أساس ميديا

عون يمهّد لـ"حرب التحرير" ضدّ الحزب؟

 

جملة واحدة يمكنها اختصار الهدف من إطلالة رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الإثنين، وهي كيف استذكر محاولاته في العام 1990 لتحرير لبنان، لكنّ القوى الخارجية والداخلية كانت أقوى.

لم يخرج عون في إطلالته إلا ليطلق هذه الجملة، بغضّ النظر عن تدعيمها بمواقف أخرى توّجتها دعوته إلى حوار للبحث في ثلاثة ملفّات أساسية، وهي الاستراتيجية الدفاعية، اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، والاتفاق على خطة التعافي المالي والاقتصادي.

هكذا أوصل عون رسائل متعدّدة الاتّجاهات في هذه الإطلالة:

صواريخ إيران على الرياض... ردّاً على البيان السعودي الفرنسي

 

لم يكن "حزب الله" في حاجة إلى الإعلان المباشر عبر قناة قطرية عن إعطاء الضوء الأخضر لاستقالة جورج قرداحي من الحكومة. لكنّ الحزب تعمّد ذلك قبل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جدّة للقاء وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليقول الحزب للفرنسيين إنّه قدّم تنازلاً وينتظر منهم "تسييل" الثمن مع السعوديين.

الكلمات الدالة: 

عون وبرّي يَخرجان معاً؟!

 

حين يشترط الرئيس ميشال عون تمتُّع الرئيس المقبل للجمهورية بـ"التمثيل الصحيح، وأن يكون صاحب كفاءة ومتمرّساً في التوازنات القائمة"، تكون مروحة خياراته محصورة بين... "ميشال عون وجبران باسيل".

لا ثالث لهذين الخيارين في الخلفيّة السياسية للجنرال الذي يجزم مَن يعرفه عن قرب أنّه مستعدّ لخوض معركة حياة أو موت كي يتيح انتقال كرسيّ الرئاسة الأولى إلى "مُستحقِّها".

جنبلاط ينضمّ إلى جعجع والراعي: أين السُنّة؟

 

في كلّ مرّة حاول لبنان الابتعاد عن مداه العربيّ، وخرق حدود التوازن في سياسته الخارجيّة، كان ينعكس ذلك زلازل سياسية وأمنيّة وعسكرية.

نظرة بسيطة على التاريخ اللبناني الحديث تسمح بالخروج بهذا الاستنتاج:

1- لنعد إلى الخمسينيّات، وتحديداً عهد الرئيس كميل شمعون، أو "فخامة الملك"، كما سمّاه الإعلامي جورج غانم ، نظراً إلى أنّه أكثر الرؤساء الذين مارسوا صلاحيّاتهم في تلك الفترة إلى حدّ كسر التوازنات مع القوى الأخرى.

تجلّى ذلك في مسألتين أساسيّتين:

- الأولى ذات بعد إقليمي دولي، وهي الانخراط في حلف بغداد.

عزل الحزب والأزمة مستمرّة؟

 

التذاكي اللبناني لعبة سمجة. واحدة من ثمراته الأخيرة استقالة مؤجّلة نحو شهر لوزير الصدفة جورج قرداحي، يراها البعض بسذاجة مفرطة مدخلاً إلى تصحيح العلاقات مع دول الخليج، وتحديداً مع السعودية.

المتذاكون فاتهم أنّ الاستقالة تؤكّد ولا تنفي ما تشكو دول الخليج العربي منه، وهو أنّ لبنان واقع تحت وصاية حزب الله.

فمَن منع الاستقالة شهراً ومَن أجازها الآن هو حزب الله، بلا لفّ ولا دوران. وهذا فقط ما يعني صانع القرار الخليجي.

يحتاج المرء إلى الكثير من المخيّلة السياسية ليعتقد صدقاً أنّ القرداحي هو أكثر من عملة تداول (currency) في صفقة .(transaction)

أنا مش قِبلان مع سماحة المفتي قبلان!!!

 

يبدو أنّنا في بلد التناقضات وفي جمهورية العجائب مع قوى أمر واقع موازية للسلطة فضّلت "الانحياز" على "الحياد". ولكوني "مش قِبلان"، فيُجاز لنا وبكلّ مودّة بأن نستعرض تساؤلات مشروعة بكلّ صدق، وأن نطرح الأسئلة للاستيضاح والاستعلام عن هذا الانحياز المقدّس، وهي بلا أدنى شكّ محقّة.

في رسالة وجهها المفتي الجعفري أحمد قبلان إلى البطريرك بشارة الراعي الأسبوع الفائت قال: "يا غبطة البطريرك ما يجري الآن من حصار خنقٍ ودولار وأسعار وفوضى وتجييش لحلف طويل عريض بقيادة واشنطن وظيفته دعم تل أبيب بلغة الانحياز وليس الحياد والعين على لبنان".

ليس "انتداباً سعوديّاً - فرنسيّاً".. إنّما احتلال إيرانيّ

 

لم يكد يجفّ حبر البيان السعودي - الفرنسي الذي تطرّق إلى الوضع اللبناني، حتى سالت أقلام "محور الممانعة" في التهجّم عليه. فاعتبروه "بيان الانتداب السعودي - الفرنسي الذي لا يُمكن قراءته إلا من زاوية تسعير الأزمة مع لبنان" (افتتاحيّة صحيفة الأخبار بتاريخ 6 كانون الأول 2021).

يتكلّم فصيل "محور الممانعة" في لبنان، وكأنّ حزب الله هو لبنان، فمَن لديه أزمة مع الحزب، تكون أزمته مع لبنان أيضاً.

غريب هذا المنطق!

رهان جبران باسيل على الاحتلال الإيرانيّ

 

من الضروريّ، بين حين وآخر، تذكير جبران باسيل بما هو عليه الوضع في لبنان والمنطقة بعيداً عن الشعارات الفارغة التي يخرج بها، والتي يعتقد أنّ اللبنانيين سيصدّقونها. من بين هذه الشعارات أنّ "التيّار الوطني الحر"، حزب رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي على رأسه جبران باسيل نفسه، "تيّار استقلاليّ"، وأن لا وجود لاحتلال إيراني للبنان.

عون بين سليمين: جاهل وجريصاتي

 

فتح رئيس الجمهورية ميشال عون "بازار التمديد " على وسعه، في الأسبوع الفائت، ناقلاً المعركة من الطيونة والمرفأ وقانون الانتخابات وترسيم الحدود، إلى رئاسة الجمهورية، ومن سيخلفه، وموقفه من "الفراغ"؟

ففي حديثه مع صحيفة "الأخبار" الأسبوع الماضي ثم مع صحيفة "الراية" القطرية وبعدها مع قناة الجزيرة، بدا رئيس الجمهورية ميشال عون وكأنه آثر التخلّي عن صيغة التسريبات الإعلامية، التي اعتمدها دوماً خلال سنيّ حكمه الخمس، حينما يريد تمرير الرسائل، أو "التمريك" على الآخرين، وذلك من أجل توجيه رسائل بـ"المباشر" الى الداخل والخارج.

قبل سقوط لبنان... كان السقوط المسيحيّ

 

في الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان، مع دخول "العهد القوي" سنته الأخيرة، يفترض في اللبنانيين إدراك أنّ درب العذابات لم ينتهِ بعد. لا قعر للانهيار اللبناني. تنتظر اللبنانيّين عذاباتُ السنة الأخيرة التي مصدرها رجل لن يقبل بمغادرة قصر بعبدا، بل يعتقد أنّ رئاسة الجمهوريّة حقّ من حقوقه وحقوق عائلته.

الصفحات

اشترك ب RSS - أساس ميديا