خطر داهم على الطائف والصيغة
كشفت مصادر ديبلوماسية أنه يجري العمل على خريطة طريق فرنسية - إيرانية بهدف تقريب وجهات النظر بين البلدين حيال المسائل الإقليمية ومنها لبنان، مشيرة إلى أن المشاورات بين باريس وطهران مستمرّة بوتيرة سريعة وبشكل سرّي، حيث جرى الإتفاق على "إبعاد لبنان عن النزاع في سوريا، وتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء فيه عبر تدعيم فكرة الحوار اللبناني - اللبناني بدعم إقليمي ودولي، والقيام بما يصلح الخلل في تركيبة المؤسّسات الدستورية للدولة عبر انتخاب رئيس يواكب التحدّيات الكبرى التي تواجه لبنان جرّاء النزوح السوري".
وتكشف المصادر الديبلوماسية نفسها، أن تقارير وصلت إلى إدارات عواصم غربية كبرى تضمّنت مؤشّرات سلبية حول تداعيات استمرار الشغور في سدّة الرئاسة، وضرورة حثّ المسؤولين على "لبننة" الإستحقاق وإنجازه في أسرع وقت ممكن، وذلك قبل تعرّض اتفاق الطائف إلى انتكاسة كبرى تصبح معها العودة إلى الوراء بالغة الصعوبة.
ولفتت المصادر الديبلوماسية ذاتها، أن التحرّكات الديبلوماسية العربية والغربية إلى لبنان تأتي على خلفية أسباب عدّة، في مقدّمها الهواجس على لبنان الصيغة والكيان بحسب اتفاق الطائف، والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، إضافة إلى الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة في ضوء ما يتهدّد لبنان من مخاطر، لاسيما بعد ممارسات تنظيم "داعش" وإعلانه السعي إلى توسيع رقعة دولة الخلافة على مساحات شاسعة من العالم العربي.
وفي موازاة الحراك الديبلوماسي تجاه لبنان، توقفت أوساط مطّلعة عند اللقاءات التي يعقدها السفير الأميركي في لبنان دايفيد هيل مع القيادات السياسية والدينية، معتبرة أن هذه الحركة لا يمكن أن تكون منفصلة عن الأزمة الكبرى، أي الشغور الرئاسي، والعجز عن انتخاب رئيس في ظرف أحوج ما تكون فيه البلاد إلى رئيس يدير زمام الأمور في مواجهة العواصف التي تضرب البلاد من الداخل والخارج.