السيد نصر الله ل"السفير": لسنا طارئين على لبنان، نحن أبناء البلد وواجبنا الوطني والديني حمايته.
قصدت "السفير" أقطاب الحوار لتسألهم: هل تنظرون إلى مؤتمركم على أن مهمته وضع الأسس للجمهورية الثالثة؟ هنا الحلقة الرابعة من الحوار مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله:
في السيد حسن نصر الله مزيج من رجلي الدين والسياسة غير معهود لدى نظرائه من رجال الدين المتعاطين في الشأن العام. فلا مانع لديه من الاستدلال "بالوجدان" بالمعنى الفقهي، على ما يعتبره بديهيا قبل ان يتقدم على محاوريه بالإقرار بأن الشعب هو مصدر السلطات، ما يخالف الموقف الديني التقليدي. فهو يذهب اذاً الى عمق الاستعارات الدينية المصدر لتأكيد فكرة، ثم يتحول الى اعتماد تعريفات اجترحتها الحداثة الغربية.
وبين الديني والسياسي، يبرز للحظات "العسكري" ناصحاً فريق14 آذار "بوقف القصف على الجبهة السورية قبل إرسال المجموعة الاستطلاعية الى دمشق" بقيادة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
ولعل الإحالة إلى الأسئلة البسيطة من فنون الحوار التي يتقنها السيد نصر الله: كيف يعيق سلاح المقاومة بناء الدولة؟ هنا يتعيّن على المحاور الانتباه: بساطة السؤال لا تعني في حال من الاحوال يُسر الجواب. ومن لا يكن حاضرا لرد سريع يجد نفسه مطوّقا بفيض من الشواهد والادلة وبمزيد من الاسئلة البسيطة في الشكل المعقدة في المضمون، التي تصب في مصلحة المنطق الذي يدافع عنه الامين العام لحزب الله بهدوء وطمأنينة لا يعكسان جو القلعة التي استقبلنا فيها.
وعلى امتداد ما يزيد عن اربع ساعات انتهت مع تجاوز الأولى فجرا، وأفواج من أقداح الشاي والكركديه، دار حديث حضرت فيه هموم اللبنانيين والفلسطينيين والعرب والخشية من الفتنة السنية الشيعية والملف النووي الايراني. كما استعين بصحيحي البخاري ومسلم وكتب الحديث الشريف الاربعة لدى المسلمين الشيعة، وبمجموعة من النكات والامثال الشعبية، للإحاطة بالصورة المرتسمة في ذهن السيد نصر الله عن مستقبل لبنان المهدد من عدو لا يرحم والمتسم مع ذلك بثقة بالنفس أصيلة.
- نبدأ من طاولة الحوار الوطني، هل تعتقد أنه حوار تأسيسي للجمهورية الثالثة، وهل يبحث المؤتمر في اساسيات بناء الوطن ام انه للتوافق على صيغة سياسية ضمن الوضع الراهن؟
- مما لا شك فيه ان الحوار القائم هو على درجة عالية من الاهمية، لكن اذا اردنا ان نكون واقعيين ولا نبالغ في اعطاء هذا المؤتمر اكثر من حجمه، فلا اعتقد انه يصح ان نطلق عليه اسم مؤتمر تأسيسي للجمهورية الثالثة والسبب هو الموضوعات المطروحة وجدول اعمال المؤتمر التي تحددت حصرا ب: التحقيق والمحكمة الدولية والقرار 1559 ورئاسة الجمهورية والسلاح الفلسطيني وسلاح حزب الله ولبنانية مزارع شبعا والعلاقة مع سوريا. ما يعني ان حسم هذه الامور لا يؤسس لقيام الجمهورية الثالثة. لعله كان اصبح تأسيسياً لو اضيف الى جدول اعماله مسائل اخرى، مثل قانون الانتخاب والورقة الاصلاحية. وكان بعض اطراف الحوار متحمسا لفكرة مناقشة الوضع الاقتصادي، وهم جاؤوا بالفكرة. فوزير المالية جهاد ازعور هو وزير من الاكثرية بعث برسائل الى المؤتمرين وكذلك الهيئات الاقتصادية ايضا ومناخها وجوّها وانتماؤها من الامور المعروفة، ولاحقا التكتل الطرابلسي الممثل بالوزير محمد الصفدي طلب مناقشة قانون الانتخاب. لكن شنّت حملة كبيرة على فريقنا بدعوى اننا نريد ان نضيف موضوعات الى الحوار من خارج جدول الاعمال لتطيير بعض الموضوعات الحساسة، وهذا لم يكن صحيحا.
في كل الاحوال، هذه الحملة قطعت الطريق على وضع اي نقطة جديدة على جدول الاعمال وقيل ان المؤتمر يقتصر عمله على بحث النقاط المطروحة في جدول الاعمال. وما سواها يعود بحثه الى المؤسسات الدستورية اي مجلس النواب ومجلس الوزراء. هذا طبعا احد الاسباب لعدم جعل المؤتمر تأسيسيا.
هناك سبب آخر برأيي هو غياب اطراف اساسيين عن الحوار، لان الطاولة وضعت على اساس ان من لديه كتلة نيابية من اربعة نواب وما فوق يشارك في الحوار، لكن هناك قوى وشخصيات اساسية إما انها قاطعت الانتخابات او لم يحالفها الحظ بسبب قانون الانتخاب ولديها قوة تمثيل واقعية غابت عن الحوار.
- مثل من؟
- مثل الوزير السابق سليمان فرنجية. لا نقاش انه جهة لها تمثيل، ومثل بعض الاحزاب الوطنية او التي تسمي نفسها وطنية حتى لا نصادر التسمية ، والتي لولا بعض الاشكالات كانت ستحضر الحوار وهي موجودة في المجلس النيابي.
عن شخصيات المتحاورين
- لندخل الى المؤتمر، ما هي انطباعاتك الشخصية عن بعض "رفاق الطاولة"؟
- لا تحشرونا زيادة سنذهب الى الحوار في 28 نيسان.
- هل هناك حوار في 28 نيسان؟ يقولون انها منتهية، هل ستذهبون لنعي الحوار؟
- طبعا هناك جلسة. لا اتصور انه سينتهي في 28 نيسان. سيتم البحث في موضوعي رئاسة الجمهورية ايا تكن نتيجة هذا الملف، وسيفتحون ملف سلاح المقاومة. وحتى لو كانت نتيجة ملف الرئاسة سلبا فأطراف الحوار تريد البحث في سلاح المقاومة، لذلك اعتقد ان الجلسات ستستمر. وهذا الموضوع شائك ويحتاج الى اكثر من جلسة ولا اتصور ان مؤتمر الحوار سينتهي في 28 نيسان.
- لنعد الى السؤال، هناك مجموعة شخصيات لا تعرفها، هل تكوّن لديك انطباع اولي عن الصورة المفترضة والصورة الحقيقية عن كل شخص، مثلا سمير جعجع لا تعرفه سابقا ولم تلتقيا او العماد ميشال عون ربما التقيتما مرة واحدة، حتى سعد الحريري او بطرس حرب فضلا عن ايلي سكاف او ميشال المر؟
- لنتحدث اولا بالجملة ثم بالمفرق. كل الجالسين الى الطاولة كانوا حريصين على التعاطي مع الحوار منذ البداية بإيجابية مع الموضوعات، ولم يكن من تعاط سلبي والحديث كان هادئا، يعني لم يكن هناك من يرفع صوته او يقاتل او يطرق على الطاولة، ممكن ان احدا قال لجماعته خارج الجلسة انه كان يدق على الطاولة او انه رفع صوته، لكن هذا لم يحصل حتى في الملفات الحساسة والصعبة كان الكل هادئا ومتماسكا. ربما الجلسة الوحيدة التي حصل فيها قليل من التوتر هي جلسة الاثنين عندما قصف "وليد بيك" الحوار من اميركا.
-لنبدا من سمير جعجع...
- صعب ان نحكم على الاشخاص. لا اقول انني استطيع تقييم الاشخاص بناء لمعطى جلوسي معهم اياما او ساعات، ولكن هناك تفاوت بين شخص وآخر.
مثلا جنبلاط مثل خطاباته يحكي قليلا لكنه يكثف الموقف ويحسم، وقد تناول من اول يوم في اربع او خمس دقائق ما يريده وحسم الموضوع (قالها ضاحكا). جاء ليقول انه في التحقيق معروف من قتل الرئيس الحريري ونريد محكمة دولية تحاكم القتلة، في الرئاسة يجب ان يذهب اميل لحود وينتخب مجلس النواب رئيسا جديدا، الفلسطينيون يجب ان يسلموا سلاحهم، المقاومة انتهت ومزارع شبعا ليست لبنانية، بيننا وبين السوريين حرب قائمة، و"يعطيكم العافية، خلصت". قال كل هذا ربما في ثلاث دقائق. كان حاسما وأعطى مواقف ولم يعط استدلالات وخلفيات او معطيات للموقف. حتى في النقاط التي اجمعنا عليها شعرت انه يُجمع معنا غصبا عنه، وكان واضحا من جو الحوار انه لا يريد النقاش في بعض المواضيع.
سمير جعجع كان يفسر ويستدل ويناقش وقدم نفسه كإنسان محاور، كان يصغي ويسجل ملاحظات، وكان في بعض المفاصل يحاول ان يكون منصفاً. فيما بعض الاخوة الآخرين سكتوا حول الخلاف مع وليد جنبلاط. ولقد طلبت رفع الجلسة، ويمكن ان ننتظر لان ما قام به يزعجنا ويوترنا ويوتر قواعدنا وإذا اردنا الرد عليه نوتر البلد، فاقترحت رفع الجلسة لحين عودته، وهنا قال جعجع: معكم حق ان تتوتروا وتغضبوا، وإذا أراد حزب الله ان يرد معه حق، ونتمنى الا تتعاطوا معنا كأننا فريق واحد، صحيح اننا حلفاء لكن لكل منا طريقته وموقعه، ومعه حق السيد ان الحوار لا يمكن ان يكمل بهذه الطريقة، لكن يجب مراعاة الانعكاس الخارجي. وقد اعتبرت كلام جعجع منصفا بينما اعتبر آخرون ان كلام جنبلاط عادي ولا يحتمل ما حملناه ولامنا على تصرفنا.
العماد عون كان واضحا، لكنه لم يقدم مطالعات طويلة. لكن مطالعاته القصيرة لم تحمل تفسيرات وليست حمّالة أوجه، هو واضح جدا. مثلا موضوع مزارع شبعا، قال: إذا اردتم خريطة انا اعمل لكم مئة خريطة. لا علاقة للخريطة بالموضوع، ولا لزوم لكل هذا البحث، انا كنت قائد سرية في مرجعيون ومشيت هذه الارض على قدميّ وكانت خاضعة للسيادة اللبنانية ولا احتاج الى دليل. انتهى الموضوع عنده. ولا يحتاج الى جدل طويل حول سند ملكية او الفرق بين الملكية و السيادة، هو عايش هذا الموضوع واعتبره امرا محسوما.
في بعض النقاط الاخرى كان عون شجاعا جدا. وقد عبر عن موقف بجملة واحدة انا اعتبرت انها تحتاج الى محاضرات طويلة. فعندما عرضنا في اليومين الاولين موضوع المقاومة وشرحت مطولا هذا الامر تاريخيا، وتكلمت عن أدائها خلال التحرير وبعده وعن أدائها وضوابطها والتزامها وقضيتها. وإني احترم هواجس البعض ان كانت موجودة مع اني لا اعتقد انها ضرورية. وقال جعجع إن لديه مخاوف من هذا السلاح، فقال العماد عون هنا: "ليس ردا على احد، لكن انا ومن امثل وبفعل التجربة اقول نحن لا خوف لدينا من سلاح حزب الله". هذه الجملة المختصرة كانت قيمتها الوطنية والنفسية عالية جدا، بالنسبة لي. واستدل بما حصل وقت الهجوم عليه ايام الحرب ان بعض السرايا في الجيش تمت تصفيتها، بينما السرية التي دخلت الى الضاحية الجنوبية لم تطلق عليها النار وتم الحفاظ على ارواح افرادها وحتى سلاحها وعادوا الى مراكزهم، وسمى اسماء الضباط.
- من كان خصمك الرئيسي في طاولة لحوار؟
- لا استطيع ان اقول خصما على طاولة الحوار، بل اكثر طرف كان معنيا في مناقشة الافكار التي طرحناها هو سمير جعجع ووليد جنبلاط. الشيخ سعد (الحريري) ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة أخذا موقعا مختلفا ليس كفريقين، بل طبيعة الموقع السياسي وطبيعة الحوار الثنائي بيننا وبين تيار المستقبل والتعاون الذي لم يسقط، مع ان جنبلاط اعلن موت التحالف الرباعي، لكن اعلان موته لا يعني انتهاء العلاقة بين حزب الله و"حركة امل" او بين الحزب وتيار المستقبل، لذلك فمقاربة الحريري والسنيورة للموضوعات كانت مختلفة قليلا وليست متطابقة مئة في المئة. ممكن في الكليات او في الاستنتاجات النهائية ان يكونا فريقا واحدا.
بشكل عام كان واضحا الانسجام في الطروحات بين الرئيس بري والعماد عون والرئيس ميشال المر والنائب ايلي سكاف وأنا. وكان واضحا ان الارمن اتخذوا قرارا بعدم الدخول في السجال، لانهم مكوّنون من اتجاهات متعدة وجاؤوا ليحضروا ككتلة. اما النائب غسان تويني فهو رفض ان يصنف نفسه كفريق باعتبار ثقافته وتجربته وتاريخه. وأنا كنت أمازح البعض بالقول ان تويني اذا اراد ان يستشهد بالتاريخ يعود الى ايام بشارة الخوري وما قبله ربما، اي قبل ان اولد... وكان في بعض الموضوعات يتبنى وجهة نظرنا، وفي موضوعات اخرى يتبنى وجهة نظر الآخرين. بينما كان واضحا ان الشيخ سعد والرئيس السنيورة وجعجع ووليد جنبلاط والرئيس امين الجميل والوزير الصفدي والنائب بطرس حرب، كانوا في الأعم الاغلب فريقا منسجما وأن تمايزوا.
أصل الخلاف مع جنبلاط
- بالنسبة لموقف العماد عون وتأييده لسلاح المقاومة، كان يقال انه هو وراء القرار 1559 فأصبح بطل المقاومة بينما اصبح الآخرون متهمين بتسريع تطبيق القرار، فأي عون تصدق؟
- هم لم يصيروا خصومنا نتيجة انهم مجبرون على تطبيق 1559. اولا هم ليسوا مجبرين، ولا احد يقدر ان يجبرهم، ثانيا نحن دخلنا في تحالف سياسي، انتخابيا، مع اننا لم نكتب وثيقة، لكن اذا جمعتم الخطاب السياسي ل"أمل" و"حزب الله" وتيار المستقبل وجنبلاط في موضوعات سياسية مختلفة تعرفون ان هناك اتفاقا عليها. هذه النقاط نوقشت اصلا عند التحالف الرباعي وهناك محاضر جلسات لكن ليس هناك محضر موحد موقع عليه. كان كل من المندوبين ينجز محضرا للجهة التي ينتمي اليها. الخلاف نشأ اثر جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، التي تلت اغتيال المرحوم جبران تويني وإصرارهم على طلب المحكمة الدولية ونحن طلبنا تأجيلها الى الخميس الذي يلي اي ثلاثة ايام فقط. ولم يكن من مشكلة فنحن معا في الحكومة وفي الخطاب السياسي. وإن كان هناك تباين في الخطاب حول سوريا والموقف منها والدعوة الى احتلال سوريا وقلب النظام بينما نحن اصدقاء سوريا وحلفاؤها ونريد علاقات مميزة معها لمصلحة لبنان. كان رد فعلهم قاسيا على موقفنا من المحكمة. وبدأ في اليوم الثاني الهجوم الذي انقلب على كل ما اتفق عليه وتم إنكار اصل وجود تحالف رباعي وليس التحول عن التحالف الرباعي. نحن لم نغير معهم هم غيروا معنا. في الانتخابات تحالفنا معهم وليس مع العماد عون وسبب عدم التحالف كان خلافهم معه، ولسبب سياسي يتعلق بالقرار 1559 ما ادى الى افتراقنا انتخابيا وسياسيا مع عون. الا اننا كنا قد اتخذنا قرارا بعدم القطيعة مع احد حتى مع من نختلف معهم. وحتى اللحظة لم يصدر عن حزب الله برغم كل ما حصل مع جنبلاط والحزب التقدمي اي قرار او اعلان بالقطيعة. وفي آخر مقابلة تلفزيونية سئلت هل انت جاهز للحوار مع جنبلاط فقلت اننا محكومون بالحوار ومهما اختلفنا نعود لنحكي مع بعضنا، لكن جنبلاط سئل عن الموضوع فقال ان الحوار يكون في الحكومة، مع اننا لا انا ولا هو داخل الحكومة. ماشي الحال.
اذاً نحن لا نريد القطيعة مع احد، وإذا لم يحصل تحالف انتخابي مع العماد عون فقرارنا ان لا قطيعة معه فذهبنا الى الحوار معه. والحوار لم يؤد الى انقلاب في الموقف بيننا وبين عون، بمعنى ان الحوار معه لم يكن لخلافنا مع جنبلاط، نحن بقينا بعد الانتخابات، وقبل اي خلاف مع جنبلاط بدأنا الحوار مع عون وشكلنا لجنة اجرت نقاشات لستة اشهر الى ان خرجت ورقة التفاهم بيننا بعد نقاش طويل. نحن قدمنا تنازلات، صحيح، وقام البعض يعتب علينا. وهم قدموا تنازلات وقام البعض يزايد عليهم في الساحة المسيحية. حاولنا ان نقترب فاقتربنا من بعضنا والعماد عون يقول انه صحيح كان وراء القرار 1559، وإن هدفه كان إخراج سوريا من لبنان وقد تحقق الهدف، وفي موضوع سلاح المقاومة انا حاضر للنقاش والحوار، والحوار الذي قام بيننا انجز نوعا من التفهم. لذلك حتى هذه اللحظة لم يلتزم العماد عون ببقاء سلاح المقاومة، حتى نقول ماذا تغير عند العماد عون. كان يكفينا من العماد عون مثلما كان يكفينا من سواه. ان موضوع المقاومة خاضع للنقاش ضمن اي إطار؟ هل ضمن 1559 أم ضمن ان هناك هدفا هو حماية لبنان ووضع استراتيجية للدفاع الوطني، هو قبل ان يناقش الموضوع ضمن استراتيجية الدفاع الوطني. وأنا وصلني حقي.
لا إجماع على ترسيم الحدود
- قلت في خطابك الاخير أن لا إجماع على ترسيم الحدود في مزارع شبعا بينما في ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر تكلمتم عن ترسيم الحدود، فهل تتراجع الآن عما اتفق عليه في الحوار؟
- لنأخذ النصوص بدقة. في ورقة التفاهم مكتوب ترسيم الحدود بين البلدين بعيدا عن اجواء التشنج وبالاتفاق بين حكومتي البلدين (لبنان وسوريا). ما يعني هذا؟ يعني ان الترسيم ليس الآن. لا خلاف على المبدأ بل يعني توفير مناخ ايجابي اولا، ثم ان تتفق الحكومتان اين يبدأ الترسيم وأين ينتهي. هذا الامر لا تراجع عنه.
- هذا الكلام يعني ان هناك سببا مبدئيا يمنع ترسيم الحدود؟
- انا اتكلم عن موضوع ترسيم المزارع. اما في الشمال والبقاع فلا مشكلة. جاؤوا الى طاولة الى الحوار للحديث عن ترسيم الحدود فوافقنا على ترسيمها في الشمال والبقاع من الآن وقلنا ليحصل لقاء ثنائي لبناني - سوري ويتم ترسيم الحدود في الشمال والبقاع اما في الجنوب فلا يجوز ان يتم ترسيم الحدود تحت الاحتلال، بعد خروج الاسرائيلي من مزارع شبعا يتم الترسيم. ولكن ما اتكلم عنه هو القول بأن هناك اجماعا على ترسيم الحدود في مزارع شبعا، فقلنا لهم: هناك صيغتان اذا اردتم قرارا بالاجماع، الصيغة الاولى هي التي وردت في نص التفاهم، اي نحن نقبل القول: أجمع المتحاورون على ترسيم الحدود بين البلدين بعيدا عن اجواء التشنج وضمن اتفاق حكومتي البلدين. قالوا لا نقبل لان هذا الترسيم هو من اربعين سنة. قلنا إذاً لنقل يحصل الترسيم في الشمال والبقاع من الآن وترسيم الحدود في مزارع شبعا بعد تحريرها. قالوا لا نقبل. فقلنا ايضا نحن لا نقبل ترسيم الحدود في مزارع شبعا طالما أن الاحتلال قائم، والذي حصل في النص الذي تلاه الرئيس بري عن العلاقات اللبنانية السورية هو إزالة البند الذي يقول بترسيم الحدود.
لذلك اقول إن ما تم الاجماع عليه هو ما تلا نصوصه الرئيس بري، وما لم يعلنه الرئيس بري شخصيا لم يتم الاجماع عليه، ولا يزال موضع نقاش، إذاً نقطة الخلاف هي ترسيم الحدود في مزارع شبعا وليس كل الحدود.
- استخدمتم كلمة تحديد الحدود؟
- لذلك خرجت المعالجة انه لا يمكن تثبيت لبنانية مزارع شبعا من دون ترسيم الحدود كما قال الاخوة في الحوار. لذلك تحدثت انا في عبارة التحديد وقلت: هناك مرحلتان نقول ان منطقة المزارع لبنانية ويقول معنا السوري انها لبنانية، وتاريخيا معروف لمن كل مزرعة. والترسيم يتم لاحقا بعد التحرير، على الارض بتحديد كل بقعة. الشريط الحدودي عموما كان محددا، والعميد امين حطيط (الذي اشرف على تحديد الخط الازرق) والفريق الذي أتى من الامم المتحدة والاقمار الاصطناعية والخرائط قاموا بالترسيم بناء على الوثائق المتوافرة وبقوا اشهرا لانجاز العمل. وهناك مواقع اسرائيلية تم اخلاؤها وتراجعوا الى الخلف، وحاليا توجد مواقع اسرائيلية تمر الحدود عند سواترها. لذلك نحن رأينا انه في ظل الاحتلال لا امكانية للترسيم.
نثق بعون ...وجنبلاط أطاح تحالفا عمره 23 سنة
- لكن مسار ميشال عون من المنفى ومن ثم العودة حيث ادعى أبوة القرار 1559، واليوم هو في تحالف مع حزب الله وتخلى عن القرار ولا ذكر له في التفاهم معكم، وكان يعتبر مزارع شبعا سورية فهل تثق بميشال عون؟
- كلام عون سابق للتفاهم.
- لكنك اعلنت ترشيحك لعون؟
- لا. قلت اننا لم نرشح احدا. وشرحت لماذا لم نرشح أحدا، لكن ليس معنى هذا اننا لا نثق بأحد او لا نؤيد أحدا او لا ندعم احدا، لهذا الامر علاقة بأدائنا وموقفنا وطريقتنا في التعاطي مع الملف الرئاسي. وأعتقد ان الحوار بيننا قربنا كثيرا وخلق علاقة ثقة وهذه يمكن ان تكبر وتتطور. وأعتقد ان الحالة القائمة هي حالة ثقة متبادلة. طبعا التجربة والايام والحوار والتلاقي على مجموعة مواقف مستقبلا ستقوي وتعزز هذه الثقة بلا شك. اما ان يكون لاحدهم موقف قبل سنة او قبل اشهر ثم نتيجة لحوار ما وليس نتيجة صدمة او غضب من موقف، يغير موقفه، قد يقول قائل كيف تقبل من العماد عون ان يغير او يطور افكاره او يسكت عن افكار كان يتبناها وأعاد النظر فيها، وتعتب على وليد جنبلاط، اقول نعم، لان الذي حصل بيننا وبين العماد عون نتيجة حوار ستة اشهر وطمأنة متبادلة أدت الى تطور في الموقف وإن كان لم يذهب في ورقة التفاهم الى الآخر، يعني في ورقة التفاهم لا توجد (اشارة الى) القدس وفلسطين ولا الى إيران، فهل أكون تخليت عنهم، لم نصل الى هذه الموضوعات. ربما لاحقا. لكن في ورقة التفاهم اعتقد اننا انجزنا شيئا ووجدنا قاسما مشتركا. فحتى تطور موقف العماد عون احتجنا الى ستة اشهر، لكن "وليد بيك" وفي ليلة "ما فيها ضو قمر" طيّر كل ما بيننا وبينه ليس في سنة بل في 23 سنة. فمنذ العام 1982 ليس هناك مشكل بيننا وبين الحزب التقدمي الاشتراكي وبيننا وبين جنبلاط. كنا تعتقد اننا ننتمي الى خط سياسي واحد وإلى مدرسة سياسية واحدة تقريبا. ولم يحصل يوما قتال او سجال مع الحزب التقدمي، كانت العلاقة دائما ممتازة وصولا الى الانتخابات النيابية الاخيرة، وما قبلها، وقبل يوم من انتخابات العام 1996 اتصل بالأخ علي عمار وقال له: "أنا متحالف معكم، لكن "انا مزنوق" اتصل بي ابو حازم (العماد حكمت الشهابي) وقال لي لا تستطيع ان تكمل مع الجماعة ويجب ان "تطلع منهم" "فأنا سأطلع منكم لا تؤاخذوني انا أحبكم". فخرجنا من الموضوع قبل ثلاثة ايام من الانتخابات، ومع ذلك لم يحصل مشكل مع جنبلاط وتفهمنا موقفه انه "مزنوق" ومضغوط عليه، لكن حصل المشكل في جلسة مجلس الوزراء حول المحكمة الدولية. وأنا اسأل "وليد بيك" ما هو المشكل او الغلط الذي قام به حزب الله بحقه حتى يطيح ب23 سنة، ويضعنا في مواجهة ونحن ساكتون، لذلك ما قام به جنبلاط غير مقبول ولا مبرر، بينما كنا متباعدين مع العماد عون في مسار سياسي طويل وكان كل واحد في موقع. غير اننا نحاول ان نحكي مع كل اللبنانيين وقلت منذ انتهاء الانتخابات إننا طوينا الماضي ولا مشكلة لدينا مع احد ولا فيتو على الاتصال بأحد او الحوار مع احد بمن فيهم "القوات اللبنانية" مع ان هذا الموضوع كان فيه حساسية كبيرة مع قواعدنا الشعبية فتم تجاوزه وقبوله. تجاوب عون فتفاهمنا. ما المشكلة في الموضوع؟ فلا العماد عون جاء الينا ولا نحن ذهبنا اليه. نحن سرنا في اتجاه بعضنا ووصلنا الى عشرة بنود اساسية تفاهمنا عليها.
- ما هو سبب التحول عند جنبلاط في السياسة برأيك وكيف تقرأ هذا التحول؟
- يبدو انه اتخذ قرارا بأن يكون شريكا مع اي موقع في العالم ولا اعرف من، اميركا او فرنسا او الداخل السوري او الخارج السوري والمعارضات. لا اعرف من. هو من يقول، وليس أنا، إنه يريد إسقاط النظام السوري. وحزب الله لم يمش معه في هذا المشروع.
- هل صار التحول بعد اغتيال الرئيس الحريري؟
- يمكن قبل، من فترة، نحن غير مقتنعين بهذا المشروع ولا في انه لمصلحة لبنان ولا لمصلحة المنطقة. هو حر في رأيه. يوم تحالفت معه في الانتخابات النيابية لم اشترط عليه تغيير خطابه السياسي تجاه سوريا وهو لم يضع علي شرطا، ولكن هو مشى ويبدو انه كان يريد مني ان امشي معه، مضت الشهور. ربما كان يراهن في مرحلة على التحقيق الدولي وأن سوريا لن ترسل ضباطها الى التحقيق فيجتمع مجلس الامن ويتخذ إجراءات بحق سوريا، لكن حصلت التسوية ولم ترسل سوريا ضباطها إلى المونتيفردي. وفي رأيي الشخصي إذا أردت أن أؤرخ للتوتر الجنبلاطي المعاصر، فهو بدأ من هذه اللحظة بالتحديد، فما علاقتي أنا بهذا الموضوع؟
- لكن المحكمة ستشكل؟
- لا شغل لي أنا في المحكمة، أنا أحدد خلفية المواقف، وهنا ولد المشكل، وهنا خلفية التوتر لدى جنبلاط بعد جلسة مجلس الوزراء. لكنه قال ان مشكلته مع حزب الله هي سوريا. وهذا صحيح والمشكلة بيننا وبينه هي سوريا. لكن إذا اختلفنا على سوريا، فهل لا تعود مزارع شبعا لبنانية في ليلة واحدة، ولم تعد اسرائيل عدوا، والعملاء صاروا شهداء، وسلاح المقاومة بعد ان كان عند جنبلاط ضمانة للبنان وضمانة لاستعادة القدس، كما قال إن سلاح المقاومة ضمانة لعروبة لبنان وهذا الامر ليس موجودا في أدبياتنا ثم ذهب بعيدا واعتبره سلاح غدر وسلاح خيانة وسلاحا خارج الشرعية. هذا غير مسموح، كيف ينقلب على افكاره بسبب خلافي معه على سوريا؟
- هو يعتبر انكم أداة بيد سوريا وأنه لولا موقفكم لما بقي الرئيس اميل لحود، وأنكم تعرقلون اي خطوة تتخذها الاكثرية؟
- هذا غير صحيح. ليعتقدوا ما يريدون.
- بماذا ترد؟
- اتركوا ردي أنا. قبل أيام قال إنه يعتقد ان النظام في سوريا يستهدف السيد حسن لأننا على طاولة الحوار قبلنا بأمور عديدة لا يريدها النظام السوري، وهذا ما يضعه في دائرة الخطر. لذلك، على جنبلاط ان يحسم أمره إذا ما كنت انا أداة سورية أم هدفا، هل أنا فريق سوري أم موضوع على لائحة الاغتيال. إذا حسم هو خياره أعرف عندها على ماذا أجيب...
- ولماذا اعتبرت سمير القنطار "حجة درزية" كما جاء في خطابك الأخير؟
- لا، أنا قلت إن وجوده في المعتقل، بخطابه وثباته وصموده في المعتقل هو حجة عربية. بدأنا من العرب لأن هناك كثيرا من العرب قد غيروا خطابهم. هو أيضا حجة وطنية وحجة لبنانية وأيضا على المستوى الدرزي...
- وقلت ايضا بتعبير الطوائف انه حجة درزية وهذا فيه غمز واضح وعلني على وليد جنبلاط. فهل تعتبر هذا الكلام في الوسط الدرزي يعزز التعاطف مع القنطار أم يشد العصب مع جنبلاط؟
- هل قرأتم كل رسائل سمير... لقد قال أكثر مما قلت أنا، سمير واضح جدا. ونحن اتُهِمْنا بأننا من كتب له البيان الأخير الذي تكلم فيه عن "أبو رغال" رغم انني عندما سمعته لم أفهم عمن يتكلم إلا بعد أن وضّحتم انتم في "السفير" من هو أبو رغال. في النهاية سمير ذهب أبعد بكثير من إشارتي في يوم ذكراه قبل ايام. وهي بالتالي لا تضر بموقعه...
- لكنها تشكل انتقاصا من سمير القنطار نفسه لأنها تجعل منه "مناضلاً درزياً"
- لماذا تقتطعون من الكلام. قلت (حجة) عربية وطنية ولبنانية وأيضا درزية.
- لكن كان في امكانك ان لا تصل الى هذا الحد وأنت تتكلم عادة في الخطوط العريضة...
- أنتم تحشروني قليلا الآن... من يسمع خطاب وليد جنبلاط ويراقب ردود الفعل عليه في العالم العربي... لندع جانباً ماذا يقال في لبنان، أنا اقرأ جيدا استطلاعات الرأي لأن ما يهمني ليس ما يقول مجموع اللبنانيين، بل أدقق في ما تقوله الطوائف. الشيعة والسنة والدروز والمسيحيون ماذا يقولون، ما هي أجوبتهم؟ هل يقول هذا الشاب او هذه الصبية قناعتهما ام يرددان ما تقوله الزعامات السياسية. هكذا يمكن تمييز الأجوبة، ما يهم هو معرفة كيف يرون في العالم العربي ما يقوله وليد جنبلاط. أذا لم يظهر صوت درزي ثان يتكلم باسم العروبة وباسم المقاومة والعداء لإسرائيل وعن المعتقلين والمجاهدين والشهداء، فسوف تحمل الطائفة الدرزية في الحاضر والمستقبل والماضي تبعات المواقف الحديثة لجنبلاط.
- سلاح المقاومة هو الاسم الرمزي لمعركة تتعلق بموقع الشيعة في الدولة، يعني ان المشكلة ليست بعدد الصواريخ الموجودة او القذائف بل كيف يمكن الحفاظ على موقع الشيعة في الدولة بعد الانسحاب السوري؟.
- هذا ادعاء، فليأتونا بالأدلة. هل المطلوب أن أجيب على كل تهمة تطلق جزافاً، هذا السلاح عمره ثلاث وعشرون سنة أين استخدمته لهدف من هذا النوع أو لهدف مشابه...
- في إقليم التفاح وفي الضاحية؟.
- لتعزيز وضع الشيعة في الدولة؟ قلت يوما إن هذا السلاح لم يستخدم في الداخل ولم تُستهدف فيه أي طائفة أو أي طرف، ولكن للأسف الشديد لم يستخدم إلا في المشكلة بيننا وبين إخواننا في حركة "أمل" والتي كان لها ظروفها الخاصة. وليس مفيداً الآن الكلام على هذا الملف لأنه، في الحد الأدنى، كنا ومن وجهة نظرنا ندافع عن وجودنا. وهناك رؤية عند الإخوان في "أمل" حول تلك المعركة. ونحن نعتبر انها مرحلة مؤسفة جداً لا نريد العودة اليها. وهذا لا علاقة له بموقع الشيعة في الدولة ولا يستهدف أي طائفة بل الشيعة في ما بينهم...
- كيف؟ قامت قيامتكم على من حاول أن...
- الضمانة في من يحمل هذا السلاح، وهذا السلاح هو اليوم في يد "حزب الله" والمرحلة التي تتكلمون عنها حصلت في النصف الثاني من الثمانينيات، في 1989، بعدها جاء "اتفاق الطائف" وهدأ البلد. فمنذ عام 1989 ولغاية اليوم قولوا لي أين أخطأ هذا السلاح، بمعزل عن الاستثناء الإشكال بين "أمل" "وحزب الله" والذي كان له ظروفه ولا أحب ان أناقش فيه.
- ولكن هناك كثيرون يعتبرون انه مرت فترة في الجنوب لم يكن هناك دولة، سلاحكم كان يغيّب الدولة وليس العكس؟.
- نحن لم نمارس السلطة لا في الجنوب ولا في الضاحية الجنوبية من بيروت ولا في بعلبك الهرمل ولا في البقاع الغربي ولا في أي مكان كان لنا فيه نفوذ لا سابقاً ولا حالياً. اذا ذهبت اليوم الى الشريط الحدودي، في القرى الأمامية هناك وجود لقوى الأمن ولمخابرات الجيش ولا وجود للواء العاشر صحيح... في كل البلدات اذا اختلفت عائلتان أو اختلف اناس على عقار او على دين هل يأتون ويراجعوننا؟ نحن لا نقبل. وقد تكرس وجود مخافر للدولة وقضاء الدولة وسلطة الدولة هي المبسوطة. هناك من يقول إن سلطة الدولة غير مبسوطة على كامل الأراضي اللبنانية، كما يقول لارسن (الموفد الخاص للأمين العام للامم المتحدة المكلف الاشراف على تطبيق القرار 1559).
- إذا انتخب أمين عام آخر هل يبقى هذا هو موقف "حزب الله"؟
- هذا له علاقة بتركيبة الحزب، الفرق بينه وبين القوى السياسية الأخرى ان الأمين العام ليس زعيماً، وليس قائداً
...
- لكنك زعيم في لبنان...
- قد أكون في لبنان زعيماً ولكن في الحزب لست زعيماً.
- لكنك قلت أكثر من مرة انك تشكل ضمانة، و"الشباب" يقولون لك لماذا تشارك وتتنازل وتجلس على طاولة الحوار؟ فإذا لا سمح الله... ما هي الضمانة؟
- أولاً، كلامي عن التركيبة هو جزء من الجواب. ما أقوم به داخل "حزب الله" ليس لأنني زعيم، فلست قادماً من عائلة علماء بالمعنى الديني ولا من عائلة سياسية. أنا في الحزب بدأت فرداً، عضواً عادياً، وتدرجت على مدى ثلاثة وعشرين عاماً. ما يجري في الحزب من تطور هو نتيجة قناعة جماعية، قناعة الهيئات القيادية والكوادر في "الحزب" مماشاة الأرض. أنا لا أمشي خطوة ولا القيادة في الحزب تمشي خطوة أكثر مما تطيق ثقافة واستيعاب ومشاعر وعواطف كوادرنا وقواعدنا...
- ولكنكم تجاوزتموها في حالات معينة كالانتخابات والحوار؟.
- لكن كنا نفتح نقاشاً طويلاً عريضاً نحن والشباب لساعات وساعات كي نصل الى نتائج، خصوصاً في المسائل الحساسة. نحن نتعاطى معهم من باب القناعة، وهذا سبب الانضباط في الحزب وليس الصرامة التنظيمية. وحدة القناعة ووحدة التواصل الثقافي والفكري والروحي والسياسي بين القواعد والقيادة. لذلك، أكون أنا أو يكون غيري، ما أقوله اليوم يقوله كل الحزب، ولا يقوله كل الحزب لأني أقوله أنا وتلك هي نتيجة حوارات داخلية، وأحيانا تسبقنا القواعد. سأعطي مثلا حول ما يرد في استطلاعات الرأي ان الشيعة قالوا كذا والسنة كذا، فإن جزءاً كبيراً من هذه القاعدة الشيعة هم "حزب الله". نحن لم نقل يوماً من نرشح لرئاسة الجمهورية ولكن 80 في المئة من الشيعة أعطوا العماد عون أكثر مما تعطيه قاعدته المسيحية. هذا يعني ان ارضنا أمامنا. القواعد تواكب الحزب ونظام الأولويات واضح لديها. طبعاً، على المستوى القواعد هناك عنصر له علاقة بردة الفعل ليس كله فكر وتسييس، وجزء منه عواطف وردات فعل. لذلك، أقول الضمانة "حزب الله" وليس أنا. أنا لم استخدم يوماً عبارة أنا ضمانة في كل الحوارات الداخلية أوالعلنية...
- قيل لي، وتجاوزتهم، وأقنعنا الشباب، وبصعوبة و...
- هذا في مفاصل معينة لا علاقة له بالضمانة. عندما أقف مثلاً وأقول نحن نرفض بأي شكل من الاشكال العودة الى الحرب الأهلية، هل هذا رأي شخصي؟ هذه قناعة الحزب من رأسه الى أخمص قدميه، من الكبير الى الصغير. سواء كنت أميناً عاماً أو غير أمين عام، هذا الموضوع لن يتغير. لذلك عندما قتلنا في عام 1993 على الطرقات تحت جسر المطار، أي تنظيم حديدي كان يمكن ان يوقف ردات الفعل؟ هناك مبالغة في ذلك، كيف ممكن لقيادة ان "تلم" شارعاً غاضباً وقع فيه عشرة شهداء، بينهم اثنتان من الأخوات وخمسون جريحاً في الرأس والصدر، تُلزم الشباب ان ينسحبوا... هل هذا تنظيم حديدي، كان هناك جمهور في التظاهرة وليس ناس منظمين فقط. ثقافتنا كانت دائماً الصلح والمعالجة، وخطابنا اليد الممدودة والمصالحة ورفض الانجرار الى قتال داخلي حتى عندما قُتلنا... كان في إمكاننا ان ننتقم ممن قتلنا مباشرة. لم نكن جبناء ولا ضعفاء وكانت سوريا في لبنان. من كان في الشارع؟ عناصر وضباط جيش وقوى أمن، ولكن أين كان سيصبح البلد؟
- في معرض كلامك عن الاشتباكات مع "أمل" قلت انكم كنتم تدافعون عن وجودكم، ماذا لو كان وجود المقاومة مهدداً والسلاح اليوم في أيديكم ماذا كنتم تفعلون؟
- مهدد ممن؟ إذا أراد أحد الاعتداء علينا...
- أنت قلت سنقطع رأسه وننزع روحه، هذه الكلمات مخيفة...؟
- هذا الكلام لا يقصد به أحد في الداخل، لا يوجد أحد في لبنان يقول نريد ان ننزع سلاح المقاومة بالقوة.
- حتى الآن... ؟
- حتى الآن، وأنا أعتقد أيضا في المستقبل. لماذا لا يريدون؟ يجب ان نسألهم. هل هي قيم اخلاقية أو وطنية أو عجز أو ضعف أو خشية من حرب أهلية. لا أعرف، ولكن نحن نعتقد انه لا يوجد في الداخل من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة. ولذلك هذا الخطاب ليس موجها الى أحد في الداخل. إنه موجه في الدرجة الأولى الى الأميركيين والإسرائيليين، وأكثر من جهة راجعتني وفي محادثات داخلية قلت إنه موجه للأميركيين والإسرائيليين. اذا ارادوا المجيء لنزع هذا السلاح بالقوة فليتفضلوا ولا ضرورة لتكليف أحد، ونحن سنقاتلهم. نعم، استخدمت هذا التعبير. وإذا سمحتم هذا التعبير له علاقة بالحرب، فنحن نتعرض لحرب ومن حقي استخدام جزء من الحرب التي هي الحرب النفسية. وأعرف ما هو تأثير هذا التعبير عند الأميركي والإسرائيلي الذي يفكر ربما بالقدوم لعمل عسكري من هذا النوع.
- وقد فهمت...؟
- يعني، ليس بالضرورة عندما تكتبون في الجريدة ان تشرحوا ان هذا يعني قطع الأيدي والأرجل و...
- هل تخشى ان يقوم طرف لبناني بذريعة الخوف منكم ان يلجأ الى السلاح والتسلح، خصوصا انكم متهمون بتوزيع السلاح وتدريب عناصر؟
- نحن لا نوزع سلاحاً ولا ندرب قوى سياسية لبنانية. ونعلم مدى حساسية هذا الموضوع ونحن حذرون جداً. وبمعزل عن قناعتنا بعدم صوابية هذا الأمر، لا يمكن ان نرتكب خطأ من هذا النوع.
لدينا مشكلتان: الخوف من الإسرائيلي على البلد، وخوف بعض اللبنانيين من سلاح المقاومة. هناك خوفان، ويجب ان نرى كيفية معالجتهما. للرئيس سليم الحص نص جميل "القضية والمشكلة". أنا لا أضحي بالقضية بسبب المشكلة. لا وجود في الجنوب اليوم لسلاح ظاهر. التقيتُ مع احد المسؤولين عن مجموعة من الكهنة جالت مؤخراً في الجنوب، سألته اذا رأوا مسدساً او كلاشنيكوف او جهاز لاسلكي فقال إنه لم ير شيئا وشكرنا...
- إنك تقول إن هذا السلاح سيبقى الى الأبد اذا بقيت اسرائيل. بالتالي السلاح باق والصراع مفتوح وسلاح المقاومة باق الى الأبد، لماذا إذن النقاش في الموضوع؟
- أنا اتكلم عن موضوع الحماية. وأنا حقيقة لا أناور، اذا تم وضع صيغة تضمن الدفاع عن اللبنانيين وإذا أردتم أن أتكلم مناطقياً فلا مشكلة صيغة تضمن الأمن لأهل الجنوب لأنه صحيح إن كل لبنان يتألم ولكن هناك ناس يتألمون أكثر. هناك أناس يقع القصف قربهم وأناس يقع القصف عليهم. المشكلة ليست في أن يبقى أو لا يبقى السلاح. القضية هي ان الجنوب لم ينعم منذ عام 1948 لا بسلام ولا بأمن. ولغاية منتصف الستينيات لم يكن هناك مقاومة فلسطينية او منظمات فلسطينية كي يعزو السبب الى الفلسطينيين. البعض اعتبر يومها ان اسرائيل لم تخرق "اتفاق الهدنة" ونحن استدلينا من وثائق جريدة "السفير" من العام 48 الى العام 64 على اعتداءات ومجازر إسرائيلية من طرف واحد واستخدمناها في الحوار. بإمكانكم ان تسألوا عن الاسباب، هل لأن أهل الجنوب يحبون "حزب الله" ولذلك هم متمسكون بالمقاومة؟ هذا تبسيط للموضوع، أهل الجنوب متمسكون لأنه منذ 2000 يشهدون امناً واستقراراً. هناك في القرى الأمامية ورغم الفقر والتعتير، بناء لبيوت وفيلات وقصور وهذا بفضل أموال المغتربين عموما. أنا شاهدت ذلك بعيني ولم يخبرني أحد، في احدى الجولات التي قمت بها هناك فيلات تبنى على الشريط الشائك. وفي منتصف الليل يتجول الناس على طريق الزفت الملاصق للشريط الشائك، تتجول بين القرى لا تخاف من كمين او عبوة ولا من خطف. ما هو السبب؟ اسألوا الجنوبيين.
- لكن الوضع اليوم ليس كذلك. أنت قلت إن هناك سكينة وطمأنينة ومجال لإعطاء بناء مشروع الدولة فرصة؟.
- ومن الذي يمنع الدولة من بناء نفسها؟ سلاح حزب الله الموجود في الجنوب والمخفي، اين يشكل عائقاً امام بناء مشروع الدولة.
- بوجود مرجعيته الأمنية والعسكرية خارج إطار الدولة؟.
- حتى الآن ما الذي أضر السلاح بالمصالح الوطنية اللبنانية؟ في وقت يوجد 200 ملف الدولة غائبة عنها ولا تحرك فيها ساكنا. أنا قلت على طاولة الحوار: البديل عن المقاومة بناء دولة قوية قادرة. إبنِ دولة قوية قادرة وتعال وخذ سلاحي. لكن، وأنت لست قادراً على حماية زعمائك، ولست قادراً على اكتشاف عمليات اغتيال وقتل وقعت في البلد، وتأتي لتقول لي أن سلمني هذا السلاح الذي يعطي السكينة والطمأنينة في جنوب لبنان وهيّا بنا نبني دولة. هذا ليس منطقاً. امّن لي بديلاً وأنا لست عائقاً امام تأمين البديل. مثلاً، هل تريدون جيشاً يحمي البلد؟ إصنعوا جيشاً قوياً. هل أنا من يمنعهم من هذا؟
- عندما تدخل المقاومة إلى الجيش يصير هذا قوياً؟
- كم عدد عناصر المقاومة؟ كم شاب. عندما يدخلون إلى الجيش يصيرون مثل اي لواء في الجيش اللبناني. ميزة المقاومة أنها شعبية وأن عناصرها من أولاد الضيع والأرض وأن وجودها ليس في ثكنة وليس كلاسيكياً وليس لواء وليس دبابة فوق الأرض. إصنعوا جيشاً قوياً بسلاح جو وصواريخ أرض جو وقوة بحرية وقدرة عالية جداً على الدفاع واطلب مني بعدها تسليم السلاح.
- عندك مشكلة مع عقيدة الجيش اللبناني؟
- حالياً لا. لكن في النهاية عقيدة الجيش تابعة لإرادة السلطة السياسية. لا أعرف كيف تكون السلطة السياسية في المستقبل وبالتالي كيف تكون عقيدة الجيش في ظلها.
دعونا نحكي "عسكر". هذا علم ولا علاقة له بلبنان أو غيره. إذا كان هناك جيش قوي في طرف آخر، فكي تحمي نفسك عليك أن تضع جيشاً آخر في مواجهة الأول يوازيه او يفوقه قوة. جيش أضعف من الجيش الأول لا يحمي. هذا من المسلمات. عندما تكون أمام أقوى جيش في المنطقة، وأقوى سلاح جو، في المقابل، أنت مهما ارتقيت بجيشك لن تصل به إلى مصاف ذلك الجيش، حتى لو أدخلنا المقاومة معه، لأنها ستأخذ شكله. لماذا؟ هذا ليس تشكيكاً في عقيدة الجيش الوطنية ولا بقدراته، لكن المنطق العلمي يقول إن الجيش هو كلاسيكي، اي ثكنات ووزارة دفاع وجهاز لوجستي وإدارة وألوية وأفواج. يتواجد في ثكنات وعنده مطارات عسكرية. حتى اذا وصل عديد هذا الجيش إلى 300 ألف عنصر من دون دفاع جوي، يخرج سلاح الجو الإسرائيلي وفي ثلاث ساعات يمسح هذا الجيش. بهذا نحن نضع اولادنا لكي يقتلوا فقط. ونضعهم في الثكنات والدبابات لكي يقتلوا. وترون مشهداً مذهلاً عندما يصعد سلاح الجو الإسرائيلي ويدمر كل هذا. أما المقاومة... هذه عناقيد الغضب، 16 يوماً، لم يوقف الإسرائيلي بسلاح الجو إطلاق صورايخ من جنوب لبنان. عندما تصوب المروحية الاسرائيلية على هدف وتصيبه تكون قد صورته. انا تحديت علناً شمعون بيريز أن يأتي بفيلم واحد عن منصة صورايخ واحدة اصابوها خلال 16 يوماً. عجزوا. لماذا؟ لأنك عندما تحكي عن مقاومة شعبية فأنت تحكي عن قدرة انتشار كبيرة لعدد قليل من المقاتلين على مساحة واسعة، غير منظور وغير ثابت. هو الآن في هذه التلة وغداً في تلة ثانية. يعرف جب البلان والصخرة والمغارة والجبل والوادي والشجرة. يقصف ويهرب. حركته خفيفة. اضع منصة الصورايخ. أقصف وأحملها وأمشي بها بعيداً. يأتي الطيران فيقصف مكاناً فارغاً. كانوا يقصفون مصادر إطلاق النار، لكن حتى يصلوا ويقصفوا، يكون الشباب قد فكوا ومشوا. لا يستطيع الجيش التصرف بهذه الطريقة.
لو خضنا حرب جيوش نظامية مع الجيش الإسرائيلي منذ عام 1982 وحتى اليوم لكان احتل كل لبنان. لكن لأننا خضنا معه حرب عصابات صار التحرير. نقطة اخرى مهمة، هي عن التوازن الذي يشكك فيه بعض اللبنانيين. لنر خريطة فلسطين المحتلة. الجنوب صحراء من دون كثافة سكانية. الوسط مكتظ بالفلسطينيين. وهو شريط ساحلي. المدى الطبيعي الحيوي هو في الشمال، لذا فمصانعهم وزراعتهم وسياحتهم غير الدينية ومطاراتهم وموانئهم وقواعدهم العسكرية الجوية والمخابراتية (الالكترونية) والكثافة السكانية، كلها في الشمال. حسناً. إذا جاء من يقول لهم إنني اضع شمالك هذا في مرمى صواريخي. إذا انت ضربت لبنان، أضرب كل شمالك وأنت تعرف أنني قادر كماً ونوعاً وتكتيكاً. لماذا لن يحسب الف حساب قبل ان يقدم على اي خطوة؟ هذه قوة وضعت مثل هذا التوازن. إجلبوا لي بديلاً.
- هل لديك هم بناء دولة لبنانية؟
- أكيد
- غير المقاومة؟
- أكيد. ولو.
- كيف يمكن المزاوجة بين ضرورة المقاومة وبين أن تبنى دولة في هذا البلد؟
- برأيي ليس هناك تنافياً واي مشكلة في هذا الموضوع. نقدر أن نفترض وأن نفتعل مشكلة لكن ليست هناك مشكلة. اليوم ومع افتراض أن سلاح المقاومة غير موجود، كيف نبني دولة. لديك دستور ومؤسسات دستورية. علينا استكمال المؤسسات الدستورية، رئاسة جمهورية ومجلس نواب ووزراء ومجلس دستوري. هل السلاح في الجنوب عائق أمام المجلس الدستوري؟ ليس عائقاً. السلاح ليس عائقاً امام تشكيل مجلس قضاء أعلى. وليس عائقاً امام قيام سلطة قضائية حقيقية مستقلة في لبنان. يقولون لك إن القضاء لم يكن مسيساً. بلى كان مسيساً. لكنه الآن ليس مسيساً؟ كله قابل للنقاش، لا أريد الإتهام، لا قبل ولا الآن. المطلوب استكمال بناء المؤسسات، اين كان السلاح عائقاً في هذا؟ أين اعطل هذه الأمور في الكلام حتى؟ على العكس، أنا اقول لهم استكملوا بناء المؤسسات. وثانياً نضع قانون إنتخاب عادلاً. المشكلة عندي؟ أنا طرف عندي سلاح. لكن أنا في قانون الإنتخاب الأكثر تعرضاً للغبن في لبنان. لذا إذا اجتمعت القوى السياسية اللبنانية واتفقت على اي شكل من اشكال قانون الإنتخاب، فأنا أعلن من "السفير" إننا سنوقع عليه.
- هل لديك مشكلة إذا كان الأميركيون هم من يساعد في بناء الجيش والقوى الأمنية؟
- هم يفعلون ولم نقل اي كلمة. الوفود الأميركية والفرنسية والاوروبية والعربية "رايحة جايي" إلى اليرزة وتناقش هذه الموضوعات. هل سمعتم إعتراضاً منا؟ أما أن يعجبنا أو لا يعجبنا فهذا بحث آخر. هذا في قلبنا، لكننا لم نعترض. أعطوني مثلاً خلال 23 سنة على قيامنا بإعاقة مشروع بناء الدولة. على العكس. نحن حريصون وفعالون في مشروع بناء الدولة ولسنا حياديين. ليس لا مانع لدي، وأنا لست عائقاً فحسب.
- هل ما زلت تعتبر أن سلاح المقاومة مثل المقاومة مقدس؟
- ما زلت أعتبره كذلك. اين المشكلة؟
- هو غير قابل للنقاش إذاً.
- لا. لا. لا. أنا مستعد للنقاش في وجود الله أو عدمه لعشر ساعات. والله هو قدس الأقداس. ممكن أن نختلف على طبيعة السيد المسيح. هو مقدس عند المسلم والمسيحي. أناقشه. يمكننا أن نناقش في نبوة محمد بن عبد الله ونبوته من اقدس الأقداس. القداسة لا تعني أنها غير قابلة للحوار أو النقاش.
- لكن هذا معناه أن الحوار سيبقيك عند رأيك؟.
- سلاح المقاومة مقدس لكنه وسيلة لغاية. هناك وسائل مقدسة وأهداف مقدسة. الجهاد مقدس لدينا لكنه ليس غاية، إنه وسيلة لهدف. إذا كان هدفي الأرض والمعتقلين. تحررت الأرض وخرج المعتقلون. أقول هدفي الثاني حماية البلد. إذا ما قدمت صيغة حول كيفية حمايته. لماذا أظل متمسكاً بالمقاومة.
- من فوضكم حماية البلد؟
- من فوضنا؟ هل نحن من سيريلانكا؟ نحن من أولاد البلد وجزء اساسي من اهل البلد.
- هناك قلق لدى بعض اللبنانيين من هذا السلاح؟.
- المقاومة تحمي البنية التحتية في لبنان وليس اهل الجنوب فقط. إذا كان هناك قلق لدى بعض اللبنانيين، وأنا في المقابل لدي عنصر قوة وطمأنينة وأمن واستقرار، فسألغيه فقط لان هناك قلقاً؟ ام أحاول البحث عن حل للمشكلة.
- لبنان ليس الجنوب وحده وليس الشمال وحده وليس بيروت وحدها، لبنان صيغة فريدة. ألا يجب معالجة قلق كل اللبنانيين؟
- لأن لبنان صيغة فريدة، تقوم فيه صيغة فيها توزيع أدوار بين المقاومة وبين الدولة، ولأن لبنان فريد، إستطاعت هذه المقاومة أن تنتصر. ولأنه فريد، يجب إيجاد صيغة فريدة لحماية لبنان غير الصيغة التقليدية أي الجيوش والأحلاف ومعاهدات الدفاع المشترك، المعتمدة في الدول.
الصيغة غير التقليدية الإستثنائية هي في وجود جيش ومقاومة تربطهما صيغة ما، وهذا كله قابل عندنا للنقاش. وهذا إلى جانب ذاك، يشكلان قوة حماية للبنان.