ماذا يقول اهل الطائف وضحاياه وخوارجه بعد عشر سنوات؟ (2) برلمان الطائف الأطول عمراً والأكثر التباساً

النوع: 

 

يعتبر برلمان العام 1972 برلمانا مثيرا للجدل فهو الأطول عمرا بين جميع البرلمانات المتعاقبة على لبنان منذ ولادة دستوره في العام 1926، وهو الأكثر التباسا بالنظر الى الدور والموقع الذي احتله. فهو برلمان الحرب، برلمان الطائف، برلمان السلم الاهلي والجسر الذي نقل لبنان من جمهورية أولى الى جمهورية ثانية. هو البرلمان المنتخب لولاية دستورية كان يفترض ان تنتهي في 3 أيار 1976، وهو البرلمان الممدد لنفسه بموجب قانون عادي يطرح أسئلة حول ما اذا كان يحق له هذا التمديد، وهو ايضا البرلمان الأول بعد برلمان العام 1937، يضم نوابا معينين وهو البرلمان الذي ضمّ نوابا حافظوا على صفتهم التمثيلية على مدى أكثر من نصف قرن تقريبا. رسم برلمان العام 1972 لنفسه مهمة كبيرة عندما رأى كل شيء من حوله ينهار وينال منه التقسيم إلا هو. وحده وعملة لبنان الوطنية بقيا موحدين حتى دنت لحظة التسوية بقرار اقليمي دولي استجاب لها معظم البرلمانيين اللبنانيين الاحياء ممن جعلتهم الحرب مجرد أشباح وشواهد فإذا بهم يقدمون أنفسهم للعالم »أشجع الشجعان« كما يردد أكثر من واحد منهم. 62 نائباً من أصل 73 (الأحياء من أصل 99 نائبا) لبوا دعوة اللجنة الثلاثية العربية الى الطائف وهم: حسين الحسيني، صائب سلام، عادل عسيران، رشيد الصلح، أمين الحافظ، نصري المعلوف، كاظم الخليل، جوزف سكاف، خاتشيك بابكيان، نزيه البزري، عثمان الدنا، حسين منصور، رفيق شاهين، ادوار حنين، رينيه معوض، عبد اللطيف الزين، ادمون رزق، جميل كبي، فؤاد نفاع، حبيب كيروز، علي الخليل، حسن الرفاعي، توفيق عساف، أنور الصباح، ميشال ساسين، بيار حلو، جورج سعادة، محمود عمار، زكي مزبودي، بطرس حرب، طلال المرعبي، الياس الهراوي، محمد يوسف بيضون، عبد الله الراسي، هاشم الحسيني، سالم عبد النور، فريد جبران، أحمد اسبر، الياس الخازن، انترانيك مانوكيان، علي عبد الله، عبد المولى أمهز، شفيق بدر، بيار دكاش، أوغست باخوس، مخايل الضاهر، ملكون أبليغتيان، يوسف حمود، حميد دكروب، ميشال معلولي، جبران طوق، طارق حبشي، نديم سالم، منيف الخطيب، صالح الخير، نجاح واكيم، زاهر الخطيب، ألبير منصور، فريد سرحال، صبحي ياغي، عبد المجيد الرافعي، موريس فاضل. وغاب عن الطائف أحد عشر نائبا هم: كامل الأسعد، باخوس حكيم، عبده عويدات، فؤاد الطحيني، آرا يراونيان، سورين خان أميريان، راشد الخوري ورائف سمارة (لأسباب غير سياسية) وألبير مخيبر وريمون اده واميل روحانا صقر (لأسباب سياسية). وبعد مرور عشر سنوات على ولادة الطائف لم يبق من هؤلاء النواب داخل الندوة البرلمانية سوى 14 نائبا هم: حسين الحسيني، خاتشيك بابكيان، عبد اللطيف الزين، علي الخليل، بطرس حرب، طلال المرعبي، محمد يوسف بيضون، الياس الخازن، بيار دكاش، جبران طوق، نديم سالم، صالح الخير، نجاح واكيم وزاهر الخطيب. ويقول النائب السابق ألبير منصور: كاد النقاش حول عدد النواب وملء الشواغر في المجلس النيابي يهدد مؤتمر الطائف بالتوقف والفشل، ويصل بعد عشر سنوات من الطائف الى القول: ان نية التخلص من برلمان العام 1972 على الرغم من ظاهر مطواعيته باتت بعد زيادة عدد النواب من 73 الى 108 نواب، فأعضاء هذا البرلمان من ابناء لبنان السابق للحرب الذين عرفوا الحرية والسيادة والاستقلال والدولة والقانون والازدهار وهم كانوا متمسكين بكل هذه القيم يراودهم حلم العودة اليها. اما رغبة أولئك الذين أرادوا التخلص من هذا البرلمان فهي تولية طبقة سياسية لا جذور لها في لبنان السابق للحرب وعلى الرغم من ان هذا البرلمان أنتج تسوية الطائف التاريخية تبين انه لم يكن مرضيا عنه لا بل كان المطلوب التخلص من النواب المتعبين والمتمسكين باتفاق الطائف، وكان ما كان في العام 1992 وجرى استكماله في العام 1996. ويقول النائب السابق ادمون رزق: لقد أخطأ نواب الطائف خطأ مميتا عندما ساروا بقانون الانتخاب الغلط في العام 1992 وقد ارتد هذا القانون عليهم لأنه غيّر قواعد اللعبة وأفسح المجال لطبقة سياسية اساءت بشكل متعمّد تفسير الطائف وتطبيقه ودليلي الى ذلك الخطاب الطائفي والمذهبي الذي نشهده في لبنان وهو خطاب لم يكن موجودا في أي مجلس نيابي سابق في تاريخ لبنان. في الحلقة الثانية لملف الطائف يفند ألبير منصور مآخذه على مسيرة تنفيذ الطائف على مدى السنوات العشر الماضية، فيما يروي ادمون رزق رحلته من الأشرفية إلى الطائف... فالعمل الثقافي والأدبي حالياً.

الكاتب: 
ايوب حسين
التاريخ: 
الخميس, أكتوبر 28, 1999
ملخص: 
كاد النقاش حول عدد النواب وملء الشواغر في المجلس النيابي يهدد مؤتمر الطائف بالتوقف والفشل، ويصل بعد عشر سنوات من الطائف الى القول: ان نية التخلص من برلمان العام 1972 على الرغم من ظاهر مطواعيته باتت بعد زيادة عدد النواب من 73 الى 108 نواب،