مصادر مسيحية لـ"النهار"الكويتية: لبنان أشبه بكانتونات طائفية يسعى كل منها لالغاء الآخر
تعتقد مصادر مسيحية عبر صحيفة "النهار" الكويتية أن "تعاظم سلطة الحريرية السياسية على حساب المكوّنات السنية الأخرى، وما استتبعه ذلك من تعاظم لصوت المال السياسي والرأسمالية الاقتصادية على حساب التوجّه القومي العروبي الذي عرف به سنّة لبنان منذ ما قبل "الطائف" هو ما أوصل مختلف القيادات الى قناعة راسخة بضرورة التكاتف فيما بينها، بمختلف الأشكال لمحاولة استعادة الشارع السنّي من براثن التطرّف الذي بدأت ملامحه تظهر مؤخراً، والذي ساهمت قيادة "المستقبل" غير الحكيمة ببلوغه"، حسب المصادر. وتتابع المصادر المسيحية نفسها بأن "لبنان اليوم أشبه بكانتونات مذهبية وطائفية يسعى كل منها لالغاء الآخر، وما المطالبة بحقوق المسيحيين في هذا الوقت بالذات سوى غمز من قناة المطالبة بحقوق كل الطوائف، كل حسب حجمه التمثيلي الواضح"، وتشير الى أن الحديث عن العنوان الثاني للمرحلة، المتمثّل بتطوير النظام أو بمؤتمر تأسيسي لنظام جديد لا يعدو كونه محاولة لرفع السقف الى مداه الأقصى بغية الوصول الى الغاية الأقل استفزازاً والأكثر خدمة لمصالح لبنان دولةً وشعباً، ألا وهي التوصّل الى مسار واضح يتم من خلاله تعديل مسار تطبيق اتفاق الطائف". ورداً على سؤال حول طرح العماد ميشال عون خيار الفيدرالية، وحول مدى انسجامه مع قناعات باقي الاحزاب المسيحية وفي طليعتهم حزب "الكتائب اللبنانية" التي كان قد سبقه الى رفع شعار تطوير النظام، تلفت المصادر المسيحية نفسها الى أن "الفيدرالية ليست هدفاً بحد ذاتها بقدر ما هي دعوة مبطّنة للاعتراف بالآخر، وبحجمه الديموغرافي والتمثيلي المفترض في قياداته والمراكز الرسمية المناطة به وفق الدستور، تماماً كما هو الحال مع باقي الطوائف"، وتشدّد على أن "القيادات المسيحية قد تلتفّ جميعها خلف العماد عون مطالبةً بالفيدرالية الحقيقية نعم في حال أصرّ البعض على تجاهل المسيحيين وقضم حقوقهم وادعاء الصفة التمثيلية بالنيابة عنهم بغية شل قواهم السياسية والتحكم بمصيرهم وبحصتهم من الحكم والدولة والاقتصاد في هذا البلد"! وتنوّه المصادر المسيحية نفسها الى أن "اتصال رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الأخير بالعماد ميشال عون ما هو سوى دليل واضح على تلقّف جنبلاط للثورة العونية من منطلق ايمان الزعيم الدرزي بأن عدم مداراة المسيحيين في مطالبهم قد يعزّز النفس الانعزالي لديهم، الأمر الذي يحوّل لبنان مجدداً الى كيانات مذهبية متصارعة قد تهدد سلمه الأهلي بشكل لم يسبق له مثيل في ظل الغليان الطائفي والمذهبي الذي يعيشه المحيط". وتجزم المصادر بأن "انفتاح جنبلاط واقراره الضمني لقدرة العماد ميشال عون على لم شمل القيادات المسيحية حول نفس مطلبي واحد يعتبر رسالة واضحة من الزعيم الدرزي الى صديقه الشيخ سعد، يدعوه فيها ضمناً الى تفهّم الاستفاقة المسيحية والتعاطي معها بكثير من الحكمة والوعي بما يضمن الشراكة للجميع ولا يغذّي النفس الالغائي لدى احد المكونات الطائفية والسياسية بحقق المكونات الاخرى".