بيروت اوبزرفر عن جريدة نداء الوطن
نغمة التقسيم التي ارتفعت وتيرتها بشكل كبير بعد حادثة الكحالة لا تعدو كونها هروباً إلى الأمام، وهي بمثابة وصفة جاهزة لجرّ البلاد نحو المجهول الذي لن يكون وردياً بطبيعة الحال على العكس تماماً ممّا يسوّقه من يؤيّدون هذا الطرح.
ليست مسألة تفصيليّة طبعاً أن تتكثّف الدعوات السياسيّة (والشعبيّة في بعض الأحيان) إلى التقسيم. وليس تفصيلاً بسيطاً في الحياة الوطنيّة المشتركة بين اللبنانيين (المفترضة) بعد مرور مئة سنة على قيام لبنان الكبير أن تتصدّر هذه الدعوات وسائل الإعلام والشاشات والصحف.
لا يزال أمام القوى السياسيّة التي يتشكل منها مجلس النواب، سواءً أكانت «تقليديّة» أم «تغييريّة» (رغم التحفظ المبدئي والمفاهيمي على هذا المصطلح المصطنع)، متسع من الوقت لإنجاز الانتخابات الرئاسيّة ضمن المهلة الدستوريّة وقبل إنقضاء الولاية «التاريخيّة» لفخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة المعظم العماد الجنرال الرئيس القائد ميشال عون، وهو الرئيس الذي لولا وجوده في قصر بعبدا لكانت أوضاع لبنان أسوأ بكثير كما يقول مناصروه ومريدوه (ولكن هل هناك ما هو أسوأ مما نمر فيه؟).