ثمّة واقع لا يستطيع اللبنانيون الهروب منه، يتمثّل في أنّ لبنان الذي عرفناه لم يعد موجوداً، وأنّه لا بدّ من مرور سنوات طويلة كي تتبلور طبيعة الصيغة الجديدة التي سيرسو عليها البلد... هذا إذا كانت هناك صيغة، قابلة للحياة للبنان آخر، يمكن أن ترى النور يوماً.
يمكن اختزال ما آل إليه لبنان بعبارة واحدة هي الانتصار الإيراني الذي تحقّق في ضوء جهود مستمرّة منذ العام 1982 عندما سمح حافظ الأسد بدخول "الحرس الثوري" إلى لبنان والتمركز في ثكنة تابعة للجيش اللبناني (ثكنة الشيخ عبدالله) في بعلبك.