موقع لبنان الكبير

إستهداف عون لرئاسة الحكومة مدخل للإطاحة بدستور "الطائف"

 

منذ التسوية "الجهنمية" التي أتت بالجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، وضع هدفاً مركزياً نصب عينيه، تمثّل في الانقلاب على دستور "الطائف"، بعدما كان قد أقسم عليه! وذلك بهدف إسقاطه، تحقيقاً لما يختزنه في نفسه من تمرّد متأصل وراسخ عنده، منذ استيلائه عنوة على قصر بعبدا، وخوضه حروباً عبثية خاسرة جلبت التنازلات والنكبات على المسيحيين خصوصاً، واللبنانيين عموماً، على الرغم من كلّ المحاولات التي لم يكترث لها، بأن يكون جزءاً من التسوية الدولية - الاقليمية بإنهاء الحرب اللبنانية، بعدما نضجت ظروفها.

إستياء مسيحي من "حماس" الراعي للمؤتمر الدولي

 

لم تكن عظة الأحد التي تلاها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي هادئة، خصوصاً أن دعوته المتكررة الى المؤتمر الدولي لا تزال قائمة ولكن هذه المرة بجدية أكبر. وتحدث عن مجلس النواب الذي وصفه بـ "الفشل الذريع" لعدم تمكنه من التوافق على مرشح جديد للاستحقاق الرئاسي، معتبراً أن الجلسات الخمس الأخيرة كانت بمثابة مسرحية هزيلة أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد لأنهم يعتقدون أنه غير ضروري للدولة، كما أنهم يحطون من قيمة الرئيس المسيحي الماروني.

إجتهادات غير دستورية لدستور يطيح به من أقسم عليه!

 

تعتبر دساتير الدول، بإجماع الفقهاء القانونيين، هي القانون الأعلى والأسمى في أيّ دولة، حيث يفترض أن تكون جميع النصوص القانونية والقواعد التطبيقية، التي تنظم عمل الدولة بكلّ مؤسساتها الدستورية وإداراتها العامّة، مطابقة وملائمة لدستور الدولة، وبالتالي أيّ قوانين تخالف أحكام الدستور، وإن أقرتها السلطة التشريعية، فإنّها عرضة للإبطال لدى المحكمة المختصة.

ماذا لو توّحدت المعارضتان على إسم رئاسيّ واحد؟

 

يتصدّر الاستحقاق الرئاسي لائحة الأولويات لدى القوى السياسية، على الرغم من الكلام الجديّ عن شغور قد يحصل في مقام رئاسة الجمهورية، نتيجة الخريطة السياسية التي أنتجتها الانتخابات النيابية في المجلس النيابي الجديد وخلقت توازناً بين القوى السياسية يمكن أن يترجم تعطيلاً متبادلاً لجلسات الانتخاب.

خط أحمر دولي - سعودي لـ"الطائف"

 

فيما يحضر لبنان على أجندات الدول الكبرى التي لا تزال على الرغم من انشغالاتها بالقضايا والأزمات العالمية، تحاول رسم خارطة طريق لخلاص البلد الصغير من مشكلاته الكبيرة، كانت مراكب الموت تشق طريقها في عرض البحر نحو أصقاع العالم لأن هناك أناساً جاعوا في وطن لم يأبه مسؤولوه بصراخهم واستغاثتهم وطلبهم النجدة، فرموا أنفسهم في الأمواج العاتية غير مترددين ولا معتبرين من مصير من سبقهم لأنهم كما يقولون "ان لم نمت في البحر فسنموت على البر".

بري يطلق "لوتو" الرئاسة الخميس... وباسيل يعترف بالطائف في دار الفتوى

نهاية عهد وبداية فراغ

 

دخلت البلاد فعلياً في مرحلة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذه المرحلة تبدأ قبل شهر أو حتى شهرين لكن في حال لم يلتئم مجلس النواب بناءً على دعوة رئيسه لانتخاب رئيس جديد فإن المجلس يجتمع حكماً في اليوم العاشر الذي يسبق مهلة إنتهاء ولاية الرئيس...

في الطائف ورجال الدولة

 

عندما قرر المجتمعان العربي والدولي وضع نهاية للحرب الأهلية التي عصفت بلبنان فترة 14 عاماً، انتقل النواب المنتخبون في العام 1972 إلى مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية في العام 1989 لوضع اتفاق ينهي الحرب ويضع الأسس لبناء دولة لبنان الجديد، وكان من بين هؤلاء مشرّعون كبار وحقوقيون ورجال دولة شهدت لهم الأيام طول باعهم في إدارة شؤون البلاد والعباد وحسن سهرهم على النظام والدستور، لكن دورهم تقلّص بفعل سطوة السلاح والمسلحين وأصبحوا بمثابة شهود زور على ما يدور في طول البلاد وعرضها من أحداث دموية.

ثمن تغيير اتفاق الطائف هو الحرب

 

بعض الناس يعيش أسير ماضيه، حتى ولو كان يقطر دماً، ويتناثر دماراً وركاماً، وهدماً وتشريداً وضياعاً.

فهو يعتقد صوابية ماضيه مع كل مرارته ومآسيه، ويريد تكراره كلما سنحت له الفرصة.

ولا شك في أن هذه حالة مرضية مستعصية، سببها الأنانية وحب السلطة، مع التكبر والعجرفة والشعور بفائض القوة، والاعتقاد بكثرة الفهم والدراية أكثر من الآخرين.

وللأسف كل ما سبق ذكره قد اجتمع لدى الرئيس ميشال عون، ويحاول توريثه لصهره جبران باسيل، والذي على ما يبدو أنه جاهز للانحراف، ولكن يحتاج الى من يوجهه فقط.

تمرد ميشال عون عود على بدء؟

 

في كانون الأول 1989 تسلم فاروق الشرع رسالة من جورج بوش الأب إلى حافظ الأسد، جاء فيها: "لقد أصبح واضحاً للجميع أن الجنرال ميشال عون هو العقبة الرئيسة في طريق تعزيز السلطة الشرعية الجديدة، واستعادة وحدة لبنان وتنفيذ اتفاق الطائف".

وفي صباح 13 تشرين الأول 1990، قامت القوات السورية، بالاشتراك مع الجيش اللبناني، بشن هجوم واسع على منطقة سيطرة عون، مهدت له بقصف مدفعي وجوي. وفي التاسعة والنصف صباحاً، أعلن عون تسليمه للشرعية، وفي الثانية عشرة كانت المنطقة كلها تحت السيطرة. وهكذا انتهى تمرد عون!

الصفحات

اشترك ب RSS - موقع لبنان الكبير