سيناريوهات الليلة الأخيرة من ولاية عون..مالك: مغامرات فاشلة!

النوع: 

 

كلما اقترب موعد الإنتخابات الرئاسية يرتفع منسوب التوتر لدى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وهو يرى الأمور تتفلّت من قبضته شيئًا فشيئًا، وحلم الرئاسة يتلاشى. لكن الرجل لا ييأس، في جعبته خطط جهنميّة، لا تقيم اعتبارًا للأثمان التي سيدفعها البلد وناسه بسبب طموحاته التسلطيّة، في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان. وعلى القاعدة، أنّ الغاية تبرر الوسيلة، يبتكر باسيل خطّة تناسب كلّ مرحلة، ويتدرّج في سلّم الأنانيات الشخصيّة، المغلّفة "بالحقوق المسيحيّة"، وفق ما تقتضيه التطورات الرئاسيّة، آخرها القنبلة الدخانيّة التي فجّرها بوجه الدستور اللبناني، بتهويله بعدم الإعتراف بالحكومة في حال الشغور الرئاسي، واعتبارها "مغتصبة للسلطة فاقدة للشرعيّة وساقطة مجلسيًّأ ودستوريّا وشعبيًّا".

نسي رئيس الظل أو تناسى أنّ موقفه هذا يشكّل أكبر اغتصاب للسلطة الشرعية، وانقلابًا على الدستور وحقدًا دفينًا على الطائف. إذ لا يملك أيُّ مسؤول في الدولة اللبنانية مهما علا شأنه، بمن فيهم رئيسُ الجمهورية، صلاحيةَ تنصيب نفسه وليًّا على الدستور ونصوصه، يحذف ما يشاء ويُبقي ما يشاء، ويفسّر مواده كما يحلو له.

الخبير الدستوري سعيد مالك: لا يمكن التذرع بالفراغ والصلاحيات تناط بالحكومة

إذا كان هناك من مواد دستورية تحتاج إلى تفسير، وحده المجلس النيابي الجهة الصالحة لتفسير الدستور. وبما خصّ انتقال صلاحيات الرئاسة إلى الحكومة، النص الدستوري واضح، يقول الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك "هناك مبدأ قانوني عام، هو أن لا اجتهادات في معرض النص، لسنا أمام فك طلاسم، هناك دستور واضح وعلينا الإحتكام إلى مواده، وعدم الذهاب إلى اجتهادات غب الطلب وصولًا إلى تحقيق مكاسب في عشية انتهاء ولاية العماد ميشال عون". في حديثه لـ "

لبنان 24" أضاف مالك  "المادة 62 من الدستور، تنص صراحة على أنّه في حال خلو سدّة الرئاسة لأيّ علّة كانت، تناط صلاحيات رئاسة الجمهورية بمجلس الوزراء وكالة، حتّى انتخاب رئيس جديد. ولم يذكر النص ما إذا كان يجب أن تكون الحكومةُ كاملةَ الأوصاف أو حكومةَ تصريف أعمال. كما أنّ المادة 62 من الدستور اللبناني مأخوذة من المادة 7 من الدستور الفرنسي، تحديدًا في الجمهورية الثالثة وكرُرت في الرابعة والخامسة، وهي تتكلم صراحة أيضًا أنّه عند خلو سدّة الرئاسة، تناط صلاحيات رئيس الجمهورية برئيس مجلس الشيوخ وإلّا في حال تعذر ذلك، بالحكومة. هناك إجماع في كافة الأنظمة الدستورية، على أنّ رئيس الجمهورية ليس باستطاعته أن يتذرّع بالفراغ للقيام بأي تصرّف، ومصادرة القرار والبقاء في القصر، بالتالي يقتضي على رئيس الدولة وبكل احترام حزم حقائبه ومغادرة القصر عند انتهاء ولايته، ومن يتولى الصلاحيات هي الحكومة. ولن نكون أمام فراغ في حال لم تتألف حكومة جديدة، لأنّ المفهوم الذي هدف لتكريسه المشترع، عملًا بمبدأ الإستمرارية في الدولة، وحؤولاً دون الفراغ، وحرصًا على سلامة الدولة ومسؤولياتها وإداراتها، من أجل ذلك تناط هذه الصلاحيات بالحكومة، سواء كانت حكومة تصريف أعمال أو كاملة الأوصاف".

"الفوضى الدستورية تقابلها فوضى دستورية" ماذا قصد باسيل بهذا القول؟ خصوصًا أنّ رئيس الجمهورية تناغم وتصريح صهره، ملوحّا بـ "خطوة تالية" له في الأسابيع الأخيرة من عهده.

ترك باسيل مفاجأة "الفوضى الدستورية" خاصته من دون توضيح، هكذا فعل أعوانه في تياره، لكن، المستغرب، وربما غير المستغرب، ما نُسب إلى رئيس الجمهورية ميشال عون من حديث لصحيفة "الجمهورية" ما حرفيته أنّ مثل هذه الحكومة (حكومة تصريف الاعمال الحالية) غير مؤهّلة لتسلّم صلاحياتي بعد انتهاء ولايتي، وأنا اعتبر أنّها لا تملك الشرعية الوطنية للحلول مكان رئيس الجمهورية، ولذلك ما لم يُنتخب رئيس للجمهورية أو تتألف حكومة قبل 31 تشرين الأول المقبل، وإذا أصرّوا على ان يزركوني، فإنّ هناك علامة استفهام تحيط بخطوتي التالية وبالقرار الذي سأتخذه عندها".

الكاتب: 
نوال الأشقر
المصدر: 
التاريخ: 
الاثنين, سبتمبر 12, 2022
ملخص: 
"المادة 62 من الدستور، تنص صراحة على أنّه في حال خلو سدّة الرئاسة لأيّ علّة كانت، تناط صلاحيات رئاسة الجمهورية بمجلس الوزراء وكالة، حتّى انتخاب رئيس جديد. ولم يذكر النص ما إذا كان يجب أن تكون الحكومةُ كاملةَ الأوصاف أو حكومةَ تصريف أعمال.