موقع درج

الصراع على الزعامة الشيعيّة في لبنان (1)

 

قبل موسى الصدر لم يكن هناك فاعل سياسيّ اسمه “الطائفة” الشيعيّة. كان هناك زعماء شيعيّو المذهب، ما يقسّمهم أكثر كثيراً ممّا يوحّدهم. انقسامهم الأكبر كان بين شيعة الجنوب وشيعة البقاع الذين تتحكّم “العشيرة” بتنظيمهم الاجتماعيّ، ومعهم طيور ثلاثة تغرّد خارج السربين: في بيروت وجبيل والضاحية الجنوبيّة من العاصمة.

الصراع على الزعامة الشيعيّة في لبنان (2)

 

 

وصل موسى الصدر إلى لبنان على دفعات:

قبل وفاته في 1957، كان الإمام عبد الحسين شرف الدين، المرجع الشيعيّ المقيم في مدينة صور، والذي أسّس فيها “الكلّيّة الجعفريّة”، قد اختار قريبه الإمام موسى الصدر للحلول محلّه في مدينته. هكذا عاد رجل الدين الشابّ من إيران، التي انتقل إليها أجداده، إلى مسقط رأس العائلة في جنوب لبنان.

الصراع على الزعامة الشيعيّة في لبنان (4)

 

لم يكن واضحاً في 1972 ما إذا كان الإمام الصدر قد حسم أمره في صدد السياسة المباشرة. تجربته في 1969 و1970 ربّما أقنعته بأنّ النزاعات يمكن حلّها سلماً، ولو بعد قدر من الشدّ والتصلّب: في 1969 نجح في إنشاء “المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى”. في 1970 نجح إضراب اليوم الواحد من أجل الجنوب. المناطق اللبنانيّة تضامنت معه، وأقيم “مجلس الجنوب” في النهاية.

الصراع على الزعامة الشيعيّة في لبنان (5)

 

لم تنخرط “أمل” في “حرب السنتين” بصفتها هذه. لقد صدّت الإغراء وبرّرتْ صَدّها بعناوين وشعارات جمعت بين تعاليم الحسين، وحبّ المحرومين، ورفض العنف، والحرص على لبنان، وأولويّة العيش المشترك، وحوار الأديان، والعروبة ذات الهوى السوريّ، ومعاداة إسرائيل التي هي “شرّ مطلق”، والتعلّق الصوفيّ بفلسطين. الفيل نام مع الفأر في سرير واحد، ونبذُ “التطرّف” بدا الغالب.

الصراع على الزعامة الشيعيّة في لبنان (8)

 

على مدى الثمانينات، بقي “برنامج” حزب الله محكوماً بحرب الخليج. هنا تكمن القضيّة التي لأجلها قاتلَ وقتلَ ودفع أكلافاً باهظة، بما فيها متفجّرة بئر العبد، عام 1985. المُستهدَف الأوّل بالمتفجّرة كان محمّد حسين فضل الله الذي درج الإعلام الغربيّ على وصفه بـ “المرشد الروحيّ لحزب الله”.

الصراع على الزعامة الشيعيّة في لبنان (10 من 10)

 

في هذه الغضون، وفي 1992 تحديداً، انشقّ الحدث الصاخب عن اسم جديد. إنّه حسن نصر الله.

اشترك ب RSS - موقع درج