رؤساء الحكومات السابقون.. معركة الطائف بوجه إيران

النوع: 

 

يحاول رؤساء الحكومات السابقون كسر الحصار السياسي على رئيس الحكومة سعد الحريري وعلى الموقع السني الأول في لبنان، فبعد زيارتهم الأخيرة إلى السعودية حلّ الرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام في بيت الوسط يوم أمس حاملين في جعبتهم "الموقف المواجهة" المتمثل بالدفاع عن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء التي أرساها إتفاق الطائف.

مصدر مطلع على التحالف الرئاسي الثلاثي يؤكد لـ"اي نيوز" أن "الذي دفع نحو اجتماع الأمس، كان الكلام المرفوض للنائب طلال إرسلان والذي أصر فيه على طرح الإحالة إلى المجلس العدلي في أول جلسة حكومية".

وإذ يرى المصدر أن "الرؤساء الثلاثة يشبهون إرسلان بحجر الداما الذي يحركه "حزب الله" ومن خلفه إيران للإنقضاء على الموقع السني السياسي تمهيدا لإيجاد صيغة جديدة تعرقل العمل باتفاق الطائف"، يقول إنّ "إرسلان تلقى كلام أمین عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله حول وجوب إحالة ملف "قبرشمون" إلى المجلس العدلي وحظي كذلك الأمر بدعم رئیس الجمهوریة میشال عون والوزیر جبران باسیل لیبدأ بعدها بحملة إبتزازٍ سیاسي تؤدي في النهایة إلى تعطیل جلسات الحكومة وإتخاذها رهینة لسیاسة الثأر من الحريري أولاً ومن جنبلاط ثانيا، الأمر الذي يؤكد الوجهة القائلة بأن "حزب الله" يمارس من خلال حلفائه العونيين والدروز، ما يشبه 7 أيار سياسي، لضرب كل من موقع الرئاسة الثالثة واتفاق الطائف في ذات الحجر الإيراني".

وفي هذا السياق، يعتبر المصدر أن "حراك رؤساء الحكومة السابقين، قطع الطريق على المعركة الإيرانية التي تحاول تطويع الحريري، من خلال الإيحاء أن ما يمثل هؤلاء الرؤساء مع ما يمثله الحريري يشكلون 99% من المزاج السني المؤيد لاتفاق الطائف وللعمق العربي، بوجه ما يعرف بـ"اللقاء التشاوري" المفتعل من "حزب الله" ومحور الممانعة".

وإذ يشدّد المصدر على أن " الداعم الأساسي لإرسلان في عرقلته للحكومة هو حزب الله"، يرى "أن "التيار الوطني الحر" يعمل كواجهة تنفيذيّة لكل ما يطلبه الحزب في معركة تطويق الحريري"،  مضيفا " بعد أن امتنع رئيس الجمهورية عن توقيع الموازنة بدأت الإيحاءات بالتراجع عن هذا الأمر بعد إصرار "حزب الله على التوقع. وبالتالي فإن عرقلة الحكومة ومحاولات كسر الحريري تأتي بقرار من "حزب الله" رغم اختلاف انتماءات العناصر الأُخرى".

وبناء على ما تقدم، يكشف المصدر "أن رؤساء الحكومات السابقين يرفضون التدخل في جدول أعمال مجلس الوزراء ويؤيدون الحريري في رفضه إحالة حادثة قبرشمون إلى  المجلس العدلي والانصياع لرغبة "حزب الله". ويفصح المصدر "أن الرؤساء الثلاثة الذين خبروا على مرّ الحكومات التي ترأسوها محاولات فرض أجندة "حزب الله" داخل الحكومة، أصبحوا يشكلون مظلة سنية جامعة للحريري عنوانها الحفاظ على الطائف وعلى الصلاحيات والتأكيد على العلاقة الجيدة بالمملكة العربية السعودية".

وليس بعيدا عن رؤساء الحكومة السابقين، يشدّد المصدر على أن "رئيس االحكومة السابق نجيب ميقاتي يعتبر من أكثر المستفيدين من هذا اللقاء، على قاعدة أنه نجح في إعادة ترميم علاقته بالسعودية، خارجياً، وكان جزءاً من معركة الدفاع عن اتفاق الطائف وموقع رئاسة الحكومة في الحرب التي تخاض ضد الحريري بوصفه الزعيم السني الأقوى حاليا".

التاريخ: 
الثلاثاء, يوليو 30, 2019
ملخص: 
الرؤساء الثلاثة يشبهون إرسلان بحجر الداما الذي يحركه "حزب الله" ومن خلفه إيران للإنقضاء على الموقع السني السياسي تمهيدا لإيجاد صيغة جديدة تعرقل العمل باتفاق الطائف"