جريدة نداء الوطن

اللامركزية في التطبيق... لبنانياً!

 

اللامركزية الإدارية هي علاج ولكن هذا العلاج بالذات سيكشف لبنانياً في التطبيق كل ما يعاني منه اللبنانيون، مؤسساتياً وثقافياً، بشأن مركزية الدولة وعلاقات النفوذ وقدرات محلية وعوائق ذهنية وسلوكيات سياسية ومواطنية محلية.

الطائف... الترويكا ونزع سلاح إيران من لبنان

 

خلال رحلتي في معترك السياسة في لبنان، برزت أزمة ما يُعرف بالترويكا، وهي ظاهرة تمثلت باحتكار الرئاسات الثلاث السلطة التنفيذية، بحيث أصبحت اجتماعاتهم الدورية والتحاصصية الوسيلة الوحيدة لتسيير العمل الحكومي، متجاوزين بذلك المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها مجلس النواب، الممثل الأول للشعب والأمة.

بطبيعة الحال، كان أي خلاف ضمن هذا الثلاثي يُحلّ بتدخل "المفوض السامي" السوري، ممثلاً باللواء غازي كنعان – المعروف بلقب "أبو يعرب" – أحد أكبر رموز الإجرام خلال فترة الوصاية السورية على لبنان.

معادلة جيش، شعب، ومقاومة... بين النصّ والتأويل

 

في رسمه لملامح مرحلة ما بعد الحرب أعلن أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن خطوات حزبه السياسية وكل ما يتعلق بشؤون الدولة ستتم تحت سقف اتفاق الطائف، إنما من دون أن يتخلى عن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي اعتبرها بمثابة "الرصيد المتبقي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا". إزاء هذا المستجد يصبح التساؤل لازماً: فهل نحن بصدد سياسة جديدة لـ"حزب الله" قوامها التنازل لصالح الدولة والوطن؟ وهل لتلك الثلاثية التي يرفضها الكثيرون في لبنان علاقة بوثيقة الوفاق الوطني؟

آليّة تعيين بحاجة إلى تعديل

 

سنداً للمادة/17/ من الدستور المعدّلة، أُنيطت السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء، مع تعزيز صلاحيّات الوزير، حيث لم يعُد بالإمكان إقالة أي وزير إلّا بقرار يصدر عن ثُلثي الحكومة، أم بنزع الثقة منه.

والمادة/65/ من الدستور أوكلت مجلس الوزراء صلاحية تعيين موظّفي الدولة وصرفهم وقبول استقالاتهم وفق القانون (الفقرة الثالثة).

وعملاً بأحكام المادة/66/ من الدستور، التي أولت الوزراء مهمّة إدارة مصالح الدولة، كُلٌّ بما يتعلّق بالأمور العائدة إلى إدارته، فإن سُلطة اقتراح التعيين هي للوزير المُختّص حصراً.

الحدث السوري و"إلغاء الطائفية السياسية" في لبنان

 

الممانعة مرتبكة وتخبط خبط عشواء وهذا الخبط يؤذيها ويؤذي كل الوطن. الممانعة تريد الخروج من الهزيمة بالمعاندة الميدانية، وكل كلام عن مسار دبلوماسي لتحرير ما سببته من احتلال، مستهجن في قاموسها. تتمنى الممانعة أن تعود الحرب، ونحتاج إلى تحليل في علم النفس التاريخي لفهم هذا المنحى الانتحاري. ويصل الارتباك إلى أقصاه مع الاستفاقة على شعار «إلغاء الطائفية السياسية».

أزمة نظام لا أزمة حاكمية

 

بتأجيل تعيين حاكم المصرف المركزي، ظهر الخلاف الأول بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى العلن، في مؤشر واضح على هشاشة النظام التوافقي التشاركي اللبناني. لم يطل شهر العسل الرئاسي، ولم يكن سبب الاحتكاك شخصيتين مثل جوزاف عون أو نواف سلام، بل تعود جذوره إلى طبيعة النظام اللبناني نفسه، الذي يعيد إنتاج أزماته مع كل استحقاق دستوري.

عفواً دولة الرئيس بري... حقيبة المال لم "تُبتّ" في الطائف للشيعة

 

إنها آخر أرانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، يريد أن يسجّل أنه "استحصل" على حقيبة وزارة المال للطائفة الشيعية، ويحاول إعطاءها مفعولاً رجعياً على أنها " بُتَّت" في مؤتمر الطائف.

ما قاله الرئيس بري ليس دقيقاً، إنْ لم نقل، ليس صحيحاً، أن يكون الأمر قد تم التداول به في الطائف، فهذا لا يعني أنه "بُتّ"، كثير من الأمور تم التداول بها في الطائف ولم تُبت، فهل يؤخذ بها على طريقة الرئيس بري:"صُدِّق" ؟

أهمّية البيان الوزاري

قيل

بالعودة إلى أحكام الدستور، لم يكُنْ قبل العام 1990 يتضمّن أي بند يفرض على الحكومة الجديدة التقدُّم من مجلس النواب ببيان وزاري، ضمن مهلة مُعيّنة لِنَيل الثِقة. وذلك كَون الدستور وعند صياغته عام 1926 لم يَكُن يَنصّ على المسؤولية الجماعية للحكومة، إنّما على المسؤولية الفردية للوزراء.

وبمُقتضى المادة 34 من القانون الدستوري تاريخ 17-10-1927 عُدّلت المادة 66 من الدستور، إذ نصّت وللمرّة الأولى على المسؤولية الجماعية للحكومة. وهذا النّص تمّ أخذه عن المادة السادسة من دستور الجمهورية الثالثة الفرنسية تاريخ 25-02-1875 وهذا يُشكّل رُكناً من أركان النّظام البرلماني.

الكلمات الدالة: 

قبل الثقة: إعلان الطوارئ مُمكن

 

ما تعرّض له لبنان منذ أيّامٍ خَلَتْ، من قطع طرقات واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، شكّل تعرُّضاً للأمن والنظام العام. وانعكس تخوّفاً من انفلات الشارع وتسيّبه.

تمكّن الجيش اللبناني وبتعليماتٍ مُشدّدة، من إعادة ضبط الأوضاع، ومنع الانزلاق إلى الأسوأ. ولكن ماذا لو تكرّرت هذه الأفعال وتفاقمت؟ لا سيّما وأن المؤشّرات تدّل على ذلك.

مكتبة نواف سلام و"ميثاقية" حزب الله

 

عاش لبنان واللبنانيون، لا سيما خلال العقدين الماضيين، تحت وهم أو قناعة بأن وضعهم السياسي والاقتصادي وحتى الفكري الرديء والمتراجع هو واقع دائم يجب التعامل معه بخنوع، وبأن التغيير الحقيقي لا يأتي إلا من الخارج، من دون أي دور فعلي للبنانيين في كسر قيود أسرهم. هذه القناعة خلقت جيلاً متقبلاً للفساد ومبتعداً عن النضال، وهو أمر باتت نتائجه كارثية على الهوية الوطنية والسيادة اللبنانية. دفع هذا الواقع اللبنانيين إلى رمي مفاهيم أخلاقية وسياسية في القمامة، مثل المصداقية والكفاءة، واستبدالها بمفاهيم أخرى تمجد الواقعية السياسية، التذاكي، وحتى القوة، في إطار منظومة تحتفل بالفساد كطريق حياة.

الصفحات

اشترك ب RSS - جريدة نداء الوطن