جريدة نداء الوطن

الطائفة السنية: أزمتا القيادة والدور

 

مذ علّق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مشاركته في الحياة السياسية، برزت أزمتا القيادة والدور في الطائفة السنية. وبدأت الصعوبات في مسيرته السياسية مع تردي علاقته بالمملكة العربية السعودية العام 2017 ثم استقالته إثر «ثورة 17تشرين».

الموارنة يحلمون بالفدرالية والشيعة يطبّقونها

 

لا يوفر الشيعة، من قادة الصف الأول إلى طلّاب الرابع إبتدائي، مناسبة من دون التعرّض لأشقائهم الموارنة غير المشبعين بهرمونات العروبة والذين يعانون جينياً من نقص في المناعة الوطنية. ويزعم الزعماء الزمنيون التاريخيون، ويرد من خلفهم القادة الروحيون، ومسؤولو التعبئة المناطقية واختصاصيو الفح والبخ أن وراء إصرار "الموارنة" على اللامركزية الموسعة، ومطالبتهم بإعادة النظر في صيغة الحكم نزعة فدرالية تقسيمية تندرج في مخطط تفتيت لبنان.

هل تحل الفدرالية مشاكل لبنان؟

 

أوضح السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير، في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق التابع لـ»حزب الله» أنّ هذا المركز البحثي لا يعمل لمصلحة حزبه فقط، بل لصالح كل دول محور الممانعة، التي تستأنس بنتاجه العلمي والاستراتيجي على السواء في عملية اتخاذ قراراتها التكتية والاستراتيجية. فالمركز «أممي» وفق ما قاله السيد نصرالله، وهو ينتمي إلى «الأممية الجديدة» الناشئة من الصين إلى فنزويلا، مروراً بروسيا وايران وغيرها.

تحرير الدولة العميقة

 

يبدو أنّ القرار الاستثماري قد صار حيّز التّنفيذ بعد توقيع الاتّفاقيّتين لانضمام قطر إلى كونسورتيوم التنقيب عن الغاز والنفط في المياه اللبنانيّة الأحد الفائت في السراي الحكومي. وذلك على وقع تصعيد بات في صلب مؤسسات الدّولة كلّها، الإداريّة والقضائيّة والعسكريّة ما أدّى إلى ضعضعتها بشكل مقلق. فما هي معالم المرحلة القادمة؟ وهل ستتحرّر الدّولة العميقة لتصبح دولة حقيقيّة أم ستبقى تحت سيطرة «دويتّو المنظومة والمنظمة» في دولة المافيا والميليشيا؟

النظام لا يعمل

 

حتى لو تمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حتى لو تمّ تشكيل حكومة جديدة، حتى لو «قلّعت» الحكومة الجديدة وباشرت عملها وعقد جلساتها، لا شيء سيتغيّر نحو الأحسن، بل إنّ الأمور ستواصل انحدارها وانهيارها.

منذ ما بعد الطائف، وصولاً إلى اليوم، توالى أكثر من عهد وأكثر من رئيس جمهورية وأكثر من رئيس حكومة، فماذا تحقق؟ لا شيء. العهود التي أتت لم تكن متشابهة، فعهد الرئيس أميل لحود لم يكن يشبه عهد الرئيس الياس الهراوي، لا بل جاء لينقضه، وعهد الرئيس ميشال سليمان لم يكن كالعهدين اللذين سبقاه، وبالتأكيد عهد الرئيس ميشال عون كان مختلفاً عن كل العهود التي سبقت.

فوبيا تغيير النّظام

 

لا يختلف اثنان على أنّ طبيعة الأزمة الراهنة لم تعد محصورة في مجالها الاقتصادي فقط، بل هي تعدّت ذلك إلى ما هو أبعد بكثير، حتّى بات الحديث عن المطالبة بتغيير للنّظام اليوم أمراً ملحّاً في الوسط السياسي والاعلامي والفكري. ولم يعد بالامكان الاستمرار بلبنان كما هو، لا سيّما بعد ما أثبتته التجارب من عثرات وعورات اعترت نظامه السياسي.

رحل الهادئ على قلق

حسين الحسيني... دستور في رَجُل

 

ليس قليلاً أن يقترن اسم سياسي واحد بدستور بلد كامل. لُقب بـ"عَرّاب الطائف" ليس مجاملةً ولا اعترافاً فقط بمساعيه وموقعه يوم اجتمع نواب الأمة في المملكة العربية السعودية لوقف الحرب، بل لأنه نذر نفسه منذ ذاك الوقت للدعوة الى إحياء لبنان دوراً وعيشاً مشتركاً ومؤسسات في ظل دولة يحكمها الدستور وسلطة القانون.

حسين الحسيني شهيد "الطائف"

من دون موعد مسبق ودّع الرئيس حسين الحسيني الحياة. على رغم سنواته الـ 86 لم يكن بينه وبين الغياب موعد. هو الذي تغيّب بقرار ذاتي عن الحياة السياسية اليومية بقي حاضراً في الذاكرة وفي الأحداث بسجلّ حافل لم يستطع أي قرار آخر الغاءه أو تغييبه. دخل الرئيس حسين الحسيني الى عالم السياسة عنوة وخاض غماره بكل ما أوتي من قوة قبل أن يختار الخروج منه الى عالمه الخاص ليبقى حاضراً كشاهد على الكثير من الأحداث والتطورات التي شارك في صنعها بعدما جرت محاولات كثيرة لإخراجه منه عنوة.

تعطيل النظام والعجز عن تغييره

 

القفز من فوق إرادة المسيحيين لعبة خطرة جداً، وإن بدت سهلة وممكنة. كذلك كان القفز في الماضي من فوق إرادة المسلمين، وقد قادنا الى حرب لا تنتهي وإن توقفت معاركها العسكرية. ولا أحد يجهل الى أين يمكن أن يقودنا القفز الأخطر من فوق إرادة المسيحيين والسنة والدروز. فالمسألة تتجاوز الإمساك بلعبة الرئاسة الى التلاعب بالجمهورية. والسؤال هو: هل نحن في أزمة نظام صار عبثاً على شعبه أم في أزمة العجز عن إدارة السلطة وبناء الدولة على أسس النظام؟

الصفحات

اشترك ب RSS - جريدة نداء الوطن