عن حفل “الطائف” وطيفه

النوع: 

 

مشهد الأمس في مسرح “الاونيسكو” أكثر من احتفال بمرور 33 عاما على اتفاق الطائف. أنه تجديد البيعة لهذا الإتفاق .وما هذا الحضور الحاشد المتنوع من كافة المناطق والذي ضم مسؤولين كبار حاليين وسابقين ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وقانونية وعلمية واجتماعية ودينية وإعلامية ألا دليل على التمسك بهذا الإتفاق وتصويت جديد للحفاظ عليه وصيانته، والأهم في نظري توجيه رسالة إلى المملكة العربية السعودية، عرابة الإتفاق، وصاحبة الدعوة للإجتماع من أجله والتي أشرف عليها وتابع مدعويها السفير اللبق وليد البخاري، مفادها أن تعاود رعايتها للبنان ودورها التوفيقي الذي اضطلعت به دائما على مر عهود ولم تنحز لفريق على إخر.

هذه هي المملكة التي عرفناها دوما .وأول من كان يتصدر ويسارع الى إطفاء “حريق” سياسي أو عسكري يندلع على أرض لبنان في “الطائف” وقبله.

من هنا، ربما بعض من أتى للتأكيد على احتضان “الطائف”، يتمنى على الرياض إعادة النظر في سياستها القائلة بأن على اللبنانيين “نبذ” حزب الله وهي العليمة باستحالة ذلك نظرا للالتفات الشيعي وغير الشيعي الكبير حوله. واعتبار كثيرين أن ما ينعم به لبنان من اطمئنان داخلي وعدم الخوف من إسرائيل بعد الآن مرده الى هذه المقاومة التي لم تجبر إسرائيل على الانسحاب من الجنوب بل حملتها على الفرار والهرولة والكل يذكر ما حصل في العام 2001.

في حفل “الطائف”، وبعيدا عن سؤ تنظيم مبرر نظرا لكبر المكان الذي يتسع للآلاف ومن الصعب ضبط الامر، كان طيف كل من صنعه حاضرا ،وإن غابت وجوه غيبها الموت او النسيان كحال عائلة الوزير السابق جورج سعادة الذي كان له دور مميز في إقراره.

طيف ما فتىء ملازما للبنانيين ولا نبالغ إذا قلنا، بمناسبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أن على المرشح أن ينجح اولا في امتحان التشبث ب”الطائف” والعمل على تنفيذ بنوده .وقد يكون رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية مدركا لهذه المسألة ما يفسر وجوده في مقدمة الحاضرين.

تبقى كلمة لا يد منها وهي تنويه بالجهد الذي بذله صاحب الدعوة السفير بخاري لجعل المناسبة فرصة لجمع ما تيسر من العائلة اللبنانية وإن كنا نتمنى أن تكون الصورة كاملة متممة لتلك الزيارة اللافتة التي قام بها الى “جبل محسن” والتي التقى فيها الشيخ محمد خضر عصفور القائم بأعمال رئاسة المجلس الاسلامي العلوي.

 

الكاتب: 
إبراهيم عوض
التاريخ: 
الأحد, نوفمبر 6, 2022
ملخص: 
ولا نبالغ إذا قلنا، بمناسبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أن على المرشح أن ينجح اولا في امتحان التشبث ب”الطائف” والعمل على تنفيذ بنوده .وقد يكون رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية مدركا لهذه المسألة ما يفسر وجوده في مقدمة الحاضرين.