لا مهلة للرئيس المكلف ولكن ماذا لو أخذ مجلس النواب المبادرة؟
الضغوطات على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تتعاظم في ظل أزمة تأليف الحكومة، وآخرها ما يلوّح تيار رئيس الجمهورية خصوصا من مهلة التأليف ليست مفتوحة.
مصدر اعلامي مطّلع أشار الى ان التصريحات المتطرفة التي تصدر من حين لآخر من قبل عدد من مسؤولي تيار رئيس الجمهورية (الوطني الحرّ)، ليست سوى تصريحات القصد منها المزاودة والتهويل، من أجل محاولة تصدّر هؤلاء لقيادة معسكر الممانعة الذي يضغط على الرئيس الحريري لتحقيق عدة مطالب تصحب تأليف الحكومة وتجعله يقبل بالحصص والحقائب التي تناسب فريق حزب الله وتغدق عليه أكثرية وازنة كَمّاً ونوعاّ.
واستبعد المصدر الاعلامي “إمكانية اتخاذ رئيس الجمهورية خطوات دراماتيكية والخروج عن فكرة حكومة الوحدة الوطنية او المسار التوافقي بطرحه سحب التكليف من الحريري، اذ سيبدو حينها طرفا منحازا في اللعبة السياسية من خلال استهدافه رئيس الحكومة، كما ان حزب الله لا يسعى الى افتعال ازمة داخلية تظهره في هذه المرحلة انه مرتبط بالخارج”.
ماذا يقول الخبير القانوني والاقتصادي الدكتور انطوان سعد حول دستورية الجدل القائم اليوم واصدار رئيس الجمهورية بيان رئاسي يسحب بموجبه تكليف رئيس الحكومة سعد الحريري بدعوة من مجلس النواب؟
سعد اكد في حديث لـ”جنوبية” ان “لا احد بإمكانه سحب التكليف من رئيس الحكومة، وقد جرت محاولات قبلا لتقليص صلاحياته التي كفلها اتفاق الطائف من خلال تعديله، في المناقشات التحضيرية طرح البعض اعطاء مهلة شهر لاستكمال عملية التأليف ولكن الرئيس تمام سلام اعترض ورفض وضع رقابة على الرئيس المكلف، لذلك يعود الامر الى ضميره ووجدانه، فلم تذكر المهلة في النص”.
واضاف سعد ” هناك امكانية ان تقوم الاكثرية النيابية التي كلفت رئيس الحكومة بعملية التأليف ان تشكل اكثرية جديدة تسمي رئيسا مكلفا اخر، ودستوريا بالمبدأ لا يطلب من الرئيس المكلف اي شيء سوى ان يعتذر شخصيا وبنفسه عن عملية التأليف”.
وختم الدكتور انطوان سعد “اذا ثبت وجود اغلبية نيابية جديدة من شأنها ان تقول للرئيس كانت الاكثرية معك ولم تعد كذلك، من خلال كتاب توجهه لرئيس الجمهورية ويناقش بحيث يتم التأكد والتثبت من ذلك، عندئذ قد يسمي رئيس الجمهورية الشخصية الجديدة التي اعاد النواب تكليفها لتشكيل الحكومة.”.