جريدة نداء الوطن

غانم: المشروع الإيراني يؤدي إلى قضم الهوية اللبنانية "التجمّع الوطني من أجل الهوية اللبنانية": "ديناميكيّة" سياسية للحفاظ على لبنان

 

أمام التحديات التي يواجهها لبنان، أقام التجمع الوطني من أجل الهوية اللبنانية لقاءً حوارياً يوم السبت الفائت في الأشرفية، ناقش خلاله أهمية التمسك بـ"الهوية اللبنانية" في وجه المشاريع الخارجية التي تحاك للبنان، في ظلّ "تلهي" القوى السياسية في العناوين الإنتخابية المرحلية، والإبتعاد عن المخاطر التي تحيط بالهوية اللبنانية وتؤدي إلى زوال لبنان.

الإنتخابات النيابية على سكّة... التطيير!

 

نجح رئيس الجمهورية ميشال عون في إثارة الالتباس حول حقيقة موقفه من سيناريو بقائه في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته. في المرّة الأولى، قال: "أخشى أن ثمة مَن يريد الفراغ. أنا لن أسلّم إلى الفراغ"، ولو أنّه استبق التعبير عن خشيته، بالإشارة إلى أنه "إذا وصلنا إلى نهاية الولاية سأترك قصر بعبدا حتماً لرئيس يخلفني". في المرة الثانية، اعتبر أنّ قوله "لن اسلّم الفراغ" استثمر بشكل خاطئ في اطار الحملات المركزة والمبرمجة للاساءة، وأنّ ما قصده كان من باب التأكيد على عدم حصول فراغ بعد انتهاء الولاية الرئاسية، مؤكداً أنّ التمديد غير وارد.

الفريق الرئاسي والصفقة القضائية

 

 

يتصرف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كأنه في سنة ولايته الأولى في حديثه عن السنة الأخيرة منها. هكذا يبدو الأمر مع مرور الذكرى الخامسة لانتخابه في تناوله الأزمات الراهنة المتراكمة خلال سنوات عهده الخمس، وهذا ما أوحى به عبر المواقف التي أدلى بها في الذكرى الـ78 للاستقلال، وما بينهما في حديثه عن أنه لن يسلم الرئاسة للفراغ عند انتهاء السنة السادسة محدداً مواصفات الرئيس الذي سيخلفه.

إزدواج الفراغ والخراب؟

 

يستمر التفتيش على مخرج من أجل انعقاد مجلس الوزراء كما أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وسط توقعات أوساط حكومية بأن تتم الدعوة الأسبوع المقبل، إذا رست المداولات الجارية البعيدة من الأضواء على الصيغة القانونية التي يمكن أن تصدر من الجسم القضائي، بما يرضي الثنائي الشيعي، كي يقبل بحضور وزرائه الخمسة الاجتماع في حال وجه ميقاتي الدعوة.

عون يحضّر الأرضية لصفقة "باسيل أو التمديد" الحكومة عالقة بين كمّاشة "التسوية" و"المقايضة"!

 

لم يعد خافياً أنّ جميع اللاعبين على الطاولة الحكومية استنفدوا حظوظهم ودخلوا في مقامرات مكشوفة ورهانات مفتوحة على كافة احتمالات الربح والخسارة والمقايضة بين الأوراق الرئاسية والوزارية والنيابية على قاعدة "خذ وهات"... فبعدما سقط الرهان على "لقاء الاستقلال" الرئاسي، وأوصد القضاء أبوابه في وجه رهانات القمع والقبع تحت طائل التهديد والوعيد، لم يعد أمام أركان الحكم والحكومة سوى عقد الآمال على أن يشكل مجلس النواب "خشبة الخلاص" من المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، مع ما يرافق ذلك من كباش سياسي ونيابي على حلبة النصاب والميثاقية.

جرمانوس: الدراسة القانونيّة منعاً لـتعمّد الفراغ والإنقلاب على الدستور هل يتكرّر سيناريو 1989... وماذا عن محاكمة الرئيس؟

 

يقوم النظام الديموقراطي على مبدأ التداول السلمي للسلطة، وإحترام القوانين المرعية الإجراء، والسهر على حسن تطبيقها. وكان من الطبيعي أن يوضع الكلام الأخير الذي نقل عن الرئيس ميشال عون (في صحيفة "الأخبار") في سياق حرصه على إجراء الإستحقاقات في موعدها، لولا تلازم موقفه مع ما أعلنه عشيّة الذكرى الـ 78 للإستقلال.

تحدّي"الإستقلال الثالث"

 

محنة لبنان داخلية قبل أن تكون خارجية. وقدر اللبنانيين أن يعانوا إغراء الجغرافيا لقوى عدة، ويحمّلهم التاريخ مشقة العمل لأكثر من إستقلال. شيء مما سماها مالك بن نبي "القابلية للإستعمار"، وشيء من الضيق بكل إحتلال أو وصاية. شيء من تضييع الإستقلال بسياسات زعماء يتصرفون كأنهم محور الكون، وشيء من الفشل في بناء دولة تستحق الإستقلال ومن النجاح في صنع الأزمات الخانقة للناس. ولا شيء يكتمل. لا الإستقلال، ولا الإحتلال.

الإنتخابات... ومعركة "الإستقلال الثالث"

 

يُشكّل الموقع الجغرافي للبنان نقمة بقدر ما هو نعمة، إذ إن الدول تتقاتل على هذه الأرض التي تحتل معظم الواجهة الشرق أوسطية للبحر الأبيض المتوسّط، ما يجعل دولاً كبرى تطمح إلى أن يكون لها موطئ قدم في لبنان.

أحيا لبنان الذكرى 78 للإستقلال في إعادة لمشهد فولكلوري لا يمتّ إلى الواقع الحقيقي بصلة، وقد توقّفت ذاكرة اللبناني عند يوم 22 تشرين الثاني 1943، وكأنه بعد الخروج الفرنسي لم يحتلّ البلد الفلسطيني والإسرائيلي والسوري.

من شهيد الطائف إلى الشعب الشهيد

 

بدأت الجمهورية الثانية بإغتيال رئيسها الأول رينيه معوّض. كان العماد عون مقيماً في القصر الجمهوري بصفته رئيساً لحكومة موقتة عيّنها آخر رؤساء الجمهورية أمين الجميّل، وكان عليه الإشراف على حسن سير انتخاب رئيس جديد للدولة، إلا أن رفضه إتفاق الطائف قاده إلى رفض الرئيس المنتخب، وعندما جرى إغتياله يوم عيد الاستقلال قبل 32 سنة، تهيأت الشروط اللازمة لتعود القوات السورية وتضع يدها على الجمهورية وكيفية تأسيسها مجدداً استناداً الى وثيقة الوفاق الجديد.

دجّالون

قيل

واضح أن الحاكم بأمره يستخدم تقنية الإستشراس هذه الأيام. فهو يتفنّن في وضع معادلات دموية يلوِّح بها، ليصل إلى تسوية تعتمد الإبتزاز لصون مصادرته السيادة من خلال التصعيد الأمني والإعدام السياسي لمن يعرقل له أجندته.

هو يبيعنا شروطه للرضوخ مقابل صمود الهيكل المتهاوي بإستقرارٍ هشٍ يحتاجه على قياسه وحده، لذا يلعب بالسلم الأهلي مستنداً إلى ثلة من الدجالين الذين يمثلون أنهم حريصون على الميثاقية والعيش المشترك، وما إلى ذلك من شعارات أُفرغت من مضمونها ولا وظيفة لها إلا الإبتزازات الصغيرة.

الصفحات

اشترك ب RSS - جريدة نداء الوطن