«النظام في لبنان».. هل يصمد؟
مظاهرات لبنان لا تتشابه بالشكل والصورة مع اي مظاهرات في الجزائر أو غيرها، لكنها بنفس المطالب والدعوات بطريقة أو بأخرى، فاسقاط الطبقة السياسية هي دعوة لتغيير النظام السياسي والكلمة الأكثر خوفا جاءت على لسان أمين عام حزب الله حسن نصر الله..»لا لإسقاط العهد ولا لتغيير الحكومة ولا لإجراء انتخابات مبكرة «ونعم لمطالب الحراك الشعبي ولن نشارك به.
- المحاصصة الطائفية في لبنان تشبه إلى حد كبير النظام العراقي والمحاصصة في توزيع المناصب والصلاحيات وبالتالي تقسيم الشعب وثرواته وأرضه، ومن أسس لها هو أول حاكم للعراق في 2003م بول بريمر، وواضح ان هذه المحاصصة أتت بنتائج عكسية على مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة.
-نصر الله يخشى من تأجير الحراك لأجندات خارجية كما قال والحقيقة ان سقوط نظام المحاصصة الطائفية سيؤدي إلى نهاية نفوذه وما لذلك من تداعيات على حلفائه الإيرانيين،ولهذا هدد وتوعد وزمجر وأخفى وقالها في نهاية المطاف بأنه يخشى من حرب أهلية في لبنان.
-بالمنطق كيف يمكن محاسبة الفاسدين وكيف يمكن استرداد الأموال المنهوبة وكيف وكيف...الخ ،إذا لم يتم تغيير العهدة والحكومة وإجراء انتخابات مبكرة وفق قانون جديد وبلا محاصصة طائفية واسقاط الطبقة السياسية، وهذا الأمر ينطبق على مظاهرات العراق وحتى الجزائر.
-واضح أن الذي فكك النظام السياسي والأمني في دول المنطقة يريد إعادة تركيبها على قواعد جديدة تخدم أهدافه الاستراتيجية في تطويعها للسيطرة على ثرواتها وإبعاد إيران وتصفية مليشياتها أمنيا وسياسيا.
-نصرالله حذر من حرب أهلية، وأعداد القتلى في مظاهرات العراق تنذر بالخطر حال استمرارها، وقادة لبنان في دائرة الاستهداف لجهة تنفيذ مطالب المتظاهرين، وفي جعبتنا ما نقوله ليس تحليلا بل معلومات تنقلها وسائل الإعلام العالمية.
-ما سمي بالربيع العربي انتهى بالفشل في سوريا وبالنجاح في تونس، واللعبة الدولية يجري تفعيلها والسيطرة عليها ولهذا جاءت حاجة أمريكا إلى الاكراد مجددا ، فالمظاهرات وراءها تمويل ولاعبون واجندات، وقد بدأت لكن لا أحد يمكنه المراهنة على نجاحها في الإقليم خاصة وأن الأطراف المراد تصفيتها تعي خطورة اللعبة ولديها القوة لفرض ما تريد، ولن تتنازل عن مكاسبها بسهولة.
- الخارجية الأمريكية تتابع عن كثب ما يجري في لبنان والعراق خاصة وبدرجة أقل في دول أخرى وترصد مواقف الأطراف المعادية لها وما يمكن أن تفعله حال قررت الانتقال إلى الخطوة التالية، والمشكلة تبقى قائمة في فقدانها البوصلة وانتصار أعدائها المتحكمين في السلطة، أو قدرتها على قلب الطاولة من جديد، وبكل الأحوال فإن الأيام حبلى بالمفاجآت لجهة تحديد ملامح الشرق الأوسط الجديد.