درج. كوم

الصراع على الزعامة السنّيّة في لبنان (5)

 

كانت الثمانينات مُرّة ومؤلمة على غير صعيد. أمين الجميّل، بوصفه رئيس الجمهوريّة، أراد أن يستحوذ على قدْر من القوّة يناظر قوّة الأطراف الداخليّة والخارجيّة التي تتقاسم المساحة اللبنانيّة. البداية كانت الإمساك بزمام العاصمة، التي لا يكون الحكم حكماً من دونها. الجميّل سريعاً ما ألّب العاصمة عليه. ذاك أنّ أعمال الدهم والخطف والتعذيب حرمت سلطته التعاطف المأمول ومنحتْه لـ “الانتفاضات” اللاحقة على تلك السلطة.

الصراع على الزعامة السنّيّة في لبنان (4)

الصراع على الزعامة السنّيّة في لبنان (3)

 

بفارق صوت واحد فاز سليمان فرنجيّة برئاسة الجمهوريّة. لكنّ ضآلة الفارق لا تحجب ضخامة التغيير. ذاك أنّ الذين همّشتهم الدولة الشهابيّة بتجاوزها على الديمقراطيّة، انتصروا عليها انتصاراً يوحي بالتجاوز على الدولة. ففرنجيّة، ومعه “أُمَّا العروس”، صائب سلام وكامل الأسعد، ليسوا معروفين بالودّ حيال أدنى تدخّل للدولة في المجتمع. إنّهم حصراً مع الحرّيّة، لكنّهم حصراً ضدّ المساواة. هذه آفة تشبه آفة سابقيهم الشهابيّين الذين قالوا إنّهم مع المساواة وكانوا ضدّ الحرّيّة.

الصراع على الزعامة السنّيّة في لبنان (2)

كانت معركة الشهابيّة، ومن ورائها القاهرة، ضدّ صائب سلام، من أعتى المواجهات التي عرفتها الحياة السياسيّة اللبنانيّة بعد الاستقلال. المعركة كانت شرسة، وسلام كان شرساً أيضاً.

الصراع على الزعامة السنية في لبنان(1)

 

مع تولّي فؤاد شهاب رئاسة الجمهوريّة، أواخر 1958، بدت زعامة السنّة في لبنان شديدة البعثرة والتفتّت. الطائفة السنّيّة لم تكن قد استكملت تشكّلها الذي تمّ في وقت لاحق وارتبط باسم رفيق الحريري.

عن الزعامة الطائفيّة في لبنان

توحي العبارات والمصطلحات والصور التي تُستخدم لدى تناول السياسة في لبنان، بأنّ “الدولة” شيء يؤكَل. فهي “بقرة حلوب”، والقيّمون عليها “أكَلَة جبنة” و”يقتسمون الجبنة”، بحسب تعبير شهير للرئيس فؤاد شهاب، أمّا الرئيس بشارة الخوري فهو في التسمية الشعبيّة “أبو كرش”، فيما السياسيّ عموماً “يعرف من أين تؤكل الكتف”. هذا التصوّر، الذي أنتجه حلول الدولة كمصدر للتنفيعات، محلّ ملكيّات الأرض الكبرى التي تعرّضت للتفسّخ وتعدّد الورثة، باتت مصداقيّته أرفع من أيّ وقت سابق. 

الصفحات

اشترك ب RSS - درج. كوم