الشرق : في ثلاثينية الطائف وعشرينية "الثورة": لبنان الى اين؟ الحراك نحو التصعيد في غياب الحلول والامم المتحدة مع الناس

النوع: 

 

أمس اكمل اتفاق الطائف عامه الثلاثين، فيما تبلغ الثورة الشعبية عشرينية ايامها. الاول شكل جسر عبور الدولة الى الاستقرار وإعادة ‏الاعتبار للنظام الديموقراطي بعد حرب اهلية دامية، فيما تُعّد الثانية للبنان جديد يتطلع اليه الشعب الطامح الى الدولة القوية عن حقّ، دولة ‏القانون والمؤسسات والعدالة حيث لا كلمة ولا قرار الا لها ومنها وعبرها‎.‎

دولة محصّنة من العواصف الخارجية ، لا يجرؤ احد على خرق قراراتها او القفز فوق قوانينها، دولة خالية من الفساد والمفسدين وناهبي ‏الخيرات. فهل يُكتب للحلم ان يتحقق ام يبقى السيف مُسلطا على لبنان بارادة ودعم اقليميين؟

حتى الساعة تبقى اللوحة ضبابية وفريقا المواجهة على موقفيهما. الشعب الثائر يملأ الطرقات والساحات في عمليات كر وفر مع الاجهزة ‏الامنية، والسلطة في مربع البحث عن حل يقيها خطر الانفجار الكبير، من دون ان تبدي اي رغبة بالتنازل لمصلحة المطالب الشعبية، لا بل ‏تستمر في المكابرة ومحاولة فرض شروطها، كأن شيئاً لم يكن‎.‎

تصعيد تدريجي:

ففي وقت عمد الجيش اللبناني اعتبارا من صباح امس الى فتح الطرق التي عاد الثوار وقطعوها ليل الاحد، مستخدما القوة ‏في بعض الاحيان، غابت اي بوادر الى حل للمأزق السياسي - الحكومي عن الساحة المحلية، في واقع يستعدّ الثوار للرد عليه بتصعيد ‏تدريجي لتحركاتهم، من شل المرافق العامة والاعتصام امام المؤسسات التي يتآكلها الهدر والفساد، وصولا الى اعلان العصيان المدني‎.‎

لا تكنوسياسية؟:

سياسيا، لم ترشح اي معلومات عن لقاء بيت الوسط اول امس الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس التيار الوطني ‏الوزير جبران باسيل. ونفت مصادر بيت الوسط ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن فحوى مناقشات الاجتماع، مؤكدة انه غير ‏صحيح. في الموازاة، فهم زوار القصر الجمهوري ممن تسنى لهم لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفق ما ابلغوا ان لقاء ‏الحريري - باسيل في حاجة الى متابعة والمزيد من المشاورات مع القيادات السياسية والحزبية ورؤساء الكتل النيابية. وأضاف الزوار ان ‏اللقاء بين الحريري وباسيل تركز على شكل الحكومة المقبلة، وان رئيس التيار ابلغ صراحة رئيس الحكومة المستقيلة رفض حزب الله ‏والتيار حكومة تكنوسياسية كونها ستحمل في طياتها بذور الخلاف والتعطيل شأنها شأن الحكومة المستقيلة التي حالت الخلافات بين ‏مكوناتها دون انتاجيتها وفاقمت الاوضاع التي يدفع الجميع اثمانها في الشارع اليوم. وحول وصف البعض اجتماع بيت الوسط اول امس ‏بالفاشل، يختم الزوار بالقول ان مجرد حصول الاجتماع يعني ان هناك ايجابيات وخطوات قد تحققت، وان كان الخلاف حول شكل الحكومة ‏لا يزال قائما بين الجانبين ما يعني ان الامور لم تنضج بعد وهي في حاجة الى المزيد من المشاورات مع المكونات اللبنانية. وبعد ظهر ‏امس، تحدث بعض المعلومات عن "لقاء ثان سيعقد بين الحريري وباسيل لاستكمال البحث في كيفية الخروج من الأزمة بعد تواصل باسيل ‏مع حلفائه، وسيقرر على أساسه الحريري ترؤسه الحكومة أم اعتكافه مع الأخذ بعين الاعتبار اولوية الحريري بتلبية مطالب الناس وعدم ‏استفزازهم بأسماء يرفضونها‎".‎

القوات ترفض "السياسية":

في غضون ذلك، اعتبرت عضو "الجمهورية القوية" النائبة ستريدا جعجع، بعد لقائها البطريرك الماروني مار ‏بشارة بطرس الراعي، ان "البيانات التي صدرت مؤخرا عن بكركي تحاكي وجع اللبنانيين، وتطرقنا اليوم الى هذا الخصوص وتمنينا على ‏غبطته ان تكون الحكومة مؤلفة من مستقلين والا سنكون امام انفجار بشري". وقالت: "بغض النظر ما إذا سيعود الرئيس سعد الحريري ام ‏لا، وهذا موضوع نقاش داخل التكتل، لكننا لن نشارك في حكومة سياسية". اضافت: "كقوات، لن نقبل لأي طرف خارجي التدخل في ‏تشكيل الحكومة، اطلقنا صرخة عندما كنا في الحكومة وهذا ما قاله أيضا الدكتور سمير جعجع في بعبدا عندما طالب بحكومة تكنوقراط". ‏واكدت "اننا مع تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، والامس قبل اليوم، هناك مليونا لبناني طالبوا بأبسط حقوقهم، والجوع ليس له حزب او ‏دين". وختمت "أطالب رئيس الجمهورية ميشال عون فتح باب الاستشارات النيابية الملزمة في أسرع وقت ممكن‎".‎

التاريخ: 
الأربعاء, نوفمبر 6, 2019
ملخص: 
حتى الساعة تبقى اللوحة ضبابية وفريقا المواجهة على موقفيهما. الشعب الثائر يملأ الطرقات والساحات في عمليات كر وفر مع الاجهزة ‏الامنية، والسلطة في مربع البحث عن حل يقيها خطر الانفجار الكبير، من دون ان تبدي اي رغبة بالتنازل لمصلحة المطالب الشعبية، لا بل ‏تستم