"السنّية السياسية" تستنفر ضد دياب.. وحراك خجول للمنتفضين

النوع: 

 

تابعت اليوم مجموعات من الثوار والناشطين، المنضوين في ثورة 17 تشرين الأول، تحرّكاتهم. فاعتصم عدد من منهم أمام فرع مصرف لبنان في صور، حيث رفعوا لافتات مندّدة بالسياسات المصرفية وبحاكم المصرف رياض سلامة. وتحت العنوان نفسه، تحرّك العشرات أيضاً في مدينة النبطية، حيث نظمّوا وقفة احتجاجية قرب السرايا الحكومية في المدينة، مطالبين بإقالة حاكم مصرف لبنان واستعادة المال المنهوب. وأكد المعتصمون عودتهم إلى "ساحات الثورة"، ومواصلة حراكهم ضد الفاسدين حتى إسقاطهم.

كرة الهجوم على حاكم المصرف بدأت تكبر، خصوصاً أنه سبق لمجموعات تابعة للثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، أن شاركت في التحرّكات ضد سلامة في بيروت. ويبدو أنّ الحرب الكلامية في أشدّها بين فريقين في لبنان، الأول يحاول إسقاط سلامة والثاني يدافع عنه ويهاجم رئيس الحكومة حسان دياب لإسقاطه. الأمر الذي يؤكد أنّ الأزمة السياسية في طريق تصاعدية ستزيد من محنة اللبنانيين، الذين يعيشون أزمة معيشية غير مسبوقة تخطى خلالها سعر صرف الدولار 4000 ليرة لبنانية.

وبينما كانت المواقف تتوالى، في الهجوم عليه والدفاع عنه، أكمل دياب يومه بشكل طبيعي، فزار مقرّ قيادة قوى الأمن الداخلي استكمالاً لجولاته على القيادات الأمنية. كما تلقى إتصالين من نظيريه الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح والقطري خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، تم البحث فيهما في المستجدات المحلية والإقليمية وفي العلاقات الثنائية مع كل من البلدين وسبل توطيدها.

فضل الله لإسقاط الحصانات

وكان واضحاً الكلام الصادر عن عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن فضل الله، في الحرب على سلامة. فأشار إلى أنّ دياب كشف "حجم المبالغ المحوّلة إلى الخارج في الآونة الأخيرة. وهو ما يستدعي تحرّكاً عاجلاً للقضاء وكشف المتورطين". فأكد فضل الله على كون "المرحلة تتطلّب قرارات جريئة واستثنائية، وإسقاط جميع الحصانات التي يحتمي بها الفاسدون".

فورة "سنّية"

واتّخذت قيادات من الطائفة السنية اليوم من إطلاق حملة لدعم المحتاجين في دار الفتوى، منبراً لاستكمال ما بدأه زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أمس، وشنّت الهجوم على دياب والحكومة. فقال النائب نهاد المشنوق إنّ "ثمة مؤامرة على السنية السياسية وعلى أهل السنة"، مشيراً إلى أنّ "دياب ومنذ لحظة تكليفه وتشكيل الحكومة يتصرّف على طريقة الذي يقود السيارة وهو ينظر إلى الخلف، وبالتالي من الطبيعي أن يفوت بالحيط". وفي إشارة إلى من يدعم دياب قال المشنوق "نحن قدّها وقدود وما حدا بيطلعلو، لا هو ولا معلّمو الصغير، نحن قادرون على مواجهة المؤامرة، فليخرج دياب من الحكومة لكونه مش قدّها، إن شاء الله لا يكون جزءاً من هذه المؤامرة"، داعياً إلى تشكيل جبهة مقاومة على هذه المؤامرة.

السنيورة: عربة وحصان

وكان للرئيس السابق فؤاد السنيورة وصف آخر لواقع دياب والحكومة، إذ أشار إلى أنّ مواقف الأخير "مثل وضع العربة أمام الحصان"، لافتاً إلى أنّ الخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعيشها اللبنانيون لا يكون إلا "بالأصول والمؤسسات وليس بالقرارات الشعبوية، ونحن اليوم نعاني من انحسار كامل للثقة بين المواطنين والدولة والمجتمع السياسي ككل، ولاستعادة الثقة يجب العودة إلى الأصول واحترام الدستور والطائف". وأكمل السنيورة هجومه على دياب سائلاً "كيف يمكن استعادة ثقة الناس ولم نحلّ ملف التشكيلات القضائية؟ ولم نطبق قانون الكهرباء المقرّ منذ 18 عاماً، ونمنع اللبنانيين من المناقشة مع صندوق النقد الدولي"؟

سلام: تواضعوا!

وفي السياق نفسه، دعا رئيس الحكومة الأسبق، النائب تمام سلام، أنّ الحل أولاً يكون "بأن يتواضع بعض المسؤولين الّذين يعتبرون أنفسهم مرجعاً وفوق الجميع، وأن يلجؤوا إلى الإصغاء لوجع الناس". ودعا سلام السياسيين إلى الخروج من منطق المزايدات إذ "لا يمكن للمسؤولين أن يضعوا أنفسهم في موقع أخذ الثأر أو التصدّي والدخول في جوّ المزايدات والمشاحنات السياسيّة الّتي لا تؤدّي إلى نتيجة وعمل بنّاء"، داعياً إلى "تشكيل هيئة تدقيق بكلّ ما تمّ صرفه والتعاطي معه خلال كلّ هذه السنوات". فشدّد على أنّ "لا أحد في منأى عن المساءلة والمحاسبة من الرأس إلى أصغر مركز في الدولة".

المصدر: 
التاريخ: 
السبت, أبريل 25, 2020
ملخص: 
وكان للرئيس السابق فؤاد السنيورة وصف آخر لواقع دياب والحكومة، إذ أشار إلى أنّ مواقف الأخير "مثل وضع العربة أمام الحصان"، لافتاً إلى أنّ الخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعيشها اللبنانيون لا يكون إلا "بالأصول والمؤسسات