الحوار المتمدن

حول النظام اللبناني ومسألة تجاوزه

 

ليس جديداً على القوى الداعية إلى التغيير السياسي في لبنان، كلما تفاقمت حدّة الأزمة البنيوية للنظام السياسي اللبناني، أن تجد نفسها تتّسم بحالةٍ من الانقسام، مما ينعكس عجزاً وترهّلاً متزايداً في حركتها، بالتالي تناقصاً في مصداقيتها، وخللاً في صحة طرحها بالنسبة للطبقات المتضرّرة. تلك الطبقات التي تنازع بدورها، عاجزة في معظم الأحيان، عن إنتاج أبسط أشكال الهياكل القاعدية الحيوية، كلجان الأحياء والتجمّعات المهنية والتنظيمات النقابية، وذلك بسبب هيمنة عوامل التقسيم العمودي من جهة، والتضييق على الحريات من جهةٍ أخرى.

وقتُ مُدمِرٌ وقاتل ..حِراك مدنى..في وجه حكومة حسان دياب..لن يكون الفارس المُنتظر..

 

يظنُ الكثيرون الذين يُتابعون الملف اللبناني الثقيل في تداعياتهِ سياسياً وإقتصادياً وأمنياً انهُ لمستحيل مرور الأزمة الراهنة التي إرتجت لأحداثها الغضب الشعبي العارم الذي طال أوصال الجمهورية اللبنانية المتأكلة من رأسها حتى أسفلها ، ومن أعلاها حتى ادناها ، في بلاد الأرز الخالد .

لبنان الجامح..مَنْ يُروّضه؟

 

لبنان في ربع الساعة الأخير من إستقراره الهشّ.. متى يعي عقلاؤه أنه ليس بمنأى عن جحيم الفوضى الهدامة الضاربة في أربع جهات المنطقة..!؟

لقد وصل لبنان الدولة والمجتمع والسياسة إلى الحائط المسدود في مأزق مصيري، وتكاد تبدو عاجزة أية محاولة لبلورة أية أفكار من شأنها أن تساهم في إنقاذ لبنان.

المؤتمر التأسيسي صيغتان

 

يبلغ الوضع اللبناني، في نظامه «وصيغته»، مستوى غير مسبوق من التأزم. بعد الانقسام السياسي المتمادي، والحروب الأهلية المتلاحقة، والتبعية المتفاقمة للخارج، وصلنا إلى مرحلة الشلل والفشل شبه الكاملين مقرونين بأسوأ أنواع الانقسام المجتمعي (غير الاجتماعي بسبب إستناده إلى الموروث والعصبيات) على أسس طائفية عموماً ومذهبية على وجه الخصوص.

طُرحت وتُطرح، منذ مدة، عناوين للتعامل مع الأزمة. تحمل هذه العناوين، أحياناً، إسماً واحداً... لكن، مع ذلك، مضمونها ليس هو ذاته، إذا لم يكن، غالباً، متناقضا، ًبشكل تام، مع الآخر الذي يحمل الإسم نفسه.

المصالحة الوطنية اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف

ان المفهوم السياسي السائد عالمياً في هذه المرحلة العالمية (المصالحة الوطنية) هو وليد تاريخ قديم ومن الصعب تحديده .. ولكن نشاطه الاكثر فاعلية نجده في مستهل القرن الحادي والعشرين وخاصة في مناطق الشرق الاوسط والمثلث الافريقي الاحتقانات السياسية والدينية والطائفية التي عاشتها شعوب مناطق الشرق الاوسط والقارة الافريقية بفترات حكم النظم الثورية الشمولية القومية انعكست على شعوب هذه المناطق بشكل واضح ومتنامي .. لعل انطلاق القرن الوحد والعشرين (قرن القطب الواحد) قد افرز مع تغيراته اثمار بذور المرحلة السابقة بكل سلبياتها ..

اشترك ب RSS - الحوار المتمدن