أبعد من إشتباكات الطيّونة

النوع: 

 

يتحكم الإرتباك بالمنظومة العاجزة عن التعايش مع مشاريع المحور الإيراني في لبنان. ولا نعرف إن كانت تحاول إجتراح مخارج ترقيعية، سواء في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب على الطريقة اللبنانية. فقد وضعها الحاكم بأمره أمام إحتمالات لا تؤدي إلا إلى طرق مسدودة.

ماذا ستفعل المنظومة بعد إصدار الأحكام الميدانية وطرح الذمية والخضوع إلى حماية 100 ألف مقاتل للأقلية المسيحية في لبنان؟

و"إقعدوا عاقلين وتأدّبوا"... أو تذكروا مرحلة ما قبل إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005... آنذاك بدا الحريري مطمئناً إلى أن التغيير سيحصل عبر وسيلة ديموقراطية لا يستطيع شيئاً حيالها النظام الأسدي من خلفه المحور الممانع الذي كان قد بدأ تثبيت مشروعه. ولعل محاولة إغتيال مروان حمادة كانت الإشارة الدموية الجدية الأولى لإلغاء إحتمال التغيير المرتقب.

وكان الحريري يعلم أن ضفة معارضة الوصاية قد تبلورت واشتد عودها مع مواقف واضحة لقوى سياسية قررت كسر حاجز الإذعان.

وكان يتحضر للإنتقال إلى هذه الضفة... ثم كان الإغتيال وتلته إغتيالات وتفجيرات وحرب تموز 2006 و7 أيار 2008. وكل هذا التاريخ القريب من مخطط القضاء على حركة "14 آذار" بالدم والقتل المبرمج والمصادرة الممنهجة للسيادة وتسليم البلد بالكامل للمحور الإيراني.

واليوم، هل يمكن القول بأن عشية انتخابات 2022 تحمل الإحتمالات ذاتها، لذا يفرض الواجب الشرعي تفجير البلد لإلغائها حتى لا تأتي نتائجها شبيهة بما كان مأمولاً في عام 2005 لولا إغتيال الحريري؟

هل يعتقد الحاكم بأمره أن الأكثرية البرلمانية لن تكون لمحوره إذا ما فتحت صناديق الإقتراع لأصوات اللبنانيين الكافرين بهذه المنظومة ومن يطيل عمرها قسراً وقهراً لهم؟

هل يصدق أن نسبة كبيرة من اللبنانيين وصلوا إلى مرحلة "صفر خوف" على الرغم من إصراره على فائض القوة بأسلوب أو بآخر ليتحكم بالسيادة ويصادرها؟ هل يصدق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتحدث عن أكثرية مغايرة للحالية ستفرزها هذه الصناديق؟ ليس بالضرورة أن تكون لصالح حزبه فقط؟ ربما ستأتي لصالح قوى جديدة خارجة عن المنظومة الحالية بكل من فيها؟

هل المطلوب قراءة لما هوأبعد من إشتباكات الطيونة-عين الرمانة ومن قبع المحقق العدلي طارق البيطار؟

فقد حرص صاحب الخطاب على سردية تاريخية بعين واحدة، وشيطنة جعجع والقوات استنسابياً، كما عمد إلى تحميله وفريقه السياسي كل تبعات الحرب اللبنانية.

نسي صاحب الخطاب أنه وحزبه وحلفاءه شركاء في تلك الحرب الأهلية، والعدالة تستوجب إعتبار كل من شارك مجرم حرب ولا يختلف عن القادة الآخرين "كلهم...ويعني كلهم"... حتى لو أصبحوا اصحاب نفوذ وتسلموا مقاليد البلد في زمن السلم الهش.

هل يمكن الإستنتاج أن غاية الخطاب هي إدخال البلاد في موجة شلل غير مسبوقة مع فوضى أمنية تطيح بالإنتخابات وبالتفاوض مع صندوق النقد الدولي وبأي مشروع إصلاحي يحد من الإنهيار الحالي؟

وهل يشكل بنك الأهداف هذا خريطة طريق وضعها رأس المحور في ضوء المعطيات الإقليمية التي تشير إلى حاجة إيران لمزيد من الخراب في العواصم التي تديرها بجيوش تتباهى بها لأنها مأزومة في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي؟

فعقب زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بدأ الشلل الحكومي ومن ثم بروفة الفتنة... وبعد كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله يبدو أن الخير لقدام...

الكاتب: 
سناء الجاك
التاريخ: 
الأربعاء, أكتوبر 20, 2021
ملخص: 
إقعدوا عاقلين وتأدّبوا"... أو تذكروا مرحلة ما قبل إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005... آنذاك بدا الحريري مطمئناً إلى أن التغيير سيحصل عبر وسيلة ديموقراطية لا يستطيع شيئاً حيالها النظام الأسدي من خلفه المحور الممانع