السنيورة: أمان لبنان في وحدته وليس بـ«الحزب» والحوار يكتسب صدقيته وفعاليته بتطبيق ما أتفق عليه

النوع: 

 

رأى الرئيس فؤاد السنيورة، أن «حزب الله ليس شبكة الأمان للبنان، بل وحدة اللبنانيين هي شبكة الأمان، وليس لأحد أن يخطف الدولة ويقوم بأعمال ويتحمّل كل اللبنانيين كلفتها»، وأكد أن «أي بلدا لا يستطيع أن يستمر ويشعر أهله بالأمان، إذا لم تكن هناك دولة ترعاه، والذي يؤدي إلى الأمان أن تكون هناك دولة مسؤولة، وليس أحد يفعل الشيء وغيره يتحمّل المسؤولية».

وذكر السنيورة، في لقاء مع عدد من الصحف الكويتية، على هامش مشاركته في المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام الذي أقامته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في القاهرة الأسبوع الماضي، أنه «عندما حدثت حرب 2006 كانت الحكومة اللبنانية آخر من يعلم، ولم تكن على علم بما قام به حزب الله كما أننا لا نتبنّى ما قام به حزب الله، ووقفنا ضد إسرائيل وعانينا الأمرّين، وكانت مفاوضات شاقة ودامية، ولكن استطعنا أن نحقق القرار 1701، وهذا القرار لم تحترمه إسرائيل، وحزب الله لم يحترمه».

وعن الصراع الدائر بين حزب الله وإسرائيل، شدّد على أن «الأكثرية من اللبنانيين ضد أن ينجرّ لبنان لهذه المعركة العسكرية، والسبب في ذلك أن لبنان تعرّض على مدار السنوات الخمسين إلى 6 اجتياحات إسرائيلية استنزفت لبنان»، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا لا يعني أن لبنان لا يؤيد القضية الفلسطينية، فيعرف القاصي والداني أن لبنان يدعمها ودفع الكثير ولا منّة بذلك، وهو مؤمن بهذه القضية وعدالتها، لكنه لا يستطيع أن ينخرط في المعركة العسكرية، لذلك فإن الشعب اللبناني وأيضاً الحكومة اللبنانية لا تريد.

ولفت إلى أن «لبنان يمرُّ بأزمة اقتصادية فظيعة، لا يستطيع أن يتحمّل أي أعباء بهذا الشأن، زيادة عما يمرّ به، وأيضا يمرّ بأزمة خطيرة تتعلق بوجود ما يعادل 40 في المئة من سكان لبنان من اللاجئين السوريين».

وفي مبرراته في اعتباره أن عودة سعد الحريري ضرورة، قال «على أساس أنه شخص ابن لشهيد، وأنه عندما تولى المسؤولية استطاع أن يحقق انتخابات ويكسب فوز 33 نائباً، وهي أعلى مرة يكون بها أكثرية 33 نائباً، وبالتالي هو أخذ قرار تعليق ممارسته بالعمل السياسي، فكنت ضد هذا الأمر، كما كنت ضد مواقف واجتهادات له، عندما قرر القبول بالتسوية مع ميشال عون، فكنت أعتقد، والأيام أثبتت صحة ما أقول، بأن أيام ميشال عون لم تأتِ إلّا بالمصائب، فقد تبيّن من اليوم الأول منذ سنة 1989 بأنه كان ضد اتفاق الطائف، مع أنه حلف اليمين عندما أصبح رئيساً للجمهورية الالتزام بالدستور والدفاع عنه، لكن لم نشاهد خلال ممارسته، إلّا كل انتهاكات مستمرة للدستور... كما كنت ضد سعد الحريري في ما يسمّى قانون الانتخاب، وكانت نتيجته وبالا على لبنان، وإذا أراد أن يعود، فبالتالي عليه، أن يستفيد من كل هذه التجارب ويبني على الخلاصات منها».

وبالنسبة لتحركات اللجنة الخماسية العربية الدولية، أكد السنيورة أن «وجود هذه اللجنة الخماسية مهم لكنها ليست صاحبة القرار في تحديد من ينتخب، فهذا قرار لبناني»، مضيفاً أن «النظام الديموقراطي قائم على الأكثرية والأقلية، والأقلية وظيفتها الوقوف ضد الأكثرية عندما تكون مهمّشة، ولكن لا تصل إلى حد منع القرار، وإلّا يكون تعطيلا للدولة، وهو الأسلوب الذي لجأنا له في لبنان، والناتج عن سوء فهم النظام الديموقراطي، وهو الثلث المعطل، وهذا الأمر يجب أن يتوقف ويعود القرار، عبر فتح المجلس وتطبيق الدستور». وأشار الى انه «لا يوجد شيء أسمى من الحوار في البلدان المتنوعة، ولكن الحوار يكتسب صدقيته وفعاليته بتطبيق ما تم الاتفاق عليه».

وحول منصب رئيس الجمهورية ومن المستفيد من عدم شغله إلى الآن، أجاب السنيورة أن «المستفيد الذي لا يريد الخير للبنان، ومن يحارب من أجل استنفاد كل لبناني»، مردفاً «لبنان لم ينتخب رئيس جمهورية، لأن حزب الله يقول، ومن ورائه إيران، إما أن تنتخبوا من بدي إياه (الذي أريده) أو ما فيه انتخابات. هذا باختصار».

واعتبر الرئيس السنيورة أن «ما يجرى الآن في شأن رئيس الجمهورية نتيجة سوء فهم البعض، ممن يحاول تخريب عقول اللبنانيين، بأنهم يصورون أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون الأكثر تمثيلاً في طائفته، والحقيقة أن الدستور اللبناني يقول بصريح العبارة (رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن) وليس رمزاً لفرقته، ورئيسا لكل اللبنانيين».

وعن حل الدولتين، أجاب السنيورة قائلاً «لطالما أنادي بهذا الحل وأشدّد عليه، وعلينا أن نحمل هذه القضية وندافع عنها لمصلحة الفلسطينيين والعدالة، فما يجري عملية إبادة جماعية لا يجوز أن تستمر والطريق الوحيد يكمن في حل الدولتين».

وعلق على لقائه مع شيخ الأزهر أحمد الطيب على هامش المنتدى، قائلاً «اللقاء جيد كالعادة، ونقدّر العلاقة التي تربطنا بالأزهر الشريف والدور الوطني الذي يلعبه على صعيد المسلمين ككل والعلاقات الإسلامية – المسيحية، وهذا الدور هو مع وحدة المسلمين والقفز فوق الخلافات الجانبية، ونحن أمة تؤمن بالسلام».

وفي سؤال حول العلاقات الخليجية – اللبنانية، أجاب الرئيس السنيورة «العلاقات بين لبنان وأشقائه بالخليج، يجب دائماً الحرص عليها وتنميتها وتعزيزها، فلطالما وقف لبنان مع أشقائه في أيام المِحن، ونحن دائماً حريصون على هذه العلاقة الأخوية والصادقة والحريصة، ونأمل بأن يبقوا إلى جانبنا، وكلنا ثقة بأنهم لا يريدون من لبنان إلّا دعمه».

التاريخ: 
الاثنين, مارس 4, 2024
ملخص: 
ما يجرى الآن في شأن رئيس الجمهورية نتيجة سوء فهم البعض، ممن يحاول تخريب عقول اللبنانيين، بأنهم يصورون أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون الأكثر تمثيلاً في طائفته، والحقيقة أن الدستور اللبناني يقول بصريح العبارة (رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن)