ميدل ايست أون لاين

دفتر شروط "لبنان الكبير الجديد"

"سيداتي سادتي.. هنا لبنان!" تغير كل شيء في المنطقة إلا حالة الانقسام في لبنان.

 

*اتفاق الطائف لم يفلح في انهاء حالة الانقسام ولعله أنهاها ظاهريا

* لبنان سيبقى رهينة في الكواليس المظلمة ما لم يتجاوزها اللبنانيون

* محنة لبنان بدأت منذ قرار نقل فصائل المقاومة الفلسطينية من الاردن الى لبنان في 1970

 

انقاذ لبنان... لا يكون بالهرب

 

كلّما مرّ يوم، يزداد الانهيار في لبنان انهيارا. انّه انهيار في ظلّ الانهيار. يبدو البلد وكأنه كرة حديد تسقط من مكان مرتفع في حال من الفراغ من دون كوابح من ايّ نوع.

هذا الكلام ليس مبالغات، بل هو صادر عن اشخاص يعرفون تماما ما الذي على المحكّ في لبنان، كما يعرفون النتائج المترتبة على غياب الوعي لدى المسؤولين لخطورة الازمة الاقتصادية ومدى عمقها، خصوصا بسبب الوضع الناجم عن احتجاز المصارف لاموال المودعين.

لبنان... العدّاد المسيحي

 

كانت صدمة الفلسطينيين في لبنان كبيرة حين استفاقوا على استفاقة الحكومة اللبنانية بعد أكثر من سبعة عقود على وجودهم، باعتبارهم أجانب ككل الأجانب، يخضع من يريد العمل منهم إلى قوانين أكثر قسوة من تلك التي تُفرض على العمالة الأجنبية في لبنان.

ولئن يبقى السجال حول الوجود الفلسطيني في لبنان مثار جدل تَطاحنَ اللبنانيون حوله وجعلوه عذرا لاحترابهم الأهلي، فإن شريحةً من اللبنانيين اكتشفت في الأيام الأخيرة أنها ضيفة من ضيوف لبنان يخضع السماح لها بالعمل في مؤسسات الدولة لمزاج حاكم يقرر وفق معايير طائفية مخجلة فتح سبل التوظيف لهم أو منعها عنهم.

بين انقاذ لبنان وإنقاذ "حزب الله"

 

تحقّق المطلوب من حكومة برئاسة حسّان دياب، تشكّلت مثل هذه الحكومة ام لم تتشكّل. المطلوب، على ارض الواقع، ابلاغ كلّ من يهمّه الامر ان هناك في لبنان مرجعية تحدّد من هو رئيس الحكومة السنّي، تماما مثلما تحدّد من هو رئيس الجمهورية المسيحي. المطلوب اذلال اهل السنّة في لبنان بعد تهميش المسيحيين وبيعهم وهما. يتمثّل هذا الوهم في انّ في استطاعتهم استعادة ما يسمّى حقوقهم، في بلد تتحكّم به ميليشيا مذهبيّة تتلقّى الاوامر من طهران.

الطائف دستور أرثوذكسي

 

فتح الرئيس نبيه بري الباب أمام تعديل دستور الطائف الذي، منذ حلوله سنة 1989، تعدل أكثر من مرة فيما لا يزال الغيارى عليه يدعون عذريته. نكران حصول تعديل في "اتفاق الطائف" هو كنكران وجود مثالثة مذهبية مسيحية سنية شيعية بديلة عن الثنائية المسيحية الإسلامية، الصيغة التاريخية التي لحظها "الميثاق الوطني" وتغاضى عنها "اتفاق الطائف". فبعد الـ"ترويكا" الرئاسية التي شلت الحكم منذ سنة 1992، نلج رحاب "الترويكا" الحكومية التي ستعطل الحكومة أيضا؛ بينما تبقى السلطة النيابية إحادية بين الثنائية الشيعية تعطل ولا تعطل.

لبنان: "السنيّة السياسة" إذ يتسلى باسيل بأزمتها

 

ليس في لبنان اليوم سنّية سياسية. السنّية السياسية تعني الحريرية السياسية. قبل رفيق الحريري كان هناك قيادات سياسية سنّية موزعة مناطقيا وتعمل متعايشة مع قواعد المارونية السياسية التي حكمت البلد منذ الاستقلال. لم تكن هذه القيادات مجتمعة تعبّر عن رؤية يمكن نعتها بالسنيّة السياسية. فالسنة في لبنان لم يكونوا يشكلون حالة محلية مستقلة عن الرياح الإقليمية التي كانت تعصف بكل المنطقة بنسخ ناصرية أو بعثية أو عرفاتية أو يسارية. وبالتالي فإن المارونية السياسية لم تكن متوجسة إلا من رياح الخارج وما يمكن أن تفتك به داخل بلد تحكمه منذ الاستقلال.

مسيحيو لبنان من الإنهيار السياسي... إلى الإقتصادي

 

انتهى المسيحيون على ثلاث مراحل. بدخول الفلسطينيين بعد اتفاق القاهرة، وسيطرة السوريين على قصر بعبدا بعد تمرد عون الفاشل، وأخيرا بعد أن سلموا قيادهم لـ"حزب الله".

ليست المهزلة في الاحتفال بذكرى الثالث عشر من تشرين الاوّل – أكتوبر 1990، ذكرى استيلاء الجيش السوري على قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية وبداية نظام الوصاية السورية على كلّ الأراضي اللبنانية. استمرّت هذه الوصاية خمسة عشر عاما، الى ان خرج النظام الأمني السوري من لبنان في السادس والعشرين من نيسان – ابريل 2005 على دم رفيق الحريري.

اشترك ب RSS - ميدل ايست أون لاين