القبس تنشر أوراقا من مذكرات البطريـــرك صفير (1992 – 1998).. حول لبنان الـحريري يدعو إلى انتظارالسلام وإغفال الـخلافات الداخلية( 12)

النوع: 

بعد انقطاع طويل عن بكركي سببه الاشكال الذي خلفه قرار اقالة الوزير افرام، اضافة الى انهماك الحريري في اصلاح علاقته مع سوريا بعد اتخاذ مجلس الوزراء قرار ارسال الجيش الى الجنوب من دون موافقة دمشق، نقل الدكتور داود الصايغ في الثالث من كانون الأول الى سيد بكركي رغبة الحريري في زيارته قريباً. فأعرب البطريرك صفير عن ترحيبه وتمنى أن يُنصف المسيحيون في عملية التطهير الاداري والتعيينات الادارية التالية بعد أن ارتفعت اليه شكاوى عديدة عن تدابير كيفية اتخذت بحق موظفين متهمين بالتعاطف مع الأحزاب والقوى المعارضة، بحيث لا يُقضى على أصحاب الكفاءة النظفاء من أجل تقريب المحاسيب. زار الحريري بكركي في اليوم الأول من العام 1994 مقدماً التهاني بالعيد، وفور اختلائه بسيدها قال له: «أريد أن أعرف ما الذي يشكو منه الناس الذين يأتون اليكم، وبامكانكم أن تسألوا أي سؤال يجول في خاطركم أو طرحه أمامكم زواركم». صمت البطريرك الماروني هنيهة يسترجع الكمّ الهائل من الشكاوى التي ترده قبل أن يبدأ بتفنيدها واحدة واحدة بهدوء بدءاً من قضية المهجرين التي تحتل الأولوية في سلم اهتمامات البطريرك. أما المواضيع الأخرى التي أثارها سيد بكركي، في اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين، مع رئيس الحكومة، فهي التالية: – قضية الادارة: طرح البطريرك صفير الشكاوى التي وردته عن تعيين محاسيب الرؤساء والأحزاب الموالية واستبعاد، تحت عنوان الاصلاح الاداري، كل مناصري الأحزاب المعارضة. رد الحريري أن الوزراء قدّموا أسماء أحيلت الى مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي فسقط منهم 700 اسم من أصل 2800 والراسبون بامكانهم مراجعة القضاء وربما يكون قد ظلم عشرون شخصاً، فضلاً عن أن هناك مائتي موظف قدموا استقالاتهم طوعاً. – السلك الدبلوماسي: لفت سيد بكركي الى المنحى الذي تأخذه التشكيلات الدبلوماسية حيث كل من الرؤساء يريد أن يُعين أناساً يدينون له بالولاء لا للدولة. كان جواب الرئيس الحريري مباشراً: «رئيس الجمهورية يريد أن يُعين سفيراً في واشنطن يعمل لكي يصبح فارس بويز رئيساً للجمهورية، كما كان يفعل سيمون كرم. لذلك، ولقطع الطريق على هذه المحاولة، اقترحت اسم رفيق البزري وهو لا يمكنه أن يُعين لأنه يحمل الجنسية الأميركية. واقترحت باسيل يارد لسفارتنا في باريس، وهو يعمل معي، لنصل الى الحل المطلوب، ورفضت تعيين سمير مبارك في واشنطن ولا في باريس». – الوصاية السورية: قال رئيس الحكومة بلهجة حازمة: «ان الرئيس الهراوي هو من يتسبب بفرضها عندما يذهب يستجدي من السوريين ليبدلوا هذا أو ذاك من أهل السلطة. اذا شعر الشيعة أو الدروز أن هناك تفاهماً مارونياً – سنياً تشبثوا بالسوريين لأنهم يعتبرون أن دورهم سينتقص. في أي حال، تبقى تركيبة الماروني – السني هي الأصح كما كانت مطلع الاستقلال». – مسيرة السلام: لفت الحريري الى أن ما يظهر هو أن عملية السلام تتطلب وقتاً مضيفاً: «يجب أن نطول بالنا وسنتحرر، ويجب ألا نتحدث عن الخلاقات بين الرؤساء كما قلت منذ أسبوع ‘ليت للدولة رأساً واحداً’ هذا الرأس سيكون مسلماً والا فُهم من كلامك أنك تريد العودة الى ما كان سابقاً، وهذا لا يخدم القضية اللبنانية. طالب بالسيادة والاستقلال، انما لا تذكر أن هناك خلافاً بين أهل الحكم لأن هذا يبرر تدخل غير اللبنانيين». وأبدى سيد بكركي خشيته أن يأتي السلام على حساب لبنان فيتم حرمانه من قسم من أرضه أو من مياهه أو يوطن فيه الفلسطينيون أو يترك الوضع فيه على ما هو عليه من انعدام وزن سياسي. تفاهم على الرئاسة – رئاسة الجمهورية: أعرب البطريرك الماروني عن قلقه من أن تفرض سوريا في الاستحقاق الرئاسي المقبل الرئيس الذي تريد. فرد الحريري بأنه من الممكن «أن نتفاهم على أربعة أو خمسة أسماء تكون أهلاً للرئاسة». – قضية الاعلام: أثار البطريرك صفير قضية حرية الصحافة واحتجاز معدات للبث الفضائي استقدمتها المؤسسة اللبنانية للارسال. فقال الحريري: «تم ايقاف المعدات على المرفأ لأنها اتفقت مع ولد من الأمراء، عمره عشرون سنة، يريد أن يفرض مشاهد تلفزيون LBC على السعوديين وهذا سيغضبهم ويؤذينا». وأوضح أنه متمسك بالحرية الاعلامية وأنه استبدل المرسوم الاشتراعي رقم 104 الذي كان يقضي بالحبس والتعطيل بغرامة مالية فلا يتم ايقاف مطبوعة قبل صدور حكم المحكمة. – زيادة الرسوم على السفر وعلى الواردات: فأجاب عن السؤال بسؤال: «هل الفقير هو من يسافر؟ الغني فقط يسافر». وفي موضوع الرسوم الجمركية، قال انه يجب أن تدفع سيارات المرسيدس من طراز 600 رسماً يبلغ عشرة آلاف دولار. – الوضع المعيشي: طرح سيد بكركي مع رئيس الحكومة مسألة ضآلة الرواتب والوضع المعيشي لأصحاب الدخل المحدود متسائلاً: «من يمكنه أن يعيش بمئة دولار شهرياً؟» فرد الحريري أن هذا الافتراض غير صحيح لأن لمعظم اللبنانيين مداخيل أخرى سواء من أقرباء مسافرين أو العمل لفترات اضافية أو القيام بأكثر من وظيفة. ولفت الى أن موضوع اعادة النظر في الأجور سيأتي الوقت المناسب للبحث فيه. شراء الأراضي – تهافت غير اللبنانيين على شراء الأراضي : طرح البطريرك صفير هذا الموضوع على الحريري بعدما تضاعفت الأخبار الواردة اليه التي تؤكد أن غير اللبنانيين يشترون مساحات كبيرة في لبنان تخص بمعظمها المسيحيين. فرد رئيس الحكومة: «الأرض اللبنانية ستبقى في لبنان ويد اللبنانيين وهذا دليل عافية اذا كانت الأرض تجذب الناس ليؤسسوا أعمالاً تنعش الاقتصاد اللبناني. وسنعمل على اجتذاب الشركات الأجنبية بتخفيض الضرائب عنها بحيث نّتفق مع بلدان المنشأ لكيلا يدّفعها البلد الذي تأسست فيه ضريبة ثانية اذا كانت تدفعها في لبنان». – ازدحام السير: رد الحريري بأن ثمة محاولات لمعالجة شاملة لمسألة عرقلة السير وسيتم فتح طريق عند نهر الكلب لجهة البحر يكون لخطي الذهاب والاياب. وأكد، في معرض حديثه، أن طريق بكركي التي شقت منذ ثلاث سنوات ستسوى. قصة حبيقة وفي معرض حديثه عن ظروف اقالة الوزير جورج افرام من الحكومة قال الحريري ان رئيس الجمهورية هو من ورطه بذلك، وأنه عندما أقصي افرام عن وزارة الموارد أراد الهراوي أن يُعين سمير مقبل وهو من الروم الأرثوذكس. وأضاف الحريري: «قلت للرئيس الهراوي لا يمكنني أن أستبدل ماروني بأرثوذكسي فاستعرضنا أسماء الوزراء الموارنة: ميشال ادة لا يفهم بالكهرباء وهو رجل ثقافة، مخايل الضاهر مش خرج، والسوريون شكروا الله لأنه لم يأت رئيساً للجمهورية، فارس بويز مشغول بالخارجية ويتعذر عليه الاهتمام بالكهرباء، بقي الياس حبيقة، لهذا أسندت اليه الوزارة». ودار حوار بين البطريرك الماروني ورفيـق الحريري حول مسألة التمثيل المسيحي الذي كانت تشكو منه بكركي والقوى المسيحية: > الحريري: هل تعتبر أن المسيحيين غير ممثلين في الوزارة؟ جعفر: المسيحيون يعتبرون أن من هم في الوزارة ومجلس النواب لا يمثلونهم. الحريري: ما العمل اذاً؟ جعفر: اعادة الانتخاب بعد اخراج الجيوش غير اللبنانية واذ ذاك نتفاهم مع بعضنا مسلمين ومسيحيين، ألا تعتبر ذلك؟ الحريري: نعم، وذلك برعاية دولية ثم تشكل حكومة. وفي ختام اللقاء، قال رئيس الحكومة: «يجب الاستماع الى مطالب الناس وسأرسل اليكم داود الصايغ بين الحين والحين لينقل الينا المطالب، واذا اقتضى الأمر أزوركم. المشكلة أن الرئيس الهراوي ضعيف ولا يمكنه أن يقوي ذاته وأنا قوي ولا يمكنني أن أضعف ذاتي». وقد أوفد الرئيس الهراوي النائب السابق بطرس حرب الى بكركي في الرابع من كانون الثاني 1994 ليطلع من البطريرك صفير على ما دار من حديث بينه وبين الحريري. فطمأنه الى أن الحديث تناول شؤوناً عامة، وبقي سيد بكركي في العموميات. التفاهم مع الحريري تميزت العلاقة مع الحريري بشكل عام في العام الأول من حكومته بالتنسيق وتفهم كل منهما لمقتضيات موقع الآخر. البطريرك صفير تفهّم الظروف السياسية الاقليمية التي لا تتيح للحريري التصرف وفق ما يشتهيه اللبنانيون والرئيس الحريري تفهّم، من جهته، اصرار سيد بكركي على التنبيه الى مواقع الخلل خصوصاً على مستوى سيادة لبنان واستقلالية قراره الرسمي. حيث كان بامكانه أن يسهل الأمور على الحكومة ورئيسها، لم يقصّر بطريرك الموارنة في تأمين التغطية والدعم، فأثنى على التقدم في موضوع اعادة المهجرين ونجاح الحكومة في اضفاء بعض الثقة على المستوى الاقتصادي، وأيد كل الخطوات الرامية الى بسط سيادة الدولة. لكنه لفت الى مكامن الخلل فانتقد طريقة عودة المهجرين وحذّر من السياسة المالية وخطة النهوض القائمة على الاستدانة، ومن استمرار الهيمنة السورية على الحكومة اللبنانية. بيد أن هذا التفهّم سرعان ما تلاشى مع ازدياد الضغط السوري على لبنان وامساكه بالوضع السياسي والأمني بيد من حديد، فأصبح أكثر تشدداً من الفترة التي تلت الانتخابات النيابية في صيف 1992. وبدا، مع مطلع العام 1994، أن الحريري مضطر الى مجاراة اللعبة السورية لا بل شكّل في العديد من المناسبات الأداة المباشرة للامساك الكامل وللاطباق على الهوامش التي كانت لا تزال متاحة. وقد دخل رفيق الحريري في أكثر من مناسبة في مواجهة غير مباشرة مع بطريرك الموارنة. عين على الأسرة الدولية لم يستسلم البطريرك الماروني من جراء تسليم الأسرة الدولية بالأمر الواقع في لبنان القائم على هيمنة سورية على القرار اللبناني مقابل قيامها بضبط الوضع الأمني والحفاظ على الاستقرار فيه. وازاء اصراره على التذكير في شكل دائم في عظاته وخطبه بأن الوضع في لبنان غير طبيعي وأن لا بد من أن يتغير، كان سيد بكركي يصر على أن يذكر المجتمع الدولي بحقوق لبنان السليبة بالسيادة والاستقلال والقرار الحر وكان «لا يمل من طرح هذه اللازمة»، على من يزوره من الدبلوماسيين المعتمدين لدى بيروت أو من كانوا يمرون ببكركي على هامش زياراتهم الرسمية وغير الرسمية الى لبنان. كما كان يتابع تطورات الوضــعين الدولي والاقليمي ومدى تأثيرهما على الواقع اللبناني. وكان يراقب بكثير من الانتباه السياسة الخارجية للحكومة اللبنانية من محادثات السلام، ويلاحظ ببعض الرضا محاولات أهل السلطة في خلق هامش خاص للبنان خصوصاً في المسائل المتعلقة بالجنوب ودور حزب الله ونشر الجيش اللبناني. وكان يلمس من رئيس الحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية فارس بويز وسفير لبنان لدى واشنطن سيمون كرم رغبة في تأكيد الشخصية اللبنانية وفي القيام بما يمكن القيام به، في ظل الظروف الراهنة، لاستعادة السيادة اللبنانية. وفي هذا الاطار، يؤكد وزير الخارجية السابق فارس بويز وجود هذا الاتجاه لدى رئيس الجمهورية الياس الهراوي ورئيس الحكومة رفيق الحريري ولديه، رابطاً بروزه أو تراجعه بمناخ مفاوضات السلام الدائرة بين الأطراف العربية واسرائيل: «لا أعتقد أن لبنانياً لا تهمه سيادة لبنان وكنا، نحن الثلاثة، وان بدرجات متفاوتة، نعمل على تحقيق هذا الأمر عبر اتصالاتنا مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة. وكانت ثقتنا بامكانية تحقيق ذلك تزداد وتنقص بحسب أجواء عملية السلام، فان كانت المفاوضات تبشر بحل قريب كان ينتعش أمل استعادة السيادة وعندما كانت تتعقد المفاوضات كان يخفت فينا هذا الأمل. كنت أثير، في كثير من اللقاءات الدبلوماسية، موضوع انسحاب الجيوش غير اللبنانية. في حين أن الرئيس رفيق الحريري لم يكن يطرحه في اللقاءات العامة، ربما لكونه موضع تشكيك دائم من قبل سوريا وحلفائها في لبنان. في أية حال، قد يكون طرحه في خلواته مع مسؤولي الدول ورؤساء البعثات الدبلوماسية. لكن ما يجب توضيحه أنه، اعتباراً من بدء عملية السلام، كان مناخ الدبلوماسية الغربية يميل الى جعل سوريا مرتاحة أثناء عمليات التفاوض. وكنا نلمس أن المجتمع الدولي لا يريد أن تشعر سوريا بأن وجودها ودورها في لبنان مستهدفان في شكل من الأشكال. ومع حلول عام 1996 وما شهده من أحداث في الجنوب ومن تعثر لمفاوضات السلام، تراجعت فرص استعادة السيادة اللبنانية ويمكن القول ان الرئيس الحريري، اعتباراً من تلك الفترة رضخ للأمر الواقع». تابع سيد بكركي ما يجري على الساحة الدولية وسعى بقدر الامكان الى عضد الجهود الرامية الى استعادة السيادة اللبنانية. فهو الى جانب ايمانه الراسخ بضرورة أن يكون الوفاق الوطني اللبناني الضامن الأساسي لمستقبل لبنان، يعتقد أن من الضروري أن تبقى الأسرة الدولية الى جانب لبنان في نضاله المستمر من أجل الحرية والديموقراطية لأن الدول المحيطة به التي تفوقه قوة على المستوى العسكري لا تنظر بعين الرضا الى الدور الذي يلعبه في هذا المجال. وبالتالي، من المفيد للبنان أن يبقى محط اهتمام الدول الكبرى حتى لا يقع فريسة تستفرد بها الأنظمة المنزعجة من تركيبته المميزة في منطقة الشرق الأوسط. خشي البطريرك صفير أيضاً، في مطلع التسعينات، أن يؤدي غض نظر الأسرة الدولية عن الانقلاب السياسي الكبير المتمثل بانتخابات 1992 واستتباب الحالة الأمنية، الى أن ترتاح الى الوضع الجديد الناشئ وتنسى أنه أخرج النسبة الأكبر من اللبنانيين من المعادلة السياسية. فيتكرس أكثر فأكثر الوضع الانقلابي الذي يهدد لبنان في صميم وجوده. وقد حاول أن ينبه كل دبلوماسي يزوره الى أن الوضع غير طبيعي، ويحتاج الى عناية الأسرة الدولية. وفي الخامس عشر من كانون الأول 1992، استقبل سفير بريطانيا لدى بيروت، دايفيد تايسن، ورئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية. واستعرض معهما الوضع في لبنان من النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية. وعلى عكس ما درج عليه، كان البطريرك صفير متكلماً أكثر مما كان مستمعاً: «اذا كان الاقتصاد آخذ في التحسّن فليس الأمر كذلك بالنسبة الى الناحية الأمنية والسياسية. فهناك اعتقالات في صفوف المعارضين، ولا شعور بالأمن ولا بالسيادة ما دام على الأرض اللبنانية جيوش غريبة تتدخل في شؤون لبنان الداخلية». – ما المساعدة التي برأيكم يمكن للمملكة المتحدة أن تقدمها للبنان؟ سأل رئيس دائرة شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية. – المساعدة على تطبيق القرار 425 القاضي باخراج اسرائيل من لبنان فتخرج سوريا منه، ولينزع سلاح حزب الله والتنظيمات الفلسلطينية. الـحلقة الثالثة عشرة ماذا يقول الأميركيون عن الوضع اللبناني؟

الكاتب: 
أنطوان سعد
المصدر: 
التاريخ: 
الأحد, ديسمبر 4, 2005
ملخص: 
اذا شعر الشيعة أو الدروز أن هناك تفاهماً مارونياً – سنياً تشبثوا بالسوريين لأنهم يعتبرون أن دورهم سينتقص. في أي حال، تبقى تركيبة الماروني – السني هي الأصح كما كانت مطلع الاستقلال». – مسيرة السلام: لفت الحريري الى أن ما يظهر هو أن عملية السلام تتطلب وقتاً