الرسائل العربية والدولية - التوجّس الأقلوي - النزف البطيء
في أقل من نصف قرن، وجد اللبنانيون أنفسهم، مرة ثانية، أمام مهمة إعادة تأسيس بلدهم.
ليس من مبالغة في القول إن أوجه الخراب امتدت لتشمل كل نواحي الحياة وأن الإفلاس هو السمة العامة، سواء في رؤية الدولة لنفسها وفي الحياة السياسية العامة. فلم يعد على الساحة اللبنانية غير سياسات الهوية والغيتوات المغلقة والتحشيد الطائفي ودعاة الحروب المذهبية المقبلة. وتُدار الصراعات السياسية، مثلما تُبنى التحالفات، على أسس التوجس الأقلوي والخوف من الأيام المقبلة والعداء الراسخ لكل تغيير.