أساس ميديا

طائف واحد لا “طائفان”

 

دخل لبنان بعد توقيعه على اتّفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني، مدار القرارات الدولية الملزمة. تتطلّب هذه الفترة من الدولة ديناميكية رشيدة في سبيل إنتاج سلطة تنال ثقة الشرعيّتين الوطنية والدولية. لم يكن صدور القرارات الدولية الخاصّة بلبنان أمراً عبثياً أو محض صدفة. بل أتت لتخلق المظلّة الدولية الحامية والداعمة للبنان. فالطائف واحد لا طائفان.

الحزب فتح باب التّغيير: “الدّولة” و”الطّائف” بلا سلاح

 

يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني 2024 سيكون يوماً استثنائياً، حتّى لو لم يتمّ توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار، لأنّ الأمين العامّ للحزب الشيخ نعيم قاسم أعلن انطلاقة مسيرة عودة الحزب إلى تحت سقف الدولة، عبر 4 بنود تشكّل خريطة طريق غير مسبوقة، وتعلن بشكل لا لبس فيه أنّ الحزب “ولد” من جديد، في ظلال عدوان أيلول، وتحت عنوان “مرحلة ترامبيّة” يدخل الكوكب فيها خلال أسابيع، وأنّه سيحترم العملية السياسية من دون تدخّل السلاح، وسيلتزم “اتّفاق الطائف”.

سقط “الدّوحة”… قام “الطّائف”

 

السابع من 27 تشرين الثاني، تاريخ دخول اتّفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ، هو تاريخ مزدوج: الأوّل هو سقوط اتفاق الدوحة الذي كرّس أعرافاً على الدستور. أمّا الآخر فهو تاريخ القيامة الجديدة لـ”اتّفاق الطائف” ومعه كلّ نصوصه، سواء منها تلك التي ترضي بعض قوى البلد، أو غيرها ممّا تحتجّ عليه قوى أخرى حاضرة ووازنة سياسياً وشعبياً في لبنان.

الشّيعة للّبنانيين: نحن بخير طمّنونا عنكم

 

لا يُحسد الرئيس نبيه برّي على هذا الكمّ من المسؤولية والضغوطات التي يعيشها ويتحمّلها هذه الأيام. سيّد عين التينة يتولّى خمس حمايات لخمس جهات:

1- حماية الشيعة في لبنان.

2- حماية الحزب في لحظة الهوان.

3- حماية موقع رئاسة مجلس النواب.

4- حماية الرئيس نجيب ميقاتي بهدوء وبتركيز ما يجب أن يُقال داخل البلاد وخارجها في اللقاءات والاجتماعات والمفاوضات إن كان هناك مجال للأخذ والردّ وبعض الكلام.

5- حماية السلم الأهليّ من مراكز إيواء النازحين وانتهاء بفاجعة فقدان المكان عند الأهل والخلّان.

لمَ لا يكون الطّائف هو الحلّ؟

 

الانقسام في لبنان سيّد المواقف كلّها. القرارات الدولية ترضي البعض وتغضب الآخرين، وكذلك الأمر في ما يتّصل بالالتحاق بالمحاور هنا وهناك. في ظلّ هذا الانقسام، لم لا يكون اتفاق الطائف هو الخلاص؟

لبنان متقطّع كالحرب

بينما تشنّ إسرائيل حرباً لا هوادة فيها على لبنان تحت شعار ضرب الحزب، ولا تستثني من ضرباتها منطقةً لبنانيةً، ويعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيّته “تغيير وجه الشرق الأوسط”، يذهب اللبنانيون بعيداً في حساباتهم الداخلية، أو “الأهلية”، مراهنين على نتائج الحرب الإسرائيلية كلٌّ من جهته.

حوار بالمراسلة بين الحزب والقوات

 

شهد الأسبوع الماضي حواراً بالمراسلة بين الحزب والقوات اللبنانية من خلال الردّ الذي نشره مسؤول الإعلام والتواصل في القوات شارل جبّور في جريدة “الجمهورية” على ثلاث حلقات على المداخلة التي قدّمها عضو كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور علي فياض خلال المؤتمر الذي عقدته مجموعة “تجدّد للوطن” التي يرأسها رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، وتركّزت المداخلة على التحدّيات التي يواجهها لبنان داخلياً وخارجياً اليوم وكيفية الخروج من المأزق الحالي.

لبنان بين الطائف السوري والطائف الإيراني… وتفريط أميركا به

 

تتظهّر حالياً مقاليد اتفاق كونيّ كبير. حرّك كلّ المناطق المتناقضة ونقاط التماسّ والاشتباك بين الشرق والغرب في العالم، من تايوان الصينية إلى كييف الأوكرانية، وصولاً إلى كشمير وأرمينيا. تتربّع منطقة الشرق الأوسط على قائمة تطوّرات هذا الصفيح الساخن عبر قضيّة القضايا ومقدّمتها القضية الفلسطينية والحرب الدائرة في قطاع غزة، إضافة إلى دول المنطقة المتجاورة والإقليمية. وربّما لبنان أبرزها لأنّه يقع حالياً في وسط المواجهة الدائرة المحتدمة وكالة بين إيران ووحدة ساحاتها وأميركا ومناطق نفوذها…

الفراغ الرئاسيّ… في انتظار الانقلاب على الطائف

 

من تغيير طبيعة الطائفة الشيعيّة وقيام “الثنائي الشيعي” بشكله الحالي… وصولاً إلى تغيير طبيعة لبنان ودستوره، أي دستور الطائف. تلك يمكن أن تكون إحدى نتائج التغييرات الإقليمية التي ستسفر عنها حرب غزّة التي لا وجود لأفق سياسي لها، أقلّه إلى الآن.

ضاع لبنان في ظلّ كلّ التعقيدات الإقليمية التي لا سابق لها والتي تضاعفت مع استمرار حرب غزّة التي بدأت في السابع من تشرين الأوّل الماضي. أي منذ ما يزيد على مئة وخمسين يوماً.

تقسيم لبنان آتٍ لا ريب فيه؟؟؟

 

أطرح سؤالاً على الجميع: هل لبنان، كما هو الآن، يمكن أن يستمرّ؟ أم هو مرشّح بقوّة للانهيار المؤدّي إلى التقسيم الفعلي؟

لا أتحدّث أنّ التقسيم حادثٌ غداً أو بعد غد، ولكنّ فشل الصيغة الحالية سيؤدّي لا محالة إلى الدولة الفاشلة، التي لن تملك إلا التقسيم أو الضمّ. وحتى لا اُتَّهَم بأنّي أروّج وأبشّر بمشروع صهيوني-أميركي-انعزالي، فأنا كنت ولا أزال وسأظلّ أدافع عن لبنان السيّد الواحد الموحّد المستقلّ، الكامل السيادة على أراضيه ومؤسّساته، ذي الوجه الحضاري المنسجم تماماً مع محيطه العربي.

ولكن حينئذٍ يصبح السؤال الذي يفرض نفسه: علام أبني فرضيّة أنّ التقسيم قادم لا ريب فيه؟

أين مزاج أهل السُنّة؟

 

في اليوم الأوّل من عام 2024، مرّ خبر على الشريط الإخباري لم يستأثر بكثير من الاهتمام: إنهاء عمل المحكمة الدولية الخاصّة بقتَلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وآخرين. وفي اليوم التالي استيقظت مدينة بيروت على نبأ اغتيال القائد الحمساويّ الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، ليشيّع من قلب بيروت في الطريق الجديدة إلى مثواه الأخير.

ترتيب القدر

الصفحات

اشترك ب RSS - أساس ميديا