النائب حرب : ثغرات اتفاق الطائف لا تحل في الاعلام او من خلال المزايدات السياسية انما من خلال الحوار
في الذكرى السنوية العشرين لإتفاق الطائف، دعا مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية النائب بطرس حرب أحد أبرز المشاركين في هذا الاتفاق الى ندوة ٍ أدارها السفير عبد الله أبو حبيب تحت عنوان " الطائف بعد عشرين عاماً " وذلك بحضور وزير الثقافة تمام سلام ومجموعة من المهتمين والاعلاميين في المركز في سن الفيل.
في بداية كلامه تأسف النائب بطرس حرب على الجدل الذي دار حول اتفاق الطائف خلال السنوات العشرين الماضية والذي بحسب حرب " لم يتصف اجمالاً بالموضوعية "، معتبراً إن مناقشة هذا الاتفاق كانت جدلاً سياسياً يخضع لاعتبارت استجلاب الرأي العام وتأييد الناخبين مع ما يستدعي ذلك من إثارة العواطف والغرائز والمخاوف.
وأضاف حرب أن الأخطر من كل ذلك، هو أن بعض اطراف الجدل الذي حصل لم تتوانى عن اللجوء الى شتى الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة لدعم هجومها على الطائف، وتحولت مقولة سقوط دور المسيحيين والاحباط المسيحي مثلاً الى خطة سياسية للزعم أنه نتيجة لإتفاق الطائف، وأن الطائف أسقط الاستقلال والسيادة وشرع الهيمنة السورية على لبنان وغيرها.
ورأى حرب أن الخوض في كل ما يخص اتفاق الطائف دون ذكر ظروف حصول هذا الاتفاق واسبابه هي تعمية على الحقيقة سواءاً عن حسن النية او سوءها .
باختصار، حاول النائب بطرس حرب القول بأن الطائف ليس اتفاقاً كاملاً وإنما اتفاق فرضته الضرورة وأن منتقدي اتفاق الطائف من السياسيين هم اجمالاً من عطلوا تنفيذه وضربوا التوازنات التي قام على اساسها نتيجة تجميد البلاد لفترة طويلة، وتبدل المعطيات الاقليمية والدولية التي فرضت حسم الحالة اللبنانية، بما لا يعرض الامن الدولي للخطر بعد غزو الكويت .
بعد ذلك ، عرض النائب حرب بعض الاشكاليات التي طرحت عن اتفاق الطائف فاعتبر في البداية ان اتفاق الطائف يمكن ان يحسن ادارة التناقضات الداخلية في حال احترم اللبنانيون كامل بنوده واوقفوا عملية التزوير المنهجية لمضمون هذا الاتفاق، مشدداً على ان نص الاتفاق لوحده لا يجدي نفعاً وإن المطلوب هو التزام القوى السياسية والقيادات مبادىء السيادة والاستقلال .
وفي معرض اشكالياته ، تطرق حرب الى الثغرات التي يراها في الاتفاق فانتقد البند القانوني القائل بأن انتخاب رئيس مجلس النواب بحاجة الى ثلث مجلس النواب فقط بينما تحتاج عند عزله الى ثلثين . وأردف حرب قائلاً ان المشكلة الحقيقية ليست في الطائف وإنما في السياسيين الذين يحاولون تطبيقه .
وفي ما خص المقاومة، اعتبر حرب أن اللذين حملوا السلاح للدفاع عن لبنان هم مما لا شك فيه ابطال وهم مشكورين على ما قاموا به ، الا انه وبعد العام 2000 أي بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية بقيت هذه القضية خارج " ارادة القرار الوطني " حسب تعبيره ، مشيراً الى ان الوسيلة الوحيدة لإنهاء هذا الموضوع هو طاولة الحوار.
وفي الختام ، اعتبر حرب أن في اتفاق الطائف ثغرات لا تحل في الاعلام او من خلال مزايادات السياسيين على بعضهم البعض وانما من خلال الجلوس على طاولة والتباحث .