الطريق الى الانتحار (الجزء الثالث)
لكن فات الاثنين ان سوريا كانت قد رشحت الرئيس فرنجيه ليتلهوا بمعارضته بينما هي تفاوض الاميريكيين على مخايل الضاهر فيما كان العماد عون يراهن على الخلاف الاميريكي السوري وعلى قدرته على منع اي عملية انتخابية لا يكون هو الرئيس بنتيجتها كما كان خياره الآخر باستلام الحكومة الانتقالية جاهزًا متى سقط خيار التسوية مع السوريين فكان ان ارسل فايز القزي مجددًا الى سوريا ونقرأ في الصفحة 169 من كتاب القزي ما يلي:
“غادرت منزل رفيق الحريري في دمشق لمقابلة ابو جمال مترددًا بنقل الرسالة الاخيرة له من ميشال عون بأنه يتطلع الى التفاهم معهم على موضوع الرئاسة حتى وان كان هذا التفاهم مخالفًا للأميريكيين وعندما سمع ابو جمال هذا الكلام مازحني “ريتك جيت قبل ساعة فلقد تأخرت وتم الاتفاق مع الاميركان على ترشيح مخايل الضاهر” وأضاف هذه المرة:”نرجو ان ينضم الجنرال الى الاتفاق فان كان صادقًا بوعده لنا بالتأييد حتى ضد الاميريكيين فان اضعف الايمان ان يقف الى جانبنا وقد توحد الموقف”.
مرة جديدة رأى العماد عون نفسه في مواجهة الخيار السوري في مرحلة من التقارب الوثيق بينهما فوقف محتارًا بين مواجهة سوريا وقطع العلاقة معها فيسقط مشروعه لتولي رئاسة الجمهورية وبين التماهي معها ودعم مرشحيها الرئاسيين فيسقط مشروعه السياسي فاختار الخيار الاول في سابقة معبرة حيث اصدرت قيادة الجيش بيانًا عنيفًا عارضت فيه الاتفاق الاميريكي السوري حاسمة فيه تحول الجيش الى حالة خاصة مستقلة بذاتها وغير خاضعة للسلطة السياسية في خطوة متقدمة للقبض على السلطة انما من خلال حكومة عسكرية يصح فيها كل قول الا ان يقال انها كانت وليدة الربع ساعة الاخير فنقرأ مرة جديدة في كتاب الاستاذ قزي في الصفحة 178 ما يلي:
“ذهبت توًا بعد زيارة الحسيني الى مقابلة العماد عون وبلغته الحوار وعندما عرضت له تصور الحسيني له رئيسًا للوزارة ينهي كل اشكال لمحت في عينيه بريقًا كنت المحه كلما كان على وشك اتخاذ قرار او موقف كبير وشعرت انه واثق ومطمئن للنتائج ولا ادري حتى الآن مدى تأييد الايحاء الذي تركته لدى الجنرال موافقة الحسيني المسبقة على فرضية استلامه رئاسة الوزارة.
ولعل هذا المدخل الى السلطة الذي لم يكن متوقعًا من قبل الجميع كان في خلفية الجنرال ومن بدائله المحتملة والمدروسة”.
ولعل ما حصل في تلك الليلة الاخيرة من عهد الرئيس الجميل سيبقى لغزًا معقدًا يحتاج فكه فك عقد بعض الالسنة سيما ان الرئيس الجميل كان من اشد المعارضين لتوزير العماد عون فكيف بتسليمه البلاد وقد وافق الرئيس الجميل وعلى مضض وذلك قبل يوم واحد من انتهاء ولايته على ما كان يقترحه الدكتور جعجع بتوزير الجنرال عون في حكومة مدنية وذلك لتفادي الصدام بينهما وتصريح الاستاذ كريم بقرادوني لبرنامج “حرب لبنان” الفصل السابع والذي عرض على قناة الجزيرة يؤكد هذه الواقعة لكن الابرز في هذا الاطار كان ما قاله رئيس جهاز المخابرات في تلك الحقبة العقيد سيمون قسيس للكاتب انطوان حول موافقة النواب المسلمين المقيمين في المنطقة الشرقية لدخول حكومة انتقالية مدنية (ورد هذا الامر ايضًا في كتاب سركيس نعوم “ميشال عون حلم ام وهم” ص 58)
كما يتساءل العقيد سيمون قسيس عن امرين : ” لماذا غير الرئيس الجميل رأيه في غضون اثنتي عشرة ساعة في العماد عون؟ اذ بعد اكثر من شهر من النقاش مع الدكتور سمير جعجع حول ضرورة مسألة توزير الجنرال وافق قبل ليلة واحدة على اسناد وزارة الى العماد عون في الحكومة الانتقالية ولكن مع تعيين قائد جديد للجيش.وكان يرفض في السابق مجرد اقتراح اسمه فكيف يصدر قرارًا بتعيينه رئيسًا للحكومة الانتقالية ولماذا؟ ولماذا ايضًا وافق الضباط المسلمون على المشاركة في الحكومة الانتقالية ثم قدموا استقالاتهم؟ الم يكونوا يعلمون ان ضغوطًا ستمارس عليهم للاستقالة؟ انا اعرف الجواب على السؤالين ولكن الوقت لم يحن بعد لقول كل شيء، ثمة اوان لكل أمر”.(انطوان سعد- “السادس والسبعون” الجزء الاول ص 167)
وبانتظار ان يأتي الاوان المناسب لتوضيح كيفية “اقناع” الرئيس الجميل بالموضوع يبقى الامر في خانة التحليل والاستنتاج لكن الواقع انه مع نهاية هذه الحقبة كان مشروع “ويبقى الجيش هو الحل” قد قبض على السلطة وان من خلال حكومة انتقالية كانت كافية في تلك المرحلة لبدء تنفيذ مشروع مكلف جدًا جدًا.
1989 حرب التحرير – مرحلة 1988
بدأت هذه المرحلة مع تسلم العماد عون لرئاسة حكومة عسكرية جمعت الى جانبه ضابطان مسيحييان وذلك بعد ان انسحب الضباط المسلمون المكونون للمجلس العسكري وبدأ عملية “تنقية الجيش” من الضباط “غير الموثوقين” وقد ابعد عن المواقع الحساسة الضباط المقربون من القوات اللبنانية ومن الرئيس الجميل بالرغم من ان العلاقة مع الدكتور جعجع في حينه كانت جيدة لكن المشروع المنوي تنفيذه كان يتطلب ضباطًا كاملي الولاء وقد صًنف الاستاذ قزي في كتابه الضباط المقربين من القوات بأنهم خارجون عن المناقبية العسكرية غير مدرك ان الجنرال عون كان ينتمي الى هذه الفئة في مرحلة سابقة وقد اورد القزي في الصفحة 183 ما يلي :
” ففي مجال تنظيم المؤسسة العسكرية اجرى تشكيلات فورية… اما داخل المؤسسة العسكرية فلم يكن الجنرال بحاجة الى اجراء الكثير من التعديلات بل كان يكتفي بابعاد بعض الرموز المناهضة له وذات اللون الفاقع وعلى الاخص الضباط الذين خرجوا عن المناقبية العسكرية وانحازوا في ممارسة عملهم العسكري الى القوات اللبنانية والميليشيات الحزبية او الرئيس امين الجميل شخصيًا…”.
مع انقسام البلد بين حكومتين على اثر رفض المسلمين الانخراط والاعتراف بالحكومة العسكرية واعترافهم بحكومة الرئيس الحص تحرك العرب في محاولة لتسوية الامور وايجاد مخارج للازمة المتفاقمة فكان ان دعيت الحكومتين الى لقاء مع اللجنة العربية يعقد في تونس لكن اللافت هناك كان الاهتمام الكبير بالعماد عون ومرد ذلك الى دعم العراق ومنظمة التحرير الفلسطينية له والتي توجت بلقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ما جعل العماد عون يسقط في فخ الانتصار الوهمي ويبدأ مباشرة بعد عودته من تونس بتوجيه رسائل للعرب والاميريكيين حول قدرته على ضبط الامور على الارض وبالتالي تأمين الدعم له ولمشروعه غير مدرك ان الدعم الذي حظيه في تونس كان مجرد رسالة الى السوريين في حسابات المصالح الاميركية وليس تأييدًا للعماد عون للسير قدمًا في مشروعه فاندلعت على اثر تونس اشتباكات بين الجيش والقوات بما عرف بمعركة 14 شباط وتحت حجة اشكال قواتي مع ضباط المغاوير في فاريا ونقرأ في كتاب القزي في الصفحة 199 ما يلي :
“لم يعد العماد عون من تونس مزهوًا بالانتصار المعنوي الذي احرزه بوجه خصومه الداخليين في لبنان فحسب بل بوعد عربي قوي وايحاء اميريكي ايضًا برز اثرهما في القرارات التي بدأ ينفذها على الارض…”. كما يبرز وبوضوح في كتاب “السادس والسبعون” للكاتب انطوان سعد خلفية معركة 14 شباط التي انتهت باقفال الحوض الخامس التابع للقوات اللبنانية في رواية للمطران ابو جوده : في الصفحة 210
“في الثالث من نيسان 1989 وعلى الرغم من القصف المتواصل على المناطق السكنية(حرب التحرير) توجه المطران ابو جوده الى قصر بعبدا بتكليف من البطريرك صفير لمقابلة العماد ميشال عون ….وكشف العماد عون ان بعض السفراء طلبوا منه استرداد مرفأ بيروت(الحوض الخامس) للموافقة على قرار اقفال المرافىء غير الشرعية.” كانت تونس الفخ الاول الذي يقع فيه الجنرال ومشروعه فدخل في صدام مع القوات اللبنانية على خلفية وعود باقفال المرافئ غير الشرعية في المنطقة الغربية لكن العكس هو الذي حصل فكان تنصل من الاتفاق الذي كان الرئيس الحص جزء منه لكن الاخطر كان في معاودة الاتصال بين السوريين وعون بعد ان سدد ضربة موجعة لألد اعدائهم في لبنان ومرة جديدة توهم عون ان هذه العلاقة ستخدم مشروعه الا ان السوريين كانوا ينوون استخدامه للقضاء على القوات اللبنانية ووصل الامر بالسوريين الى توجيه رسائل متناقضة للجنرال مغزاها انهم يؤيدون وصوله لرئاسة الجمهورية لكن العقدة تأتي من جانب القوات اللبنانية ويبدو ان العماد عون تنبه للامر لكنه كان قد اصبح محاصرًا بغضب قواتي نتيجة لمعارك 14 شباط كما بحصار بحري من قبل حلفاء سوريا نتيجة قراره باقفال مرافئهم غير الشرعية فكان للفكر العسكري دوره في الخروج من هذه الدوامة بالهرب الى الامام عبر اعلان حرب التحرير في 14 آذار 1989 ونقرأ في كتاب الاستاذ قزي عن تلك المرحلة ما يلي:
” كنت (الاستاذ قزي) في تلك الفترة الممتدة من 14 شباط حتى 14 آذار كلما التقيت عون تعمد ان يفهمني مباشرة أو مداورة أن العلاقة مع سورية عادت اليها الحرارة باتصالات مختلفة يقوم بها اصدقاء عديدون لكن ذلك لم يحفزني على اعادة احياء وساطتي بل آثرت عدم السقوط في تجربة أخرى فأنا اصبحت متيقنًا منذ تسلم الجنرال السلطة ان العلاقة بين الرجل وسوريا مستحيلة كما يفهمها هو وكما يريدها السوريون لكن اصحاب الوساطات والمتبرعين كان عددهم يفوق بكثير حجم الحاجة او الطلب ومهما سقط منهم خلال التجربة كان الباقي وحده كافيًا لخلق الوهم بأن الوساطة كانت مستمرة، وكان لبعض الضباط المقربين من عون امثال فؤاد الاشقر وعادل ساسين الدور الاهم في ذلك نظرًا لعلاقتهم الخاصة مع ميشال المر الوسيط الحاضر دائمًا لاي مسعى تجاه سوريا.
كنت شخصيًا قد انقطعت عن زيارة دمشق التي لم تعد تبدي لي اي اهتمام بملف المهجرين ملفي الاساسي معها بعد انهيار الوساطة مع الجنرال عون.فاستنكفت عن زيارة دمشق لأشهر امضيتها في باريس وعيني وقلبي على هذه العلاقة المستحيلة وصادف أن جئت لزيارة لبنان فقصدت الجنرال عون الذي بدا لي في بداية آذار 1989 شبه مطمئن الى تبدل الموقف السوري السلبي تجاهه ولم افهم هذا الشعور الا لاحقًا فبعد بضعة ايام من لقائي الجنرال التقيت الصديق رياض رعد واقترح علي ان ارافقه الى دمشق لنسافر الى باريس من هناك مع السيد رفيق الحريري وبعد وصولنا الى منزل الحريري في دمشق انتظرناه طويلا ولم يحضر بسبب قيام الرئيس الاسد بافتتاح قصر المؤتمرات الذي شيده الحريري على نفقته. وقدمه هدية لسوريا في بداية آذار 1989 لكن الحريري لم يعد ذلك اليوم الى مسكنه بل انتقل توًا الى عمان على ان يعود بعدها الى الشام وفي اليوم التالي ذهبت انا ورياض رعد الى المطار في دمشق حيث استقبلنا الحريري العائد بطائرته من عمان.
وعندما رآنا توجه فورًا نحوي وبحركة ودودة اصطحبنا الى سيارته وقادها بنفسه باتجاه منزله في دمشق،جلست الى جانبه ورياض رعد في المقعد الخلفي،قال:”لن اذهب غدًا الى باريس لقد غيرت برنامجي وذلك مفيد لأنك يجب ان تنقل رسالة الى صاحبك” ويقصد الجنرال ميشال عون وببسمته المميزة ولهجته الصيداوية المحببة والمفعمة بالأسلوب المباشر قال:”روح خبر صاحبك هالمرة الرئاسة الو”. وروى لنا ان الرئيس الاسد اصطحبه بعد الحفلة الرسمية في قصر المؤتمرات الى غداء خاص استمر من الثانية ظهرًا حتى السابعة مساء دار الحديث خلالها عن الانتخابات الرئاسية في لبنان.وقد اكد الرئيس الاسد “ان ميشال عون افضل المرشحين المؤهلين للوصول الى سدة الرئاسة فهو بالاضافة الى صفاته الاخلاقية ومميزاته العسكرية لم يقبل قيام اي علاقة او اتصال بينه وبين الاسرائيليين”.
بدا الحريري مذهولا مندهشًا بكلام الرئيس الاسد وثنائه على عون فسأله مستفسرًا اذا كان ذلك يعني ان سوريا ستؤيده في طموحه السياسي فأكد الرئيس الأسد كلامه للحريري قائلا:”يمكنك ان تنقل هذا الكلام عن لساني” فنحن نعتبره افضل المرشحين.
طبعًا كان هذا الكلام مفاجئًا لي و لرياض رعد الذي كان متعاطفًا دائمًا مع الجنرال عون رغم تأزم علاقته مع سوريا فلم ندخل الى منزل السيد الحريري بل عدنا فورًا الى بيروت حاملين رسالة رفيق الحريري مع تهنئته للجنرال بالرئاسة المؤكدة.
….وفي اثناء انتظارنا وصول السيارة لتنقلنا الى بيروت شعرت بيد تمسك بمنكبي من الوراء فالتفت فاذا بالعميد غازي كنعان يبادرني:”ولو بتروح على الشام،ولا تمر علي؟”.اعتذرت منه مؤكدًا انني لم اكن في زيارة لدمشق بل في طريق العبور الى باريس وانا الآن عائد الى لبنان لتغير الرحلة ولم اطلعه يومها على رسالة الحريري الى الجنرال ولكنه اخذني جانبًا وحملني رسالة اخرى قال فيها:”لقد ارسلت مع شخص آخر الى صديقك الجنرال،ان يبقى متنبهًا متيقظًا ليوم الثالث عشر من آذار وقل له ان هذه المعلومة مهمة يستطيع هو ان يقابلها بمعطيات أخرى قد تتوافر لديه”. وعندما اصررت عليه ان يوضح الرسالة اكثر قال لي :”أنت أخبره وهو يعرف ان القوات اللبنانية تحضر نفسها لمتابعة 14 شباط”.عدت الى بيروت وتوجهت فورًا الى قصر بعبدا وأبلغت الجنرال تفاصيل الرسالتين كما سمعتهما.
ولم يكن احد سوى الجنرال قادرًا على اكتشاف الهدف الحقيقي من الرسالتين المتزامنتين، هل كان ذلك ايحاء بخطة ما تقضي بتلويح قبوله رئيسًا مقابل دفعه الى صدام مع القوات اللبنانية وتصفيتها بعد توقف معركة 14 شباط؟ ام كانت رسالة سورية الى اميركا بالتعاون مع عدوها ميشال عون لاقحامه في لعبة التصارع الاقليمي والمصالح الدولية؟
في هذا الوقت كان ميشال عون وبعد الصدام بينه وبين القوات قد وضع مشروعًا يعيد هيبة الدولة ولو نسبيًا تجاه الميليشيات وقد سربه الى سليم الحص عبر قنوات خاصة.وتم التوافق على اقفال المرافئ غير الشرعية التي كانت مصدرًا للشكوى المحلية والدولية وبوابة الحرب والجريمة.
بدلا من ان يفيق لبنان في 13 آذار على صدام بين الجيش والقوات كما رسم سابقًا وكما توقعته رسالة العميد غازي كنعان،قرعت الميليشيات والقوى في المنطقة الغربية طبول الحرب ضد ميشال عون اذ راحت قذائف متفرقة تتساقط يوميًا ابتدا ء من 6 آذار على مرفأي بيروت وجونيه دون ان يرد الجيش اللبناني على هذه القذائف حتى صبيحة 14 آذار،في هذا اليوم تساقطت فجأة قذائف مدفعية مجرمة على مستديرة الاونيسكو فحصدت عددًا كبيرًا من المدنيين الابرياء وجاء الرد سريعًا ومبرمجًا بقصف وزارة الدفاع حيث اصيب مباشرة مكتب الجنرال عون الذي بادر الى تسمية هذه الحرب ب “حرب التحرير” مختصرًا بذلك المسافات السياسية بينه وبين السوريين معلنًا انقلابه النهائي على هذه العلاقة التي بدت له ممكنة قبل ايام وبدت لكثيرين غيره انها واعدة ومتحققة حتى يوم الانفجار في 14 آذار وهي في الحقيقة والواقع علاقة مستحيلة.
لم يكن لميشال عون اي شريك او حليف في هذه الحرب لو لم تبادر القوات اللبنانية الى اللحاق بموقفه دفاعاً عن المنطقة الشرقية متجاوزة الآثار السلبية التي تركتها معركتها مع الجيش في 14 شباط”.