في 1982، وكان توماس فريدمان يراسل “نيويورك تايمز” من بيروت، أخبره غسّان تويني، بعد وصول قوّات المارينز إلى لبنان، بأنّ “حقبة تشي غيفارا في السياسة اللبنانيّة ولّتْ، والناس انقضت متعتُهم مع الراديكاليّة. اللحى وبنطلونات الجينز تخرج. ربطات العنق تدخل”.
لم يكن في وسع المحلّل، ولو تعمّد الخطأ، أن يخطىء أكثر. الحداثويّة المبسّطة، التي عبّر تويني عنها، بدت لزوم ما لا يلزم.
فـ “اللحى وبنطلونات الجينز” كانت يومذاك تؤسّس العالم الجديد وتكتب قصّةً باتت بدايتها معروفة، وإن ظلّت نهايتها مجهولة حتّى اليوم.