قبل أن ينقضي عام على استقلال لبنان، وُلد رفيق الحريري. بالطبع، لم يكن لأحد أن يُدرك أن اسم هذا الطفل الصيداوي، ابن العائلة المزارعة والمتواضعة الحال، سيُرفَق لاحقاً بذكر الاستقلال: بعضٌ سيقول أنه جدّده باتفاق الطائف. بعض سيقول أنه بمصرعه أسّس الاستقلال الثاني. وبعض سيصفه بأنه مُقوّض كل استقلال لمصلحة الخارج دولاً ورساميل.
اليوم، بعد اثني عشر عاماً على اغتياله المأسوي، ما زال الموقف من الرجل وإرثه موضع جدل وخلاف.
في شبابه لم يتميز الحريري بالكثير. أنهى تعلّمه الثانوي في 1964 ثم درس المحاسبة في الجامعة العربية وانتسب إلى حركة القوميين العرب.