ميدل ايست اون لاين

ما كانت الفدرالية خيار المسيحيين في لبنان

 

صديقي الوزير السابق رشيد درباس - هنيئا له أنه "سابق" - حريص علي. يفضل أن أستعفي من "التبشير" بالنظام الاتحادي، ويراهن على تعميم الوعي الوطني وعودة اللبنانيين جميعا إلى "البيت اللبناني". أسبوعيا أتبادل وإياه الرأي والنوادر. نتفق على جدلية التحليل ووصف الواقع دائما، ونختلف على الاستنتاج أحيانا. وفي جميع الأحوال يجمعنا الانتماء الحضاري والولاء الوطني والنزعة المدنية. بعد قراءته افتتاحيتي في "نهار" الأسبوع الماضي (23 ك2)، اتصل بي مرتابا في أن يكون اقتراحي النظام الاتحادي تعبيرا عن فكر عاد ينتشر في بيئتي... عنى البيئة المسيحية.

الجهل خلاّق أوهام في لبنان

النسبية التي لا تشبه لبنان!

 

لا يدور الجدل حول القانون الانتخابي في لبنان بين اللبنانيين أو بين طوائفهم. الأمر ورشة تناتش داخل الطبقة السياسية اللبنانية التي تهيمن على لبنان وطوائفه بغية الدفاع عن مناعة هذه الطبقة ومنع اختراقها وكسر هيمنتها التاريخية بعذر تمثيل المذاهب المتعددة والمشارب المتعارضة.

شيعة؟ كلنا شيعة

 

طالما أن تظاهرة تطالب بنزع سلاح حزب الله محظورة، ما بالكم بتنظيم أخرى تطالب بنزع سلاح الجيش اللبناني! لم الازدواجية؟ جيش واحد يكفي. ستمر التظاهرة بسلام. لن تحصل ضربة كف. لن يجري تكسير وسط بيروت. لن تتوغل دراجات عين الرمانة في الشياح ولا شباب حي سرسق في الخندق الغميق. لن يشتم مواطن هاجر زوجة إبراهيم الخليل، ولا راحيل زوجة يعقوب، ولا إليصابات زوجة زكريا. لن يتهم ابن امرأة ورجل المتظاهرين بتنفيذ أجندات خارجية وبتلقي توجيهات من سفارات. سيكون ذلك اليوم عرس الديمقراطية.

الكلمات الدالة: 

المستحيلان في لبنان.. الوحدة المركزية والتقسيم بينهما نماذج دستورية مفتوحة وناجحة تبدأ باللامركزية وتمر بالمناطقية وتبلغ الفدرالية.

 

خلافا لما هو شائع في الأدبيات المسيحية، لم ينشأ لبنان الكبير ليحتضن المسيحيين، بل المسلمين خصوصا. فالمسيحيون كانت لهم دولة في نطاق نظام المتصرفية. كان يكفيهم أن يلبننوا هوية المتصرف المسيحي، وهو أمر كان مضمونا لدى الفرنسيين من جهة، ولدى فيصل بن الشريف الحسين ملك سوريا من جهة أخرى. لكن البطريركية المارونية اختارت حدود لبنان التاريخية مساحة ومدى، والتعايش المسيحي/الإسلامي تجربة ورسالة، والديمقراطية الليبرالية نظاما سياسيا واقتصاديا. وبذلك برز المكون المسلم، لاسيما السني منه، المكون الأساسي الجديد في الكيان اللبناني المستعاد.

الشيعة ينضمون إلى سائر اللبنانيين مصير وحدة لبنان يتوقف على أي صيغة تدفن وأي صيغة تبقى

 

إنضم الشيعة إلى سائر اللبنانيين في تقبل التعازي بالصيغة اللبنانية، لكن هل سنتقبل التهاني معا بالصيغة الجديدة ذاتها؟ أصلا لا أدري إذا كان اللبنانيون يحضرون الجنازة ذاتها ويبكون الفقيد ذاته. قد يكون ما مات عند فريق، ولد عند فريق آخر، وما ينوح عليه فريق هو ما قتله فريق آخر. فجأة قررت المرجعيات الشيعية تصفية "صيغة" لبنان. "صفقة قرن" عاصمتها بعبدا وضاحيتها بيروت. أعلنوا وفاة الصيغة من جانب واحد. لم يقفوا على خاطر أحد، ولم ينتظروا حتى فتوى الطبيب الشرعي. كانوا يصوبون على الثلاثين سنة الماضية، فإذا بهم يطيحون مئة سنة، عمر "لبنان الكبير".

التزاوج بين الجهل والعيش في الوهم هو الطريق الأقصر الى الانهيار اللبناني.

الإفلاس المسيحي في لبنان

 

من اطرف ما يشهده لبنان في هذه الايّام، ذلك الاخذ والرد بين شبان يسمّون "عونيين" نسبة الى النائب المسيحي ميشال عون، قائد الجيش السابق، الذي اصبح في الوقت الراهن حليفا لـ"حزب الله"، حتّى لا نقول شيئا آخر. كان عون الذي ما زال للأسف الشديد يمثّل قسما من المسيحيين في لبنان في الماضي القريب من دعاة الحرية والسيادة والاستقلال والعدو اللدود للنظام السوري، على الرغم من انّه تبيّن مع تطور الاحداث انّه كان افضل الأدوات التي استخدمها هذا النظام لفرض وصايته المباشرة على لبنان، خصوصا في المرحلة الممتدة من خريف العام 1990، الى ربيع العام 2005، مباشرة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

سقوط "حل الدولتين" في لبنان

دفاعا عن الحصن اللبناني الأخير

يصعب تحديد طبيعة الأزمة اللبنانية التي يبدو أنّها تزداد خطورة مع مرور الأيّام في ظلّ مزيد من العراقيل توضع في طريق سعد الحريري الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة. يسهل في المقابل تحديد طبيعة هذه الأزمة لدى العودة إلى الجذور، أي إلى السلاح غير الشرعي لدى ميليشيا مذهبية تابعة لإيران تتحكّم بكلّ صغيرة وكبيرة في البلد.

اشترك ب RSS - ميدل ايست اون لاين