أساس ميديا

صورة الانهيار الكبير... بعد 15 أيّار

 

المشهد الآتي على لبنان سيكون "عراقيّ النكهة". بمعنى استحالة إعادة تكوين السلطة في لبنان بعد الانتخابات النيابية، لأسباب عديدة، ليس أوّلها نسبة المقاطعة، التي ستكون لافتة، بقاطرة سنّيّة كبيرة، لكن مع ارتدادات شيعية وربّما مسيحية.

وسيدخل لبنان في 3 منعطفات خطيرة:

1- تشظٍّ تشريعي.

2- فراغ تنفيذي (حكومي ورئاسي).

3- الانتقال من الانهيار الفوضوي اقتصادياً إلى الارتطام العنيف.

التشظّيّ التشريعيّ؟

أيّ استراتيجية دفاعيّة بعد "خراب البصرة"؟

 

في منتصف القرن الثالث الهجريّ (القرن التاسع الميلاديّ) تعرّضت الدولة العبّاسيّة لأخطر تهديد لها عندما اندلعت "ثورة العبيد الزنج" في البصرة وحواليها، بقيادة علي بن محمّد. استغرقت جهود القضاء على هذه الثورة زهاء 14 عاماً (255-270هـ/869-883م)، بعدما هلك الحَرْث والنَّسْل. فقيل: "نصرٌ بعد خراب البصرة". أي جاء النصر متأخّراً جدّاً، ففَقَد الناس طعمَه وريحَه.

الحزب في أربعيناته: حصّة أكبر.. بعد الثلث الضامن

 

يعمل حزب الله في هذه المرحلة على تجديد "شبابه" في كلّ المجالات الفكرية والتنظيمية والسياسية والميدانية. فبعد مرور أربعين عاماً على تأسيسه في العام 1982، يجد الحزب نفسه أمام تحدّيات كبيرة داخلية وخارجية. لذلك يعمل حالياً من أجل مواجهة هذه التحدّيات بأشكال مختلفة. وقد استفاد من مرحلة الاستعداد للانتخابات النيابية في الخامس عشر من شهر أيار القادم من أجل إعادة تحشيد القواعد الشعبية وإعداد مشروع متكامل بعد الانتخابات النيابية لإدارة شؤون البلد، ونسج خطاب جديد قادر على الردّ على كلّ الأسئلة والتحدّيات التي واجهته ولا تزال تواجهه في آخر ثلاث سنوات.

الفاتيكان يحذّر من زوال لبنان: السياسيون متآمرون

 

السياسيون في لبنان متآمرون"، بهذه الجملة البسيطة يمكن اختصار الخلاصات التي خرج بها الموفد الفاتيكاني إلى لبنان. وذلك بعدما كان "أساس" قد أشار قبل أسبوعين إلى خوف لدى الفاتيكان من "زوال لبنان". كلام أكّده وزير خارجية الفاتيكان بول غالاغر: "زوال لبنان سيكون لحظة سيندم عليها العالم".

قال كلامه هذا بعدما جال على الرؤساء الثلاثة، وشارك في اجتماع مجلس المطارنة الموارنة في بكركي، وفي مؤتمر جامعة الروح القدس-الكسليك لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على إصدار الإرشاد الرسوليّ "رجاء جديد للبنان"، الذي وقّعه القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني أثناء زيارته للبنان في أيّار 1997.

2022: سنة الانتصار النهائيّ للحزب على لبنان؟

 

لم يسبق للبنان أن مرّ بما مرّ به في السنة 2021. يظلّ آخر ما مرّ به الخطاب – المهزلة الذي ألقاه رئيس الجمهوريّة ميشال عون الذي نسي أنّه كان مرشّح "حزب الله" لرئاسة الجمهوريّة، وأنّ الحزب عطّل مجلس النواب سنتين ونصف سنة لفرضه رئيساً. نسي مسؤوليّة صهره جبران باسيل عن ملفّ الكهرباء طوال اثني عشر عاماً. نسي في طبيعة الحال ضرورة التحقيق في هدر 45 مليار دولار من دون أن تأتي الكهرباء.

نكتة الحوار الوطنيّ... وسؤال عن فائدة الانتخابات

 

ليس الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهوريّة ميشال عون سوى نكتة أخرى من مسلسل نكاته السمجة التي كانت على رأسها نكتة "العهد القويّ". مَن يحاور مَن ومن أجل ماذا الحوار فيما البلد تحت هيمنة "حزب الله"، أي هيمنة إيران؟ ليس "حزب الله"، الذي يتحكّم بكلّ مفاصل السلطة في لبنان، بما في ذلك قرار الحرب والسلم، سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني.

هل يمكن التحاور بين اللبنانيين في ظلّ الهوّة القائمة بين مَن يفرض رأيه بقوّة السلاح من جهة وبين مَن يدعو إلى اعتماد المنطق والتقيّد بالدستور والقوانين وقرارات الشرعيّة الدوليّة من جهة أخرى؟

قتل الطائف.. باغتيال رئاسة الحكومة

عون: الحزب خلف الدولة في الترسيم.. ومقاطعة السُنّة تهدّد الانتخابات

 

يشعر الداخل إلى قصر بعبدا هذه الأيّام أنّه يزور "الحدود". ففي هذا القصر، الذي يحمل إرثاً كبيراً من الذكريات الحاسمة، العونيّة تحديداً، من العام 1990 وصولاً إلى 2022، يرتسم الكثير من أشكال وأنوع الحدود اليوم.

هنا يقيم ملفّ ترسيم الحدود. وهنا الحدود في علاقات لبنان الخارجية، من إيران، إلى العرب، مروراً بأوكرانيا وبيان وزارة الخارجية الذي يدين هجوم روسيا على أوكرانيا. وهنا خطوط الترسيم واتّهام رئيس الجمهورية بالخيانة. وهنا حدود العلاقة بين الدولة وحزب الله. وهنا الحدود الكبرى: هل تُجرى الانتخابات النيابية؟ أم تؤجّل؟ وحدود الولاية الرئاسية: هل تنتهي في موعدها؟ أم تُمَدّد؟

الانتخابات اللبنانية ومبادرة السنيورة

الانتخابات النيابيّة: ماذا يفعل السُنّة؟

 

يختار الذي يريد العمل السياسي متى يدخل إليه أو يمارسه، لكنْ يصعب عليه كثيراً اختيار وقت الخروج أمّا في حالة سعد الحريري فإنّه دخل إلى السياسة مرغماً أو بحكم الضرورة بسبب استشهاد والده، وقد فضّلته الأُسرة ومساعدو الرئيس رفيق الحريري والسعوديّون على شقيقه بهاء (2005)، وها هو أخوه الكَنود يعود لينتقم لنفسه من شقيقه، كأنّما فوّتت الأُسرة وفوّت المسلمون وفوّت لبنان بتجاوز بهاء زعيماً نادر المثال.

وسأعود لذلك من بعد.

الصفحات

اشترك ب RSS - أساس ميديا