بيروت اوبزرفر عن جريدة النهار
هل يَنحصِرُ تأثيرُ الانتخاباتِ النيابيّةِ هذه المرّة على النظامِ ال#لبنانيِّ أم يَمتدُّ إلى الكيانِ اللبناني؟ في الدولِ الديموقراطيِّة المكتَمِلةِ التكوينِ الوطنيِّ يَقتصِرُ تأثيرُ الانتخاباتِ على تداولِ السلطةِ بين الأكثريّةِ والأقليّة، ولا يَطالُ النظامَ ولا الكيان. هكذا كانت الحالُ في لبنان حتى انتخاباتِ 1992 التي انعكسَت على النظامِ بوجْهَيه الدستوريِّ والميثاقيّ، وانتخاباتِ هذه السنةِ، 2022، التي ستَنعكِسُ حتمًا على النظامِ، وربما على الكِيان. فلا نَدَعِ الحملاتِ الانتخابيّةَ الفائضةَ والبرامجَ الشعبويّةَ المدَبْلَجةَ تَخدَعُنا وتُبعِدُنا عن جوهرِ الاستحقاقِ الانتخابيّ.
ما شَكَّك اللبنانيّون في انتخاباتٍ نيابيّةٍ بقدْرِ ما يُشكِّكون في انتخاباتِ 15 أيّار المقبِل. أسبابُ التشكيكِ عدةٌ، أبرزُها: الارتيابُ بنيّاتِ السلطة، التخوّفُ من الوضعِ الأمنيِّ، التوجُّسُ من التدهورِ الماليّ والفوضى، وعدمُ الثقةِ بأنَّ الانتخاباتِ ستؤدّي إلى التغييرِ الإيجابيِّ المنشود.
إطلالة الأمين العام لـ” حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء الأربعاء للإعلان عن انطلاق الحزب في خوض الانتخابات النيابية في منتصف أيار المقبل، رفعت منسوب الحماوة في الاستحقاق، الذي ما يزال يتأرجح بين احتماليْ إنجازه وتأجيله حتى اليوم. لكن في ضوء إعلان الحزب رسمياً انخراطه في السباق، لم يعد خافياً أن طرفَي المواجهة الحقيقية في هذه الانتخابات هما بين شعارين: الأول، “سلاح المقاومة أكبر بكثير من قصّة أغلبية أو أكثرية”. والثاني “لا دولة مع سلاح حزب الله”.
كيف استطاع الشيخ نعيم قاسم أن يصل الى هذه الدرجة من تصديق ما قاله النظام الإيراني، من أن بيروت باتت تقع تحت سيطرة طهران، لكن حتى هذا النظام لم يصل الى ما وصل إليه قاسم، في أن يخيّر كل اللبنانيين بطوائفهم الـ18 بمن فيهم الشيعة أيضاً قبل المسيحيين والسنة والدروز وغيرهم، بين قبول ذلك أو البحث عن حل آخر، بمعنى البحث عن بلد آخر؟
الصفحات