زيارة الرؤساء الثلاثة للمملكة بداية تصحيح الخلل في التوازن اللبناني

النوع: 

 

انشدت أنظار اللبنانیین إلى المملكة لقراءة الرسائل السیاسیة الواضحة، التي أعقبت زیارة رؤساء الحكومات السابقین فؤاد السنیورة ونجیب میقاتي وتمام سلام للمملكة، واللقاء مع خادم الحرمین الشریفین الملك سلمان بن عبد العزیز، في قصر السلام، والاجتماعات التي عقدھا الوفد اللبناني مع مسؤولین سعودیین، حیث الرسالة السعودیة واضحة للبنانیین ساعدوا أنفسكم لنساعدكم.

ارتیاح في الأوساط السیاسیة

وبحسب مصادر سیاسیة متابعة، فإن ھذه الزیارة النوعیة سیكون لھا نتائج على الأرض، وقد تركت ارتیاحا في الأوساط السیاسیة السیادیة، وستكون لھا انعكاسات طیبة في المشھد السیاسي اللبناني لجھة دعم رئاسة الحكومة، التي تعرضت خلال الفترة الأخیرة لھجمات التعدي على الصلاحیات، إلى جانب ضرورة إعادة الاعتبار إلى الدستور اللبناني أي اتفاق الطائف، كما حصل ویحصل في محاولة لتقویضھ من قبل قوى سیاسیة معروفة، تحت عنوان العھد القوي أو إعادة حقوق المسیحیین، وتجاوز رئاسة الحكومة في مواضیع مختلفة، وبحجج واھیة لتقویض صلاحیات رئیس الحكومة سعد الحریري. توافق في الأفكار مع الرؤساء وتعتبر ھذه المصادر أن زیارة الرؤساء الثلاثة للمملكة « ّ ستشكل بدایة تصحیح الخلل في التوازن اللبناني، ووقف المسار الانحداري المتفاقم، وتُنعش الأمل في إنقاذ لبنان من المصیر القاتم، الذي یدفعھ إلیھ «محور الممانعة» في حمأة رھاناتھ الانتحاریة. ویشیر مصدر في القوى السیادیة في حدیث لــ»الوطن» إلى أن ھذه الزیارة كانت مھمة جدا فالداعي إلى اللقاء الملك سلمان، ویأتي في وقت دقیق وھؤلاء الرؤساء لھم تمثیلھم الشعبي والسیاسي، وأن الرئیس سعد الحریري لم یكن بعیدا إذ جرى لقاء معھ، وتوافق في الأفكار مع الرؤساء الثلاثة، الذین دعوا إلى المملكة.

موقف المملكة واضح

وجاء اللقاء بعد أیام قلیلة من إطلالة الأمین العام لــحزب الله حسن نصر، الذي توعد إسرائیل بالحرب وقرع طبولھا من دون أي اعتبار لقرار الدولة ولا للبنانیین، وأكد خلالھ أنھ سیدافع عن إیران، وأنھ یأتمر بما یقولھ الولي الفقیھ، إذ وضع نصر الله لبنان في عین العاصفة. وبین المصدر أن جواب المملكة كان واضحا في احتضان لبنان، وكذلك الرئیس السنیورة، حینما قال «إن السعودیة عائدة إلى لبنان لدعمھا، فھي كانت ممن جھدوا لوقف الحرب الأھلیة، عبر اتفاق الطائف، وإعمار لبنان بعد الحرب، وكذلك بعد حرب حزب الله عام 2006 ،وجھدت أیضا من أجل أن یبقى القرار اللبناني في عھدة المؤسسات الرسمیة، لا عبر مقاولة إیران أو النظام السوري وحزب الله». ولفت إلى أن قوى الممانعة حاولت وتحاول أخذ لبنان إلى المحور الإیراني،

وقد ساعدت التسویة الرئاسیة على الإمساك بقرار اللبنانیین من قبل حزب الله وحلفائھ، ووضعوا لبنان في حالة مخاطرة، لاسیما بعد أن شملت العقوبات الأمیركیة نوابا من حزب الله ومسؤولھ الأمني، فیما بدا واضحا أن الحزب یعمل لصالح أجندتھ في المؤسسات، ولا یھتم لمصلحة اللبنانیین.

موقف المملكة

وشدد المصدر على أن موقف المملكة واضح في احتضان لبنان، وفي تأكید عروبتھا ودعم المؤسسات على القیام بدورھا لمصلحة الشعب اللبناني، ولیس لمصلحة أي حزب أو فریق، وھو دور سبق للرئیس فؤاد السنیورة أن لعبھ في حرب 2006 ،عندما میز بین مصلحة اللبنانیین ومصلحة حزب الله، وسعى إلى إقرار القرار الدولي 1701 ،وتابع «الیوم لا یجوز الاستسلام أمام محاولات حزب الله لتقویض الدولة، عبر بدع واجتھادات خارج دستور الطائف، بل حكم لبنان من خلال الدستور، وعدم السماح لفریق الممانعة بالنجاح في ضرب صیغة لبنان».

التمسك باتفاق الطائف

وأضاف أن ذلك لا یتأتى إلا بدعم الدول العربیة والقوى اللبنانیة، التي تستظل اتفاق الطائف وترفض الخروج عنه، وتدعو إلى تطبیقه، وتابع "الرئیس الحریري یدرك موقع لبنان العربي، وأنه یمكن أن یجمع حوله كتلا نیابیة لا مصلحة لھا بمحاكاة حزب الله وفریقه بتدمیر لبنان، ولا یجب علیه القبول بالحد من صلاحیاته والتطاول على الدستور من ھنا وھناك."

ترسیخ السلم الأھلي

ویرى رئیس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، أنھ لیس غریبا على المملكة اھتمامھا الدائم بلبنان، ولاسیما أنھا راعي اتفاق الطائف بكل ما نتج عنه، بدءا من ترسیخ السلم الأھلي، وصولا إلى تحول الاتفاق إلى دستور لبنان، مشددا على أن «لحدیث الملك السعودي أمام الرؤساء السابقین الثلاثة أھمیة قصوى، في ظل الظروف التي یمر بھا بلدنا، سواء في حرصھ على استقلال لبنان وسیادتھ أم تجدید التمسك بصون اتفاق الطائف والعیش المشترك، مما یستدعي منا التمسك بالدستور وقیام الدولة ومؤسساتھا وبوحدتنا الداخلیة وامتدادنا العربي».

أصداء لقاء الروساء السابقین بالملك سلمان

- یعكس موقف المملكة الواضح في احتضان لبنان وتأكید عروبته ودعم مؤسساته

- دعم رئاسة الحكومة التي تعرضت لھجمات التعدي على الصلاحیات

- انعكاسات طیبة في المشھد السیاسي اللبناني لجھة دعم رئاسة الحكومة

- ستشكل بدایة تصحیح الخلل في التوازن اللبناني ووقف المسار الانحداري

- انعاش الأمل في إنقاذ لبنان من المصیر القاتم الذي یدفعھ إلیھ محور الممانعة

- إعادة الاعتبار إلى الدستور اللبناني أي اتفاق الطائف

- حدیث الملك أمام الرؤساء السابقین الثلاثة وحرصه على استقلال لبنان وسیادته أھمیة قصوى.

 

 

الكاتب: 
فاطمة حوحو
التاريخ: 
الثلاثاء, يوليو 16, 2019
ملخص: 
ساعدت التسویة الرئاسیة على الإمساك بقرار اللبنانیین من قبل حزب الله وحلفائھ، ووضعوا لبنان في حالة مخاطرة، لاسیما بعد أن شملت العقوبات الأمیركیة نوابا من حزب الله ومسؤولھ الأمني، فیما بدا واضحا أن الحزب یعمل لصالح أجندتھ في المؤسسات، ولا یھتم لمصلحة اللبنا