التركيبة المركزية للنظام في لبنان تتطلّب التوافق السياسي بين الطوائف كشرط ملزم للاستقرار، ولكن هذا التوافق ما زال مفقوداً منذ خمسة عقود، وآخر فصوله منذ خروج الجيش السوري عام 2005.
تمكّن «حزب الله» من خلق أمر واقع عسكري من خارج النظام، وتمكّن أيضاً من ان يستأثر بالحصة الشيعية من داخل النظام، خصوصا في ظل التوافق الاستراتيجي بينه وبين حركة «أمل»، ويشترط على الطوائف الأخرى التسليم بسلاحه خارج النظام، والتسليم أيضا بشروطه لدور النظام كواجهة لدوره العسكري والسياسي، ورفض الطوائف الأخرى للأمر الواقع المزدوج أدخلَ البلد في أزمة مركزية وأزمات مستمرة.