العنكبوت عن جريدة المدن

مئوية لبنان.. دولة لحزب الله خارج العالم العربي والغرب

 

يفتتح حزب الله العام 2020 بتثبيت معادلات لبنانية لطالما سعى إليها. في مئوية لبنان الكبير، عمل حزب الله على توسيع لبنان وحدوده، جغرافياً وسياسياً، أكبر مما كان عليه منذ في العام 1920. وسّع الحزب حدود لبنان الجغرافية بتوسيع انتشاره وتمدده إلى سوريا ومنها إلى حدود العراق. ويقرن ذلك بتوفير خط إمداده، الغذائي والمالي والعسكري، من إيران برّاً إلى لبنان، رابطاً سفوح سلسلة جبال لبنان الشرقية على مقلبيها السوري واللبناني، لتصبح مناطق خاضعة لسيطرته.

الانزياح نحو إيران

تهشيم السنّية السياسية: ثورة طرابلس هي الجواب لا الزعماء

 

في العام 1985، كان أبناء الطائفة السنّية في لبنان يعيشون حالة إحباط، مماثلة للحالة التي تصيبهم اليوم. فبعد أن تحولت الحرب إلى أهلية طائفية ومذهبية، تم تهشيم السنّة، عسكرياً وسياسياً. في حينها وجد هؤلاء أنفسهم بلا نصير، لا موقف حاضناً من قبل الدول العربية لهم، ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت قد خرجت من لبنان، فيما النظام السوري كان يعمل على عقد اتفاقات مع الأقوى على الأرض. عندها جرى التحضير للاتفاق الثلاثي، برعاية حافظ الأسد، بين نبيه بري ووليد جنبلاط وإيلي حبيقة. كان الاتفاق عملياً على حساب السنّة، بالمعنى السياسي، ووفق ما نظر إليه أبناء هذه الطائفة في حينها.

إسقاط النظام.. منعاً للحرب الأهلية؟!

 

يجب الاعتراف أن ميشال عون حقق انتقامه من الطائف. عهده هو النهاية البائسة لـ"الجمهورية الثانية" المضطربة. بل يمكن القول أن تاريخ الهزائم لهذا "الجنرال" في سلسلة حروبه، متوّج اليوم بانتصار نوعي. أخيراً فعلها وحقق رغبته بالقضاء المبرم على النظام.

رغبة ميشال عون ليست شخصية، إنها عقيدة سياسية ترفض مغادرة فكرة ماضوية، متخيلة وغير متحققة عن "الجمهورية الأولى". بهذا المعنى، هي حركة رجعية مدمِّرة. الحلم الجميل بلبنان الذي يتصوره أتباع هذه العقيدة هو أقصر طريق إلى الكارثة. حدث ذلك مراراً منذ العام 1975، ولم يتعظوا.

تراجيديا عون الطويلة: من حروب الرئاسة إلى تحريض الأقليات

 

يوم غادر الجنرال ميشال عون قصر بعبدا في 13 تشرين 1990، كان جزءاً من حلمه ينهار، بعد خوضه حربي الإلغاء والتحرير. لم تكن قراءة الرجل تخلص إلى احتمال وجود قرار سوري وعربي ودولي بالحسم. قبلاً، خاض معاركه في الشرقية بالجيش اللبناني على القوات اللبنانية، متوهماً أنه بذلك يكون الطرف الوحيد المخول إبرام اتفاقات وفرض الشروط. كما الوصول إلى الرئاسة.. وباتفاق مع حافظ الأسد والولايات المتحدة معاً. خاب ظنه، فأشعل "حرب التحرير" البائسة.

عون بين زمنين

لبنان للمسيحيين فقط!

 

مسيحيو لبنان تنتابهم مشاعر صادقة وعميقة بالانتماء إلى لبنان متخيل، يحاولونه واقعاً وحقيقة. هو وطنهم الوحيد والأخير. هو الهوية الصافية التي لا تخالطها هويات أخرى. هو "الملجأ" الأخير. هو الكيان الذي سعوا إلى ولادته مستقلاً، منفصلاً عن ذاك الجسم "الامبراطوري" الهلامي، ومتمنعاً عن الذوبان في ذاك الامتداد غير المحدد ما بين بلاد "العروبة" المتشرذمة وعوالم الإسلام المتلاطمة.

حتى نهاية العهد

 

ولد هذا العهد من رحم التعطيل والتضليل. انتخاب الرئيس ميشال عون أتى في تسوية 2016 القائمة على اختلال فادح في الموازين السياسية. أو لنقل أنها "تسوية" منبثقة من غلبة لا من تعادل ولا من توازن.

حدث حجز قهري لـ"النظام". تحالف العنف المسلح لحزب الله مع التعبئة الطائفية للتيار العوني، أفضى إلى كسر آلية إنتاج السلطة. وإزاء خطر التحول إلى دولة فاشلة وموقوفة، كان لا بد من الرضوخ: "إما عون رئيساً أو لا رئاسة". لذا، لا معنى لتلك التسوية المشؤومة إلا بوصفها تجنباً للشر، وقاية من حرب أهلية، وتحريراً للدولة من الأسر.

جناية باسيل على ناجحي "الخدمة المدنية".. حتى نهاية العهد

 

بعدما سقط في الجلسة التشريعية الأخيرة التي انعقدت في 24 أيلول المنصرم، اقتراح القانون المعجل المكرر المقدم من تكتل "لبنان القوي" برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، والرامي إلى إلغاء الفقرة الأخيرة من المادة 80 من قانون موازنة العام 2019، والتي تُعطي الناجحين بمباريات مجلس الخدمة المدنية الحق في تعيينهم وإلحاقهم في الوزارات الإدارات التي طلبتهم.. عاد هذا الملف على ما يبدو إلى نقطة الصفر، وسط تخوف الناجحين على مصيرهم ومستقبلهم المجهول.

اشترك ب RSS - العنكبوت عن جريدة المدن