8 آذار: لبنان لن يعود إمارة سعوديّة ولن يكون مُستعمرة أميركيّة
عودة السعودية الى لبنان، عبر الرئيس سعد الحريري ، هذه العودة سياسية من الطبيعي ان تكون كذلك، يقول احد اقطاب فريق 8 اذار، الا ان للعودة الحالية ابعاداً اقليمية وليس وطنية فحسب.
الجميع توقع عودة سياسية وليس مرحلية والاسباب واضحة جداً، اولها ان الانكسار السعودي في سوريا والانكسار الثاني في اليمن، اذ بمجرد صمود انصار الله والجيش اليمني بوجه العدوان السعودي لما يزيد عن تسعة اشهر يعني ان الجيش والانصار حققوا انتصاراً في هذا الصمود.
هذه الاسباب الهامة تقول مصادر فريق 8 اذا ، تؤكد ان المعطيات تحتم على المملكة السعودية ان يعود الحريري الى لبنان لاعادة لملمة فريق 14 اذار قدر الامكان، مع دفع بعض الامكانات المالية، لمساعدة الحريري على جمع الاطراف.
وفي السياسة ايضاً، المملكة تريد التواجد في لبنان، لكن من نصيب اللبنانيين الايجابي ، انها تريد التواجد وفق التوازنات اللبنانية، اي وفق قواعد اتفاق الطائف وهذا ما يفسر، تشديد الحريري، على انه يقبل بأي اسم لرئاسة الجمهورية ملتزم بأتفاق الطائف والدستور ، وهنا بيت القصيد، اذ ان الطائف يعطي السعودية في لبنان التواجد السياسي عبر جماعتها في لبنان وحلفائها، ومعلوم ان الطائف انجز برعاية سعودية - سورية واميركية ومن ثم موافقة غربية واممية عامة.
لذلك فأن التشديد على اتفاق الطائف، هو كانما الحريري يقول هذا هو الامتياز الذي نريده في لبنان ضمن التوازن الداخلي، ومن هذا التوازن تحافظ السعودية على نفوذها من خلال رئاسة مجلس الوزراء اللبنانية على حدّ قول المصادر
لكن كي تحافظ على هذا الهدف لا بدّ من عودة الحريري تؤكد المصادر، التي قد تعطي الغطاء السياسي السني للجيش كي يفتح ابواب معركة عرسال على مصراعيه، كخطوة تالية لعودة الحريري وتعويمه، انه من المحاربين للارهاب داخل الاراضي اللبنانية، وهذا ما يفسر بعض المواقف السياسية للحريري حول الارهاب او ما تنشره وسائل اعلام المستقبل مؤخراً، وهذا ما ظهر ايضاً في عرض الفيلم الوثائقي يوم ذكرى 14 شباط في «البيال» من تسويق لكيفية ان الحريري اتخذ قراراً بمحاربة الارهاب وان الرئيس سعد يسير على خطى والده في هذا الامر.
المصادر لا تعتبر شرط الحريري حيال اتفاق الطائف شرطاً تعجيزياً بل هو من صلب اتفاق الطائف وتريد المحافظة عليه ، لكن الحريري يشترط على رئيس الجمهورية العتيد عدم الخوض في اي تعديلات ولو طفيفة في الطائف او الدستور اللبناني، اكانت لمصلحته او لمصلحة سواه في اطار الصلاحيات.
كما ان هذا الشرط الاساسي للحريري والسعودية، هو كلام سعودي مباشر ان المملكة لا تريد خرق التوازنات الطائفية في لبنان، وهذا امر يمكن اعتباره بمثابة طمأنة مباشرة لمختلف القوى السياسية اللبنانية حتى التي تختلف مع الرياض، اذ تريد المملكة القول عبر الحريري انا لا اريد اللعب في الساحة السياسية والطائفية اللبنانية، اي انها لن تعبث سياسياً كما تفعل في اليمن وسوريا والبحرين.
هذا الامر بالنسبة لفريق 8 اذار مطمئن جداً وهام جداً، لكن في نفس الوقت الحريري لا يملك وهو وفريقه السياسي ان يفرض شروطاً على الاخرين في لبنان، وهو رغم اتفاقه مع حليف المقاومة الوزير سليمان فرنجية، فانه، اي الحريري، لم يتفق مع فريق، بل مع شخص وهذا الاتفاق لا يلزم الفريق الآخر بتسميته لرئاسة الحكومة، وفي ذات الوقت ان الكلام عن ان لبنان لا يمكن ان يكون ولاية ايرانية، هو كلام صحيح، لكن بالتأكيد لن يكون امارة سعودية من جديد، كما لن يكون مستعمرة اميركية .