ملخص ندوة عن كتاب جمهوريتي لنزار يونس في طرابلس: الديموقراطية التوافقية انقلاب على ميثاق الطائف والحل بتطبيق الدستور
وطنية - استضافت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، ندوة فكرية لمناقشة كتاب جمهوريتي للدكتور نزار يونس، بمشاركة مجلة حوارات وصالون الشمال الثقافي وجمعية بناء الانسان، وفي حضور ممثلين عن القوى السياسية في عاصمة الشمال وحشد من الفاعليات والاكاديميين والمهتمين.
دبوسي
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لمصباح العلي، تحدث رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي مرحبا بالمؤلف الدكتور يونس الاقتصادي والمثقف. وقال: "مررنا بمرحلة غادر كثيرون طرابلس، وحتى نحن الذين بقينا شعرنا انفسنا غرباء في مدينتنا، وهي التي كان الجميع يعيشون فيها بأمان وسلام، وشكلت تجربتنا غنى لكل بيت طرابلسي وشمالي ولبناني".
اضاف: "اللبنانيون، أينما حلوا في العالم يحققون نجاحات باهرة فلماذا لا ننجح في بلدنا، ولماذا لم نقم الجمهورية التي يحلم وينادي بها نزار، ان الشرط الاول لذلك هو ان نؤمن بقوتنا وبقدراتنا وايماننا بذاتنا وبوطننا".
الخير
وقدم المداخلة الاولى الدكتور خالد الخير الذي أثنى على مقاربة الكتاب للازمة في لبنان مركزا على الجانب السياسي، وقال: "ينطلق كتاب جمهوريتي في الرؤية والمشروع من واقع بلد وتجربة عميقة وطويلة في العمل الوطني والسياسي والاقتصادي، وهو يمثل جهدا كبيرا دونت فيه كل خبرات ومعرفة وتجارب المؤلف، وهو كتاب قيم ونفيس يشتمل على برنامج اصلاحي كامل ومتكامل للواقع الراهن في لبنان بأبعاده الثلاثة السياسية والاقتصادية والثقافية".
خليل
ثم تناول الدكتور مالك خليل في مداخلته مقاربة نزار يونس "المواطنة"، معتبرا "ان المؤلف وضع اصبعه على العلة"، مطالبا "باعادة تشكيل مفهوم المواطنة بعيدا عن الولاءات الطائفية التي لا تشرذم لبنان أوطانا، لا استقرار فيها ولا امان".
وقال: "استنتج يونس عن حق ان العلة ليست في المواطن ولا في الوطن، انما هي في نظام المحاصصة الطائفية العصي على الاصلاح، منتج الحروب والازمات".
يونس
الكلمة الاخيرة للمؤلف الدكتور يونس الذي قال: "لم آت الى هنا لأقرأ نصا أو ألقي محاضرة، جئت هنا تلميذا في طرابلس المدينة الاولى في لبنان، فبيروت هي مجموعة قرى، والتغيير لا يخرج الا من المدن".
اضاف: "عدت، بعد ان تفرغت للعمل الوطني، الى المدينة التي اعشقها، الى طرابلس التي عادت الى نفسها، على أمل أن تعود الى ممارسة دورها لان لبنان بحاجة اليها".
وتابع: "الاشكالية التي اطرحها في كتابي هي: هل لدينا ارادة العيش في جمهورية زمنية مدنية ديموقراطية تعيد الكيانات الروحية الى دورها الديني فقط؟ هذا السؤال مطروح منذ القدم. علينا أن نثبت اننا افضل وطن في العالم وأن العالم بحاجة الى هذا المختبر اللبناني في العيش معا. فاذا سقطت التجربة فهذا يعني ان الانسانية ذاهبة الى زوال".
ورأى يونس ان "النظام الطائفي هو الذي أفشل تجربة العيش معا، ولا ذنب للمواطن، كما يزعم البعض لتجهيل الفاعل. النظام هو الذي يقزم المواطن ويهمشه ويجعله مجرد رقم في رعية. هذا النظام عصي على الاصلاح ويجب تغييره، لان النظام الفاسد ينتج دولة فاشلة ذاهبة الى الانحدار".
اضاف: "يقولون نرفض الانقلاب على الطائف والواقع، ان هذه الطبقة السياسية هي التي انقلبت على الميثاق الوطني الذي تضمنه ذلك الاتفاق، عندما كرست البدعة المسماة ديموقراطية توافقية. نحن في المقابل نطالب بتطبيق دستور الطائف، خصوصا ما ورد في المقدمة الميثاقية وفي المادة 95 بضرورة التخلي عن الطائفية".
واوضح "ان اتفاق الطائف نص على ان يشكل رئيس الجمهورية الهيئة الوطنية للحوار من اجل الغاء الطائفية، ولكن ايا من رؤساء ما بعد الطائف لم يبادر ولم يعزم، لذلك آلت الامور الى ما نحن فيه فتفجرت الخلافات والتناقضات داخل هذا النظام المفخخ وأدت الى شلل المؤسسات الدستورية وتعطل البلاد".
وختم يونس: "ان الحوار المطلوب هو حوار النخب والمجتمع المدني داخل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية برئاسة الجمهورية، وليس حوار الطبقة السياسية مع نفسها من اجل ترقيع النظام العصي على الاصلاح، ومن اجل الامعان في المزيد من المحاصصة".