العنكبوت عن جريدة نداء الوطن
ما كاد مجلس النواب يقرّ قانون التعيينات الإدارية، حتى كان رئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل يتوعّد بالطعن به كونه "يمسّ بالدستور، فيما الأحرى الذهاب إلى قانون تنظيم أعمال مجلس الوزراء، وعدم الاكتفاء بالجزئية من الشعبوية".
هكذا كان ينتظر نواب "التكتل" نشر القانون في الجريدة الرسمية كي يتوجهوا إلى المجلس الدستوري وتقديم طعن صوتت عليه كل الكتل الأساسية ("القوات"، "المستقبل"، حركة "أمل"، "حزب الله"، و"التقدمي الاشتراكي")، لكونه برأيهم يتعارض مع أحكام الدستور.
كانت ثمة حاجة إلى "انقلاب" سياسي بحجم الهاوية التي بلغها الوضع الداخلي، لكي يلتئم نادي رؤساء الحكومات السابقين من جديد. وهذه المرة، الرئيس سعد الحريري أحد مكوناته كمتساوٍ بين أربعة نجحوا في تجاوز خلافاتهم التي لم تمرّ عليها أشهر قليلة، وتحديداً عشية تسمية حسان دياب رئيساً للحكومة والتي كانت بمثابة مفترق طريق بين رؤساء الحكومات السابقين من جهة، والحريري من جهة أخرى.
ماذا عنى رئيس الجمهورية بإعلانه في مجلس الوزراء الخميس انه "مستمر في العمل لبناء الجمهورية الثالثة"؟ كلامه تمّ تطويق التداول به لكنه قيل فعلاً. والرئيس يعني ما يقول ويُفترض انه لا يُلقي الكلام على عواهنه.
يدرك الرئيس عون حتماً ان عهده يعاني سكرات الموت. وسواء وصل الى هذه الحال بفعل سياساته، أم لفشل تياره وصهره في ممارسة السلطة غير المسبوقة التي وضعت بين ايديهما، فالنتيجة واحدة: غرِقَ الجنرال في كرسي بعبدا وغرقت الكرسي، وابتلَّ البلد بالانهيار.
كان يمكن لما أدليت به يا دولة الرئيس في قصر بعبدا أمس، أن ينزل برداً وسلاماً على اللبنانيين لو أنك سمعت النداءات المتكررة وأدركت مبكراً ان الكيل طفح وان رائحة الحكومة والعهد أزكمت الأنوف. لكنك أخطأت في التقدير.