكركي مستشاره الدكتور داود الصايغ الذي شرح له موقف الحكومة من اقفال جريدة «السفير» التي نشرت وثيقة قدّمها الوفد الاسرائيلي الى الوفد اللبناني المفاوض في واشنطن التي كان يفترض أن تبقى سرية لأن «نشرها يضر بالصدقية اللبنانية». وألمح الصايغ الى أن حزب الله هو ربما من سرّب الوثيقة. لم يعلّق سيد بكركي على ما سمعه مكتفياً بالاعراب عن اعتقاده بأن الحكومة استعجلت فأمرت باقفال الصحيفة من دون المرور بمحكمة. بعد مضي أشهر قليلة على وصول الحريري الى السلطة، بدأ الكلام في الصالونات السياسية، وسرعان ما انتقل الى الصحافة، على طبع رئيس الحكومة المتسلط، «المعتاد على النمط السعودي»، كما كان يقول السياسيون. اذ انه اصطدم في غضون أسابيع قليلة مع الوزراء جورج افرام وفارس بويز وميشال سماحة. وتقول شخصية، لا تزال على علاقة وثيقة بالرئيس رفيق الحريري، بأن هذا الأخير «احتاج الى الكثير من الوقت والخبرة حتى تمكن من تشذيب طريقة تعامله مع السياسيين وكبار موظفي الدولة». استئثار وكانت تتنامى الى سيد بكركي ملاحظات كثيرة حول هذا الأمر ومنها ملاحظات وزير الموارد المائية والكهربائية جورج افرام الذي لفت الى تسلط الحريري و«استئثاره بكل شيء حتى أصبح الوزراء كموظفين لديه يتلقون الأوامر من غير أن يسمح لهم بابداء الرأي». وروى افرام للبطريرك الماروني ما دار بينه وبين رئيس الحكومة في جلسة مجلس الوزراء في الثامن من حزيران 1993 من سجال حول تلزيم أشغال كهربائية رست على شركة ايطالية كانت قدمت عروضاً مرتفعة. فحاول وزير الموارد تخفيفها بنسبة 15% ولكن كانت العروض قد قُدمت حين جاءت شركة ألمانية بعرض أقل كلفة على الخزينة. فرد الحريري بأن ثمة تذمراً في البلد من بطء معالجة قضية الكهرباء وان الغاء المناقصة تعرض سمعة لبنان في الخارج16. وأبدى افرام انزعاجه من تصرف وزير الثقافة والتعليم العالي ميشال ادة الذي، برأيه، ساير الحريري طمعاً برئاسة الجمهورية. لم يعلق البطريرك الماروني أمام زائره على الموضوع الأخير لكنه كتب مساء في مفكرته: «قاتل الله هذه الرئاسة كم ضحى الموارنة في سبيلها بمصالح الطائفة المارونية». وقد أكد مستشار رئيس الحكومة داود الصايغ في العاشر من حزيران وجود خلاف ناشب بين الحريري وافرام معلقاً بهدوء: «لا أعلم أي تدابير سوف تُتخذ». ودعا سيد بكركي، في المقابل، الى حل الاشكال بروح المسؤولية وبعيداً عن التشنج. وطلب من الصايغ ابلاغ الرئيس الحريري بضرورة اعادة مارونيين الى النيابة العامة في بعبدا بعد أن عُين سُنيين. وشرح وجهة نظره من مسألة شعور المسيحيين البالغ باستهداف مواقعهم كافة، سياسياً وادارياً. إفرام ينتقد الحريري صدر في الحادي عشر من حزيران مرسوم تعيين جورج افرام وزير دولة وانتزاع حقيبة الكهرباء واسنادها الى الوزير الياس حبيقة. وفي اليوم التالي، استقبل البطريرك الماروني الوزير ميشال ادة الذي شرح له كيف أن الوزير افرام واجه الرئيس الحريري بكلام ناب كاد يتحول نزاعاً طائفياً بعدما أعلن الوزير سليمان فرنجية تضامنه مع وزير الموارد، فيما لزم رئيس الجمهورية الياس الهراوي الصمت في الجلسة. وطلب ادة من سيد بكركي في ختام المقابلة الاشادة بأعمال الحكومة لاعطائها دفعاً يمكنها من تجاوز الأزمة التي مرت بها حتى تتمكن من المضي في سياسة اعادة اعمار البلاد. فرد البطريرك صفير بالقول: «لا يمكننا الا أن نبقى في المبادئ». وجاء تعليق البطريرك على ما حدث في عظة الأحد التالي في الثالث عشر من حزيران 1993، واعتبر «أن ما حدث بالأمس على صعيد الحكومة الذي تمثّل، على ما قيل، باحراج أحد أعضائها لاخراجه، وما رافق ذلك من تفسيرات وأقاويل، يؤسف له شديد الأسف، لأنه يدل على خلل في الأداء ونحن في زمن رديء، أحوج ما نحتاج اليه فيه، استعادة الثقة بنفوسنا لنتمكن من اعادة ثقة الناس بنا وبوطننا»، وفاتح رئيس الرابطة المارونية ارنست كرم الوزير افرام بموضوع انتزاع حقيبته الوزارية منه معلناً استعداد الرابطة لعقد مؤتمر صحفي للاعتراض على مبدأ تجاوز الأعراف والأصول. لكن الأخير كان حائراً بين رغبة في عدم السكوت عما حصل معه وخشية اثارة مشكلة في البلاد قد ترتدي طابعاً طائفياً. وقيل في حينه ان الوزير جورج افرام كان أيضاً يخشى أن يرتد التصعيد مع الحريري على علاقاته مع أركان المملكة العربية السعودية حيث لديه الكثير من الاستثمارات والمشاريع. وانتهت فصول الأزمة بصدور مرسوم اقالة الوزير جورج افرام واستبداله بالنائب جان عبيد في الحادي عشر من آب 1993. وبعد يومين، زار الوزير عبيد بكركي وأبدى استعداده لأي خدمة وسأل عمّا اذا كان أحسن أم أساء بقبوله دخول الحكومة مكان الوزير جورج افرام. وأخبر الوزير الجديد البطريرك الماروني أنه عندما تأخر عن زيارة رئيس الجمهورية شكاه هذا الأخير الى نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدّام الذي اتصل بعبيد ودعاه الى الاجتماع به في بانياس. وأضاف الوزير الجديد أنه شرح لخدّام أهمية انعقاد قمة روحية في بكركي ضد اسرائيل قائلاً له «عليكم ألا تتركوا البطريرك صفير وحده». فأجابه نائب الرئيس السوري: «عليك أن تنقل هذا الحديث الى الرئيس الأسد». تلزيمات مخالفة للأصول أما الوزير جورج افرام فلم يزر بكركي الا بعد نحو شهر على صدور مرسوم اقالته. وبدا للبطريرك صفير أنه لا يزال يحمل مرارة انتزاع حقيبة الموارد الكهربائية والمائية ومن ثم اقالته خلافاًً لما تنص عليه القوانين. وأكد أن ضميره مرتاح الى أنه نبّه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى تلزيمات تتم خلافاً للأصول والقوانين «لكن يا سيدنا لا أحد يريد أن يسمع». وتكررت على مسامع البطريرك الماروني الملاحظات حول تعامل الحريري مع الوزراء وكبار الموظفين والسفراء. وفي السابع والعشرين من آب، كان سمير فرنجية الذي تربطه صداقة وثيقة برئيس الحكومة، بدوره، يؤكد هذه الشكاوى. ومما قاله: «اختلاف الحريري ووزرائه سبّبته نزعته الى الاستئثار بالسلطة. وقد اختصر الوزراء والمؤسسات بشخصه لذلك انفجرت الأزمة بينه وبين الوزير ميشال سماحة. أما موقف خدّام عندما بلغه نبأ الخلاف فكان: «الحريري باق حتى نهاية العهد، والوزير الذي يشعر أن لا قدرة له على الانسجام مع الواقع داخل مؤسسة مجلس الوزراء فليبحث عن مؤسسة أخرى يعمل فيها». وأخبر فرنجية الحبر الماروني أنه أرسل موفداً الى دمشق لجس نبض الرئيس الأسد لمعرفة استعداده للانفتاح على المسيحيين في لبنان، وأنه تبيّن له أنه على استعداد لذلك. لكنه لفت الى أن الرئيس السوري يتقن الباطنية والازدواجية فهو يؤيد الأميركيين ويبدي اشارات ايجابية حيال توقيع السلام مع اسرائيل. وفي الوقت عينه، يؤيد حزب الله في مقاومته لاسرائيل وبالتالي يؤيد سياسة ايران «لذا من يستطيع أن يضمن أنه اذا وعد المسيحيين بمؤازرتهم ألا يعمل في مكان آخر ضدهم». وأكد سمير فرنجية أن نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين يؤيد سراً الموقف الذي يتخذه البطريرك الماروني من الوضع في لبنان والدفاع عن الثوابت الوطنية وعن العيش المشترك في لبنان. وكشف عن تحضيرات يقوم بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط للقيام في غضون أيام قليلة بزيارة الى بكركي ويدعو سيدها الى زيارة الشوف والمختارة. عقلية مقاول وفي اعتقاد الوزير ادة، أن للحريري «عقلية مقاول. والمقاول الناجح هو من يُسرع جداً لأن التأخير يأكل من أرباحه، ولو تسببت السرعة بتكلفة أكبر. كما أن سبباً آخر كان وراء عجلة رئيس الحكومة وهو تأكده من أن السلام في الشرق الأوسط آت، لا محالة، وأن لبنان سيركب قطار السلام حتماً، وسيلعب دوراً مهماً لذا عليه أن يكون جاهزاً للعب هذا الدور، وأن يعيد تأهيل بناه التحتية والا فكيف سيستطيع أن يدخل في حقبة السلام ولا كهرباء عنده ولا ماء ولا مطار ولا تلفون. وكان الرئيس الحريري يقول:’اذا لم يتحقق السلام، لا سمح الله، فنكون قد أمّنا مقومات الصمود في وجه اسرائيل’. مشكلة الحريري أنه لم يستدن شخصياً مرة واحدة ولا يعرف خطر الدين والفائدة». الـحلقة الثانية عشرة الـحريري يشكو من مسايرة الهراوي للسوريين.