مؤتمر تأسيسي أم تقسيم؟!

النوع: 

 

تصاعد الحديث في الآونة الأخيرة عن مؤتمر تأسيسي خارج لبنان. قد يكون هذا كلّه “بالونات” سياسية لتضييع المزيد من الوقت من قبل بعض الفرقاء السياسين والذي ما عاد يعنيهم شغور سدّة الرئاسة ولا حال البلد الإقتصادية والأمنية.

فلينتفض من حُرم من حقوقه وقُلِصت صلاحياته منذ إتفاق الطائف حتى اليوم وليطالب على العلن بتطبيق هذا الإتفاق والذي مُنعنا من تنفيذه منذ الوجود السوري حتى الأن، ولنُطبق الدستور الذي ينص على بنود مهمة جداً أبرزها أن لا سلاح غير السلاح الشرعي وحصر القرارات الإستراتجية بيد الدولة وبالتالي يتساوى الجميع أمام هذه البنود.

دور لبنان وسيادته من أبرز النقاط التي تناولها الدستور، فعندما يتم حصر السلاح بيد الدولة ويتم تسليح الجيش ليكون قادراً على حماية لبنان من أي إعتداء، وقد برهنت المؤسسة العسكرية أنها قادرة على مواجهة أي منظمة أرهابية، لن نعود بحاجة الى أي سلاح خارج هذه المنظومة، وتكون الدولة هي الحاكم تحت لواء الدستور والقانون.

اليوم يمر لبنان بأسوء مرحلة سياسية في تاريخه، فكرسي بعبدا شاغر والحكومة شبه موجودة والمجلس النيابي مقفل، ناهيك عن الوضع الإقتصادي الذي وصلنا إليه والوضع الأمني الهش من جنوب لبنان إلى شماله.

لا شك أن هناك قراراً دولياً بعدم السماح بإندلاع حرب أهلية في لبنان، ولكن من يضمن بقاء هذا القرار حياً؟

من يحثّ الأطراف اللبنانيين إلى ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية في ظلّ هذا التفلّت السياسي الحاصل؟، فـ”حزب الله” لا يعنيه إنتخاب رئيس لا من قريب ولا بعيد ومخططه أكبر وأوسع من كرسي رئاسي، وعلى الرغم من مطالبة الحزب بمؤتمر تأسيسي فالنيّة المبطنة هي المثالثة (مسيحي، شيعي، سني) وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً .

أما الأطراف المسيحية فهي منذ ثلاث سنوات تتخبط فيما بينها لتنتج رئيساً من القيادات المسيحية الموجودة من الصف الأول وكل المحاولات ماتت حتى الساعة.

أمام هذا الوضع، يقف لبنان عند مفترق طرق، إما تطبيق أتفاق الطائف والذي بدوره يعيد لملمة ما تبقى من الهيكل أو التقسيم..التقسيم الذي يطمح إليه الكثيرون، طُبق في مناطق محددة من لبنان، وأولها في الضاحية الجنوبية، فأصبحنا نحن الدويلة وهم الدولة الحاكمة والمسيطرة.

كما يترقب البعض الإنتخابات الرئاسية الأميركية بنتائجها وأنعكاساتها على الصعيد العربي وخصوصاً السوري والهدنة الهشّة التي لن تصمد كثيراً، لذا على القيادات جميعاً الخضوع للدستور والإجتماع لانتخاب رئيس في أسرع وقت حتى لا يتم إستغلال هذا الفراغ الأسود من قبل فريق معين وحصول أي عمل أمني كبير يتمثل بإغتيال كزلزال 14 شباط ويتم إجبار اللبنانيين على إنتخاب رئيس لا يمثلهم ولا يمثل طموحاتهم تحت أجندة خارجية معروفة النتائج والتبعية!

الكاتب: 
علي منصور
التاريخ: 
الجمعة, سبتمبر 23, 2016
ملخص: 
أمام هذا الوضع، يقف لبنان عند مفترق طرق، إما تطبيق أتفاق الطائف والذي بدوره يعيد لملمة ما تبقى من الهيكل أو التقسيم.. التقسيم الذي يطمح إليه الكثيرون، طُبق في مناطق محددة من لبنان، وأولها في الضاحية الجنوبية، فأصبحنا نحن الدويلة وهم الدولة الحاكمة والمسيط