مع اقتراب التسوية… هل تتكرر تجربة "الطائف"؟

النوع: 

 

من الواضح أن الواقع السياسي للقوى المسيحية في لبنان بات حرِجاً مع ما يدور في الكواليس السياسية اليوم حول اقتراب موعد التسوية. وبعكس ما يعتقد البعض، فإنّ تكرار تجربة "الطائف" لا يبدو أمراً سهلاً في هذه المرحلة، وذلك في ظلّ عدم إمكان إقصاء المسيحيين بشكل قسري عن السّلطة كما حصل في العام 1990.

تعتبر مصادر سياسية مطّلعة أن القوى المسيحية ستحاول في المرحلة المقبلة تحسين واقعها التّفاوضي، والتراجع تدريجياً عن السقوف التي وضعتها في الاستحقاقات الداخلية تجنّباً لإلزام نفسها بمواقف قد تُصبح مضطرّة للتراجع عنها تماشياً مع التسوية السياسية المُقبلة والتي لا مفرّ منها. وتعتقد المصادر أن الأحزاب المسيحية البارزة أي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"التيار الوطني الحر" سيكونون جزءاً من التسوية خصوصاً أنّ كل الأطراف لديها تحالفات عميقة مع القوى السياسية الأخرى ولا يمكن لهذه القوى الخروج من تحالفاتها مع الأحزاب ذات الغالبية الشعبية المسيحية وهذا ما أثبتته المرحلة الفائتة.

وتقول المصادر أيضاً أن الحزب "التقدمي الاشتراكي" مثلاً لن يقبل بإبرام أي تسوية سواء شاملة أو مرتبطة بالملف الرئاسي بمعزل عن القوى المسيحية، وهذا الموقف كان قد أعلنه الحزب سابقاً ولن يتراجع عنه اليوم. كذلك "حزب الله" الذي لا يبدو في وارد مواجهة كاملة مع المسيحيين أو تكرار تجربة "اتفاق الطائف" من دون أي سبب جدّي يدفع نحو هذا الأمر.

لكن حتى في الحسابات العملية فإن القوى غير المسيحية لن تتمكّن من إتمام أي استحقاق دستوري من دون القوى المسيحية لأن هذه القوى في الأساس تملك ثلثاً معطّلاً في المجلس النيابي لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال، الأمر الذي يشكّل احد عوامل قوّتها في أي تسوية.

الكاتب: 
إيناس كريمة
المصدر: 
التاريخ: 
الثلاثاء, فبراير 6, 2024
ملخص: 
وبعكس ما يعتقد البعض، فإنّ تكرار تجربة "الطائف" لا يبدو أمراً سهلاً في هذه المرحلة، وذلك في ظلّ عدم إمكان إقصاء المسيحيين بشكل قسري عن السّلطة كما حصل في العام 1990.