معادلة فرنجية "رئيسا": إما الفوضى أو الفيدرالية

النوع: 

 

عندما أعلن النائب طوني فرنجية تأييده الفيدرالية في حال كانت "حلاً واقعياً للبنان" شنّ حلفاؤه هجوما عنيفا عليه لاسيما بيئة حزب الله الرافضة رفضا قاطعا لهذا المصطلح وتتهم مؤيديه بالعمالة و"الصهينة".

طوني فرنجية الذي عاد واستدرك قائلا إن الاقرب الى الواقع هو اللامركزية وترشيد الحكم المركزي، كان يعي جيدا ان تصريحاته ستثير بلبلة وحفيظة قاعدة شعبية بات هو الوحيد الاقرب اليها بالنسبة للاطراف المسيحية الأُخرى، ولكن كلام النائب الزغرتاوي هو نفسه ما تشتمّه الاطراف في الداخل من المطابخ الغربية حيث تشير المعلومات الى أن الامور لا تستوي مستقبلا في لبنان الا باعتماد اللامركزية الموسعة والتي سيكون عرابها الرئيس المقبل، وهي قد تتطور الى ما يُشبه الفيدرالية.

في جُعبة الثنائي حزب الله حركة امل اسم وحيد يفاوضون عليه وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وتقصّد الرئيس نبيه بري طرحه اليوم أمام الرأي العام العربي والغربي للوصول معهم الى تسوية رئاسية قد تكون مع الرجل ولكن بكلفة تفرضها الدول المعنية بهذا الملف.

وتشير مصادر دبلوماسية غربية الى أن النظام اللبناني بحاجة الى عملية جراحية ضرورية لاعادة هيكلته من جديد، مؤكدة أن الاستحقاق الرئاسي وضع على نار حامية وان المعنيين بهذا الملف شغَّلوا محركاتهم للتفاوض على اسم الرئيس العتيد في تموز المقبل وهي فترة كافية للمفاوضات على السلة التي تشمل حكومة جديدة تأتي بحسب التوافق السياسي.

ومع أن الثنائي طرح اسم فرنجية للرئاسة الا أن المصادر تضعه في خانة التفاوض، ولكن في حال كان الطرح جديا والحزب كما الحركة متمسكان بالرجل كما تمسك حزب الله بالرئيس ميشال عون قبل ست سنوات، فنحن هنا امام معادلة جديدة قد تأتي بفرنجية رئيسا الا أنها لن تستمر طويلا وستسقط مدتها سريعا كما حصل مع تسوية الرئيس ميشال عون مع الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية، الا أن ارتداداتها اليوم بحسب المصادر، فستكون خطيرة وقد تُقصي فرنجية من الكرسي الرئاسي باكرا وستطل علينا تسويات تطال الدستور اللبناني، فيكون حكم فرنجية فاتحة لتعديلات دستورية جوهرية تدفع بلبنان نحو اللامركزية الموسعة أو الوصول بشكل دراماتيكي نحو الفيدرالية وهو أمر لن يكون مرفوضا من قبل الطرف المسيحي من تيار وقوات وكتائب، فهذه القوى ورغم تأكيدها التمسك بدستور الطائف، الا أنها ستبادر الى طرح الفيدرالية في حال وصلت الى حائط مسدود مع حزب الله.

وفق المصادر فإن الاصرار على فرنجية يعني الذهاب بالبلاد نحو الفيدرالية، فالوضع الاقتصادي والمالي لا يسمح برئيس يصل بفيتو سعودي أو ايراني الى الحكم ولو كان للاميركيين والاوروبيين حصة فيه، فالازمة ان طالت ولم يُبادر الخليج وتحديدا السعودية الى التدخل فسنكون امام نسخة رئاسية شبيهة بالرئيس ميشال عون وربما "أسوأ" وفق التعبير الدبلوماسي، اذ أن البلاد لا تحتمل تضييع المزيد من الوقت لتثبيت معادلات رئاسية لفريق على حساب الوطن، وبالتالي فإن الاطراف مدعوّة الى التعقل لا التحدي، وما يسري اليوم في الشارع المسيحي والسُني من طروحات قد تنسف الطائف وتُحرك مجددا الاحزاب والتيارات المناهضة للحزب.

وتتخوف المصادر من اعادة سيناريو سليمان الجد مع الحفيد في حال وصل الاخير الى سدة الرئاسة. فالاول خانته المصالح الغربية والعربية وكانت الشماعة الفلسطينية بداية نهاية ولايته بعد انطلاق شرارة الحرب الاهلية في لبنان عام 1975، وبقي على سدة الرئاسة رغم كل الانشقاقات التي حصلت داخل الجيش آنذاك، وفي حال جاء تقاطع المصالح بسليمان الحفيد رئيسا للجمهورية فإن المؤشرات الغربية والعربية تؤكد أن طبخة التسويات لم تكتمل وأي خطوة لايصال رئيس تيار المردة اليوم ستكون كلفتها عالية على النظام اللبناني.

الكاتب: 
علاء خوري
التاريخ: 
الاثنين, مارس 6, 2023
ملخص: 
وفق المصادر فإن الاصرار على فرنجية يعني الذهاب بالبلاد نحو الفيدرالية، فالوضع الاقتصادي والمالي لا يسمح برئيس يصل بفيتو سعودي أو ايراني الى الحكم ولو كان للاميركيين والاوروبيين حصة فيه،