البطريرك صفير يروي أسرار الطائف – 2
حريق الخزانات: كأنه زلزال
من بكركي كان صفير يعيش أهوال الحرب مدركاً مدى خطورتها. الساعة العاشرة والنصف صباح الجمعية 31 آذار، توجه مع المطران رولان أبو جودة والخوري نبيل العنداري الى محلة الدورة، حيث زار مستشفى مار يوسف لراهبات الصليب، «فإذا بكل شيء فيه زجاج قد تحطّم، والخسائر كبيرة، وذلك من جرّاء إنفجار خزانات الوقود المجاورة تحت وطأة القنابل السورية. ثم انتقلنا الى الخزانات فكانت النار لا تزال مشتعلة وسط دخان أسود كثيف، ثم جلنا في المنطقة على كنيسة مار مارون والسيدة ومستشفى مار بولس وبطرس وبعض المحلات، فإذا أبوابها جميعًا قد عوّجها الإنفجار وحطّم بعضها، وكأن زلزالاً قد وقع…»
في الواقع، كان لبنان كله يحترق وكأن زلزالاً ضربه، وكان البطريرك صفير يدرك أن مسؤوليته تحتّم عليه مواجهة هذا الحريق وذلك الزلزال.
يوم الإثنين 3 نيسان 1989، أوفد المطران رولان أبو جودة لمقابلة العماد عون، فاستقبله في الملجأ. وكان القصر هدفاً للقذائف وقد أصابت إحداها سيارة المطران وعطّلتها. خلاصة ما تبلّغه أبو جودة من عون لخصها صفير كما يلي:
1-الولايات المتحدة لا تهتم بلبنان وتعتبر أنه في حالة إحتضار. هذا الإنطباع الذي تركه لديه السفير الأميركي، وكذلك القائم بالأعمال الفرنسي. وهذه هي الصورة العالمية السائدة عن لبنان.
2-السوريون يريدون أن يستولوا على لبنان، وقد وضعوا يدهم على المصرف المركزي وبنك «أنترا»، لكن لبنان ربح الدعوى بشأن «أنترا».
3-السفراء طلبوا من العماد عون إسترداد مرفأ بيروت للموافقة على بقية المرافئ غير الشرعية.
4-إسرائيل متواطئة، تريد تقسيم لبنان وإعطاء قسم منه للفلسطينيين وقسم لسوريا بدل الجولان.
5-وقفنا وحركنا الرأي العالمي عسكريًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا.
6-يرفض العرض الذي اقترحه الحص بالإستقالة المشتركة معًا، أي هو والعماد لتشكيل حكومة موحدة، لأن ذلك يعني تسليم البلد للأسد.
7-التهجّم من قبله هو لكسر هالة الأسد. وليونة موقف بكركي والسفارة البابوية لم يجنّبهما القصف.
8-يأمل بتحسين موقف أميركا وفرنسا.
9-لا يرى مخرجًا إلا بتعزيز الصمود النفسي.
10-الحوار بين اللبنانيين مستحيل، لأن المسلمين فقدوا القرار وتركوه لسوريا، وقد أرسل رسالة الى الدول العربية بهذا المعنى.
11-طلب من الجبهة (اللبنانية) سؤال المسلمين عما إذا كانوا يريدون الإنضمام الى سوريا، إذذاك ليُترك للمسيحيين مجال حيوي.
12-السوريون يمنعون إنتخاب رئيس للجمهورية إلا إذا وقّع لهم تنازلات، وقد فاوضوه بهذا الشأن.
لا شك في أن ما نقله أبو جودة عن عون كان حصيلة أجوبته على الأسئلة التي حمّله إياها البطريرك صفير. كانت تلك الأجوبة كافية لكي يبني صفير عليها قناعة بأن المأزق كبير، وبأن الخروج منه صعب ويقتضي منه الصمود في موقعه وموقفه. تلك القناعة ترسّخت أكثر بعد لقاء صفير مع السفير الأميركي جون مكارثي في 13 نيسان وتبلّغه منه أن حكومته كلّفته نصح عون بالتخفيف من حدة موقفه، وأن عون فاجأ جميع الناس بمن فيهم واشنطن بإعلانه حرب التحرير، وأن طرحه أن هناك مؤامرة لتقسيم لبنان بعيد عن تفكير بلاده التي هي مع إستقلال لبنان وسيادته، وأنها أبلغت دمشق أنها ضد إختراق المنطقة الشرقية.
قوي لا ديكتاتور
يوم الثلاثاء 18 نيسان، إستضاف البطريرك صفير في بكركي إجتماعًا عامًا حضره 23 نائبًا مسيحيًا. بعد ست ساعات صدر عن اللقاء بيان يدعو الى وقف إطلاق النار بحيث يضمنه الجيش اللبناني في المناطق الشرقية والجيش السوري في مناطق سيطرته. مساء ذلك اليوم كان العماد عون يهدّد بتكسير رأس حافظ الأسد: «كل شيء تكسر في لبنان إلا رأس حافظ الأسد سنكسره. وسيكون لبنان مقبرة له ولنظامه».
هذا الكلام كان كافيًا ليتوقف عنده البطريرك صفير معلّقاً بخط يده: «هل أصبح الصراع شخصيًا بين الأسد والعماد عون؟» وكان كتب عبارة «الرئيس» قبل الأسد لكنه عاد وخرطش عليها. وأضاف: «هذه لغة غير مألوفة بين من يتحمّلون مسؤولية حكم في أي بلد». كانت هواجس البطريرك في محلها. فقد إعتبر عون أن البيان الصادر عن لقاء بكركي يساوي بينه وبين السوريين. بعد يوم واحد كانت التظاهرات المؤيدة له تتوجه الى الصرح البطريركي ويهتف أنصاره: «بدنا بطرك لبناني ما بدنا بطرك سوري». البطريرك صفير شبّه هذه التظاهرات بتلك التي كانت تؤم بكركي أيام البطريرك المعوشي وتلقبه باسم «محمد المعوشي»، أو أيام البطريرك خريش وتنعته بالفلسطيني. وقد كتب أنه «تبيّن أن وراء هذه التظاهرات إستخبارات الجيش»، معتبرًا أن الجنرال عون سبقها باتهام الكنيسة بالخوف من قول الحقيقة والنواب بالخيانة «وكأنه يريد أن يلغي آخر مظهر من مظاهر الديمقراطية في لبنان».
كانت تلك بداية إفتراق كبير بين البطريرك والجنرال. في 23 نيسان كان عون يعلن: «لا لزوم لنواب ما دام هناك شعب وأرض وقائد». وكان صفير يرد عليه في عظة الأحد: «الشعب اللبناني لا يرضى عن النظام البرلماني بديلاً».
هواجس صفير لم تكن مجرد شعور شخصي. في 24 نيسان أعرب أمامه السفير الإيطالي عن مخاوفه تجاه التصلّب من قبل عون، معتبرًا أن النازية بدأت هكذا. وبعد يوم كان القائم بأعمال السفارة البرازيلية يبلغه بعد لقائه عون أنه «ذاهب الى النهاية، وكأنه يريد أن يقيم نظامًا عسكريًا بإلغاء المؤسسات الدستورية، وأن هذا النظام جلب على البرازيل ومعظم دول أميركا اللاتينية الويلات، وأن الوضع في لبنان يحتاج الى رجل قوي ولكن ليس الى ديكتاتور».
من هذه الخلفية، كان صفير يعلن في 28 نيسان أمام وفد من المحامين: «موقفنا وموقف عون واحد وهو تحرير لبنان من كل القوى غير اللبنانية، ولكن الطرق مختلفة. طريقتنا الحوار وطريقة العماد عسكرية، ونحن لا يمكننا أن نقول بالحرب والضرب والتدمير والقتل وسفك الدماء، لكننا نريد تحرير وطننا». وفي اليوم التالي كان يبلغ العقيد عامر شهاب الذي زاره موفدًا من عون «أن العودة الى حكم المكتب الثاني مرفوضة، وأن انتخاب رئيس لا بد منه». بينما نقل إليه شهاب أن «للعماد عون شطحات يجب ألاّ تُعار أكثر مما يجب من الأهمية، وهي صادرة عن ثورة غضب، أكثر مما هي صادرة عن حسابات مسبقة».
وضع البطريرك صفير عبارة «شطحات» بين مزدوجين، وهو الذي لم تأخذه أي موجة غضب كان يخشى آثار «غضب الجنرال» من دون أن يكون لديه حسابات مسبقة. وكان عليه أن يعمل لاحتواء مفاعيل هذه الشطحات، بينما كان ينتظر زيارة الأخضر الإبراهيمي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية الشاذلي القليبي، ليبدأ مشوار الرعاية العربية للخروج من الحرب والتأسيس لاتفاق الطائف.
صفير والإبراهيمي
في أول أيار 1989، لاحظ البطريرك صفير أن القصف تكاثر في مناسبة مجيء الأخضر الإبراهيمي الأمين المساعد لجامعة الدول العربية بوصفه ممثلاً للأمين العام الشاذلي القليبي الى لبنان، يرافقه أحمد الجاسم سفير الكويت في دمشق، وممثل رئيس اللجنة العربية السداسية الشيخ صباح الأحمد الصباح، وقد أتيا من دمشق. كان البطريرك صفير لا يزال يتلقى إتصالات التعزية بوفاة شقيقته ماتيلدا التي توفيت في 29 نيسان ولم يشارك في جنازتها، معتبرًا أن الناس سواسية «ولأننا أردنا ألاّ نعرّض أحدًا للأسباب الأمنية ولصعوبة وسائل النقل ولندرة البنزين…»
في الثالث من أيار، ترأس صفير الإجتماع الشهري للمطارنة الموارنة، ثم استقبل الإبراهيمي والجاسم اللذين كانا زارا الرئيس سليم الحص والعماد ميشال عون، وقد أبلغا صفير أن كلاهما وافقا على رفع الحصارات ووقف إطلاق النار. وقدر رحب صفير بذلك وقال لهما إن «كل ما نطلبه هو أن يعود لبنان الى حالة طبيعية بعد أن يخرج منه الإسرائيليون والسوريون والفلسطينيون والإيرانيون». طلب الموفدان الإختلاء بالبطريرك، فانتقلوا الى مكتبه وفاتحاه «بخشيتهما من إنتكاسة إذا راحت وسائل الإعلام تدّعي التغلّب على الفئة الغربية بتشريعها مطار حالات لقاء رفع الحصار عن مرفأي الجية وخلده»، وتمنيا عدم ذكر مطار حالات وطلبا منه التدخل لدى العماد عون.
لمعرفة ما دار في اللقاء بين صفير والموفدين العربيين، أرسل عون مدير التشريفات في القصر الجمهوري مارون حيمري الى بكركي. أخبره صفير بما طلبه الموفدان، فوجد حيمري صعوبة في نقله الى عون «لكونه لا يقبل ملاحظة». ثم زاره أيضًا الوزير اللواء عصام أبو جمرة للغاية نفسها. وفي 9 أيار كان يحدد موقفه في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «نحن مع العماد عون في تحرير لبنان، إنما الوسائل تختلف. هو عسكري يستعمل المدفع ونحن رجل دين نفضل الحوار». واعتبر أن سوريا مسؤولة عن القصف لأنها تسيطر على 70 في المئة من الأراضي اللبنانية وبإمكانها أن تضع حدًا للقصف الذي ينطلق من الأرض التي تسيطر عليها. بعد يوم واحد فقط كانت راجمة صواريخ سورية تقصف بكركي ومحيطها، وكان البطريرك يسجل أن هذا القصف رد على الموقف الذي أعلنه.
بين محور الحسيني ومحور الحريري
إعتبارًا من هذا التاريخ سيبدأ البطريرك صفير يستقطب التحركات السياسية بحثاً عن مخرج للأزمة. وتحولت بكركي الى محطة مرور إجبارية واختيارية للباحثين عن هذا الحل. وسيكون من السهل تحديد أكثر من جهة كانت تتولى الإتصال به، وكان هناك تركيز على محورين: محور يمثله الرئيس حسين الحسيني رئيس مجلس النواب في ذلك الوقت، ومحور يمثله رفيق الحريري الذي كان في تلك المرحلة موفدًا شخصيًا للملك السعودي فهد. ومن هذين المحورين كانت بداية الطريق نحو توسيع آفاق الحل العربي في ظل الرعاية الدولية، وكانت بداية البحث في ما سيصبح لاحقاً إتفاق الطائف.
في 15 أيار إستقبل صفير النائب الياس الهراوي. جاء الى بكركي حاملاً كتابًا خطيًا من الرئيس حسين الحسيني الذي كان طلب لقاءه في بيته في شمسطار ليكلّفه نقله إليه، وقد جاء فيه «أنه يرغب بلقائنا بعد أن التقى مراجع عالية ولا بأس أن يكون في الديمان أو حتى في روما. وأما لقاء الديمان، فكان يوحي به إلينا من عدة أشهر، وقد أفهمه الهراوي أن الحالة السياسية لا تسمح الآن بهذا اللقاء العلني. فتمنى أن نبعث إليه بموفد».
في ظل تلك التطورات السياسية والعسكرية، كان صفير يثبت أنه إنما يلعب دورًا وطنيًا. بعد إغتيال المفتي حسن خالد في 16 أيار 1989 فتح أبواب بكركي لتقبّل التعازي بالتزامن مع التشييع.
يوم الثلاثاء 23 أيار إستقبل صفير في بكركي سمير فرنجية وسيمون كرم. لاحظ غبطته أن فرنجية جاء بعد غياب طويل، وأنه كان قد زار باريس ودمشق وإهدن وبيروت الغربية، حيث يقضي معظم أوقاته. وقد لخص صفير مضمون ما تداولوا به في نقاط محددة كما يلي:
1-السوريون مختلفون على صعيد القيادة: الخدام والشهابي والشرع والكسم ليسوا من رأي واحد. الكسم والشهابي فرحا عندما تم رفض ترشيح الأستاذ مخايل الضاهر لرئاسة الجمهورية.
2-يبدو أن الأسد والشهابي والشرع، خلافاً للخدام، أشادوا بدور بكركي، وأشاروا على الصحافة السورية ألاّ تعتِّم على هذا الدور.
3-كان السوريون يراهنون سابقاً على العماد عون رئيسًا للجمهورية يوم كان النائب ألبير منصور وفايز القزي يترددان على دمشق لتسهيل ترشيحه ومساندته. غير أن مشاعر السوريين تبدّلت يوم بدأ عون يهاجم الرئيس الأسد شخصيًا. وهذا ما جرّأ السوريين عينهم على مهاجمته وإن بطريقة غير علنية.
4-الجوّ السوري تبدّل بالنسبة الى لبنان، وقد رأى القياديون أن الأفضل لهم أن يسهّلوا أمر إعادة لبنان الى حالة طبيعية، والورقة التي أعدتها اللجنة السداسية (العربية) بموافقة السعودية تقوم على:
*إرجاء قضية إلغاء الطائفية السياسية الى ما بعد.
*يُترك أمر حضور رئيس الجمهورية وترؤسه مجلس الوزراء له، وتعيين مدة رئاسة المجلس (النيابي) سنتين.
*رئيس الجمهورية يختار رئيس مجلس الوزراء ويشترك معه في إختيار الوزراء.
*برمجة الإنسحاب السوري على مدة سنتين وإقامة معاهدة أمنية، على أن يكون لبنان سيدًا مستقلاً.
*إعتماد الثلثين لدى التصويت على القضايا الهامة المالية والسياسية في مجلس النواب.
لم تكن تلك أفكار سمير فرنجية الشخصية. كان يعرض أفكار تعبِّر عن الموقف والموقع الذي يمثله رفيق الحريري، كما سيظهر لاحقاً من خلال حركته السياسية برفقة الحريري.
ماذا يريد الحسيني؟
لم يكن مثل هذا الأمر خافيًا على البطريرك الذي كان بدأ بدوره يقيس الأمور من زوايا مختلفة، ويحاول أن يستطلع المحاور التي تنفتح عليه. ومن هذه الخلفية، أوفد المطران خليل أبي نادر رئيس أساقفة بيروت للقاء الرئيس الحسيني ليعرف منه شخصيًا أبعاد ما يريده من اللقاء به. إستمر لقاء أبي نادر ـ الحسيني ثلاث ساعات، من الخامسة حتى الثامنة مساء. نقل المطران الى البطريرك أن الحسيني كان في سوريا والتقى الرئيس حافظ الأسد 8 ساعات، وأكد له الأسد أنه لا يريد شيئاً من لبنان. علّق صفير أن هذا الكلام طالما ردّده الرئيس السوري وهو يبقى قولاً لا فعلاً. قال المطران أيضًا نقلاً عن الحسيني إن الحديث مع الأسد تطرق الى موضوع إنتخابات رئاسة الجمهورية «وأن الأسماء التي قدمناها لا توافق عليها سوريا وهي خمسة لأنها لا تريد العماد عون ولا ريمون إده، وفؤاد نفاع تقول عنه إنه مريض، والإثنان الباقيان (بطرس حرب وبيار حلو) لا يمكنهما القيام بالمسؤولية. ويقول الحسيني إن الأسد سأله لماذا لا يختار بديل عن هؤلاء مثلاً الياس الهراوي، ميشال الخوري، رينيه معوض وسواهم. فأجبناه ليترك للنواب حرية الإختيار ونحن لن نتدخل بعد الآن، وذلك جرّ علينا نقمة المسترئسين من الموارنة وما أكثرهم. وقد قبلنا بالقيام بالمبادرة دفعًا للتهمة التي كانت شاعت ومؤداها أن الموارنة يريدون التقسيم لذلك يعرقلون الإنتخابات، فبرهنّا أن سوريا هي التي لا تريد أن تجري إنتخابات رئاسية في لبنان، ويبدو أن الأسد قال للحسيني: لقد زار البطريرك بلداناً كثيرة ولم يزر سوريا، وعند الإحتفال بتنصيبه أرسلنا وزيرًا وموظفاً كبيرًا، فقال له المطران أبي نادر: والبطريرك أرسل للشكر خمسة مطارنة زاروا الرئيس الأسد».
على المحور الآخر، عاد سمير فرنجية وسيمون كرم الى بكركي في 30 أيار. نقل فرنجية الى البطريرك تحيات الرئيس الحص ووضعه في الأجواء التي رآها في دمشق، وبعد إتصاله برفيق الحريري الذي يسعى مع السلطات السعودية الى حل القضية اللبنانية، وينتظر من اللجنة الثلاثية التي شُكلت في قمة الدار البيضاء أن تتوصل الى وضع آلية حل. وأشار فرنجية الى الإصلاحات التي ربما تقول بعدم ترؤس رئيس الجمهورية مجلس الوزراء.